الزهراء عقيده وسلوك

عندما نريد الحديث عن الزهراء ليس من باب الترف أو من باب البركة أو التقاليد، بل نجد الحديث عن فاطمة الزهراء سيدة أهل نساء الجنة من باب الحاجة الماسة ولتطهير أنفسنا من خبث الذنوب وكيف السبيل لهذه الطهارة إلا بإتباع سيرتها وألها الأطهار.

في هذه المقالة  أحببنا الحديث عن عنصرين مهمين :

الأول :الجانب العقائدي في شخصية الزهراء .

   كثيرة  هي الأحداث الأليمة التي أحاطت بالزهراء . وكثيرة تلك النقاشات والمنتديات التي  نتحدث فيها مع أنفسنا وأصحابنا في المجالس , نتحدث عن الزهراء كراماتها ومقامها عن تلك الاعتداءات المخزية من أصنام قريش من الهجوم على الدار وحرق الباب وكسر الضلع  وقود أمير المؤمنين بالحبال وعن خطبة الزهراء التي خاطبت بها أمير المؤمنين , كل هذه الأمور هي عقائدنا في أهل البيت وهي جزء من تاريخهم الجهادي فليس من الصحيح نعرضه للهدم  بحجة أن كل ما في رؤوسنا نطرحه ونحكم به على أهل البيت دون قراءة أو فحص أو تحقيق أو سؤال للعلماء ،هذه ظاهرة خطيرة علاجها في النقاط التالية :

1- قراءة سيرة أهل البيت  من الكتاب المحققين أعلام أهل البيت.
2- تسجيل الاستفهامات أو الإشكالات وردها للعلماء المدققين في سيرة أهل البيت .
3-الاستناد إلى العلم وليس إلى الوهم والظن لأن سيرة أهل البيت دين والدين يحتاج إلى العلم اليقين لا الظن والأوهام التي يدسها المشككون في طهارة أهل البيتمن داخل دائرة التشيع أو خارجها .
4- التأدب في طرح الإشكال واحترم مقام أهل البيت لقوله تعالى ﴿لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضالماذا لأن النتيجة ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصبهم فتنة أويصبهم عذاب أليم.

سؤال : الزهراء ماتت غاضبة على غاصبيها ،ولكن هل يجوز لعنهم ؟ هذا السؤال منهدم من أساسه لقوله (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني)  
وقوله فيمن يتجنب لعن غاصبي حقوق أهل البيت    : (من تأثم  أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله) هذا فضلا عن الأحاديث المتواترة و المتظافرة  في هذا الباب.
إضاءة :أكثر الإشكالات كهذا السؤال  تحل بالرجوع لكلام المعصومين ع لا الرجوع للعقل التائه في بحر الأوهام .

  الثاني – في حياتنا الأسرية نحتاج الكثير من صور حياة الزهراء ،ومن أروع الصور في حياتها    حديث الكساء المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه) وهذه مقتطفات من الحديث الشريف

1- الزهراء مع أبيها     : قال    :أني أجد في بدني ضعفا 

 الزهراء    فقلت :أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف

2- الزهراء مع ولدها الحسن   :
الحسن    : السلام عليك ياأماه.
الزهراء   :و عليك السلام يا قرة عيني وثمرة فوادي.
3 - أمير المؤمنين مع النبي    :
علي   :السلام عليك يا رسول الله ,أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء
النبي    :وعليك السلام يا أخي ووصي وخليفتي وصاحب لوائي قد أذنت لك .

*  سلوكيات أسرية خاطئة :ما أجمل أن ننظر إلى هذه الصور الثلاث من حديث الكساء لنجد لأسرنا القدوة الحسنة والسلوك الإسلامي الذي يعلمنا الآداب المحمدية داخل الأسرة .

*فالزهراء تخاطب ولدها الحسن بألفاظ تعطي (الطفل) المعنويات الرفيعة وتربيه على الحب والاحترام

* أما الزهراء مع النبي ص تعلمنا كيف تتعامل البنت مع والدها بالاحترام وحسن الخدمة و جمال المنطق وتعويد البيت على ذكر الله في حالات الضعف التي يمر بها الأبويين أحياناَ .

* أما أمير المؤمنين مع النبي  فيعلمنا الاحترام المتبادل بين الكبار أمام الصغار والتعامل بآداب الاستئذان المذكورة  في سورة النور، وكذا آداب استقبال الضيوف أحسن استقبال من حسن البشر وغيرها .

* كثير من الأسر في مجتمعنا تفتقر إلى حسن التعامل بين أفردها وإلى الشفافية والمحبة وتبدله بالخشونة والغلظة والجفاف العاطفي وبالتالي نجد الفرد يهرب من بيته (الزوج _الزوجة _الأولاد ووو........)وهذه نتيجة خطره لكنها طبيعية لسوء الخلق والمعاشرة لقوله تعالى ﴿لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولذا حري بنا الحفاظ على نهج الزهراء التربوي داخل أسرنا.

مقال نشر في نشرة اليالي الفاطمية بام الحمام