مؤسسة مهرجان الزواج الجماعي التجارية
لكل عمل خير مهما كان صبغته ان تتهيأ له سبل الاستمرارية وسبل النجاح ومما لاشك فيه ان من اهم سبل النجاح هو العطاء الذاتي وكذلك الإخلاص في العمل لان الإخلاص في العمل اشد من العمل ذاته والتفاني فيه وتقديم المصلحة العامه على المصالحة الخاصة ولعل مشروع الزواج الجماعي من المشاريع المباركة والتى تعبر عن أجمل صورة للعمل الجماعي المثمر ، ولعل ظاهر الزواج الجماعي من الظواهر الاجتماعية التى لاقت رواجا وتحلحلت مفاهيمها ومعطياتها لما لها من الأثر الايجابي على الفرد خاصة والمجتمع بصورة عامة وهو عمل جمعي يشارك فيها جميع فئات وطبقات المجتمع ،كما ان العمل الجمعي لايقتصروا على تلك المهرجانات الجماعية للزواج وانما لابد ان تمتد هذه الفكرة بتجلياتها المختلفة وانماطها المتنوعه في جميع الاعمال الاجتماعية المختلفة بل حتى الاعمال التجارية والتى تجسد الحصول على الارباح في تلك المؤسسات التجارية ، ولعلنا لونظرنا الى العالم الخارجي وبالخصوص الدول الاروبية كيف تسعى الان الى دمج المؤسسات والشركات بعضها البعض والعمل الجمعي والذي سيكون نتاجه بالتالي الى الارباح وتحسين المادة المنتجة ، بعكس عالم الدول الثالث يسعون الى تفكيك المؤسسات والشركات و فصلها عن بعضها امعان منهم بنيل الارباح الهزيلة والسلع التى ربما تفقد جودتها ، ولعل امال المجتمع وتطلعاته كثيرة وطموحاته لاتقف عند حد ، وابرز تلك التطلعات والامال هي تنمية المجتمع وسعي به نحو نهضة تقوم على المؤسسات الاجتماعية والادارية وفق نظم محددة واهداف واضحة ، وهذا لايأتي الا بوعي واحساس من افراد المجتمع وتفحص مشكلاته بشكل علمي لايجاد انجع الحلول حيث ان كلما كان افراده المجتمع يتمتعون بالوعي الكامل من خلال النهج الذي ترسمه افكارهم واراءهم الموحدة وفق نظم محددة تشبه الدستور كعبور على خط السير على الطريقة الصحيحة والتى تؤسس بالتالي للاجيال خطة وخطوط مرسومة ينهج وفقها ويحذوا حذوها ، ولعل المهرجانات الجماعية وعلى مدى اكثر من عشرين سنة وعلى الرغم من تبلور الفكرة وهظمها من قبل الكثير من الناس الا انها لم تصل الى حد الرضا الكامل كونها تعمل وفق منظومة تعتمد على المدى القصير او بتعبير اخر وفق عمل وقتي وموسمي بالتالي هي عملية لاتسعى الى التطوير والى التجديد ، وسوف تكون على مدى طويل هي عبء اخر فيما لو تغيرت الاوضاع الاقتصادية بوجه عام كما يحصل اليوم من غلاء السلع المختلفة ، بيد ان هنالك الكثير من الافكار التى لو اتخذت عن طريقها سبل لربما نصل الى غاية الرضا ونحقق الطموح والامال التى كان الهدف الرئيس من اقامة المهرجانات الجماعي ولعلي هنا اتطرق الى فكرة انشاء مؤسسات تجارية خاصة تدعم تلك المهرجانات وترعاها وتعتمد هذه المؤسسة في راس مالها على المساهمة من افراد المجتمع بمعنى هي منظومة تجارية تخدم هذه المهرجانات على المدى البعيد والغريب تحت مسمى "مؤسسة مهرجان الزواج الجماعي التجارية "يضاف الى انها راح تحقق الكثير من المكاسب ليست على مستوى دعم المهرجانات بل على مستوى الأفراد العاطلين عن العمل او الذين لم يحصلوا على وظائف لهم بالتالي هي فرصة ان نحقق هذا المكسب وغيرها من المكاسب بالطبع هذه المؤسسة تسير وفق نظم رسمية واضحة الأهداف والأفكار واعتقد هنا نحقق ايضا مستوى ومنظور العمل الوحدوي والذي كثير ما يلهج به افراد المجمع حينما تذكر لهم الزواج الجماعي ، اذا هنالك لابد ان نقفز قفزة ذات بعد فكري وعملي في إبراز أفكار تجديد لتلك المهرجانات ، ولا يكون السباق فقط في التميز على التجهيز ومستوى الوجبة والحفل الخطابي بل يكون البعد اكثر اثر في ابراز نوع من التجديد ، كما ايضا لابد هنا ان نذكر هذا الأمر ابعد من ان يكون على مستوى المدينة الواحد او القرية الواحد بل لابد ان يكون السعي على مستوى المحافظة الواحدة اعتقد ان هذا سوف تنشأة في النفوس حالة خاصة من التقارب فيما بين المجتمعات والترابط وادراج الافكار والااطروحات في اطر واحد يسعى الى تحقيق اهداف موحدة ذات اهداف استراتيجية ولعل هنالك ما هو مطبق في بعض الدول مثل الصين وكذلك إيران واندنوسيا الذين يعملون اعراس جماعية على مستوى الدولة الواحدة في مكان موحدة .
وما نشاهده اليوم في المهرجانات الجماعية في بلادنا لم تحدد بشكل واضح الفئة المستهدفة من الزوجات الجماعية ، فنجد تارة كما يقال انها للفئات الفقيرة وتارة للفئات المتوسطة وتارة يعطونها صبغة الدعم للفئات الغنية وهذه بالتالي فيه نوع من ضياع ماهية الزواج الجماعي كما ان البعض يرفض ان تكون صبغة الزواج الجماعي صبغة خيرية لانها تحوي جميع الفئات مع ذلك تحتاج المهرجانات الى فصل وانتزاع اهداف تكون محددة ذات معالم واضحة .
طبعا هنالك مفاهيم جميلة رسخت في الذهان الناس وانطباعات تكاد تكون منحوته في وجداننا وظمائرنا وكوننا مسلمين لابد ان نكون على اعلى من ذلك فنجد عندما نتحدث عن المهرجان الجماعي تتوحد المشاعر وتتوحد الكلمات وتنساب من افواهنا كلمات الوحدة وكلمات الاخوة والتعاون والبنيان المرصوص والتكافل الاجتماعي والاعتصام بالله وعدم التفرقة وتقوية الاواصر وبناء المجتمع وغيرها من تلك المفاهيم التى بحق مفاهيم ذات طابع اسلامي نشدد عليه ونسعى اليه ونسعى الى ايجاده ، ولكن يبقى افراد المجتمع عاجزين عن افراز تلك المفاهيم على بساط الحياة الاجتماعية في الكثير من مؤسساتها الاجتماعية والتى لها اهداف نبيلة تعود عليه بالنفع ولافراد المجتمع اذا تجد ان مفهوم العمل الجمعي يحتاج الى تسليط الضوء عليه ليس فقط على حساب جانب دون اخر ويجب ان يكون العقل الاجتماعي ذات بصيرة حية ومكينة يسعى بها الى الرقي وتنمية افراد المجتمع والسعي الى انتشال المشكلات والعوائق التى تعيق مسيرة حياة افراده ، وايجاد انماط من الحلول وابراز قاعدة واسعة تحتضن العمل الوحدوي ، ليس على فقط على مستوى المهرجانات الزواج الجماعي وانما يتعدى ذلك في مجالات اخرى ، ولعل افتقد الكثير من مظاهر الوحدة الاجتماعية والعلاقات التى تربط افراد المجتمع فيما بينهم حيث يتكاتفون في عمل موحد لايجاد حلول للمياه او للكهرباء عبر مساهمات فيما بين افراد المجتمع وكذلك او اصر المحبة التى تربطهم فتكون مجالسهم مفتوح وقلوبهم قبل مجالسهم مشرعه عبر بوابة المحبة والعيش المشتركة ، ما نشهده اليوم تباعد العلاقات الاسرية قبل الاجتماعية بسبب الوسائل المختلفة ولكن يبقى هنا العمل الجماعي غاية لابد ان تكون هي هدفا استراتيجيا للجميع .