المسموح و الممنوع من اللباس
- تمهيد:
يتميز إنسان الحضارة عن الإنسان البدائي بلباسه من حيثيات عديدة كالمساحة التي يغطيها من الجسد و التصميم و الألوان و المواد المستخدمة. صحيح أن حقيقة الإنسان واحدة لا تتغير بتغير اللباس فلو قدم إنسان فجأة من غابة في مجاهل أفريقيا ممن بالكاد يسترون خصوص المواضع المحرمة, و ليس له حظ من العلم و الفهم و التحضر و ارتدى البنطلون و ربطة العنق أو العباءة الدينية و العمامة فإن ذلك لن يغير من حقيقته شيئاً.
و بالعكس تماماً فلو تخلى الطبيب عن لباسه الخاص و حضر المستشفى بملابس النوم مثلاً فإن ذلك لن يسلب منه علم الطب و قدرته على التشخيص و العلاج. و اللباس مما يتمايز به الناس عن بعضهم من حيث الدين و القومية و المهنة و الجنس و العمر و الرتبة الاجتماعية و المستوى الثقافي و العلمي.
- بين المخبر و المظهر:
و السؤال : إذا كانت حقيقة الإنسان واحدة و جوهره لا يتغير بتغير الأزياء الظاهرة, فلماذا يحترم و يوقر أو يزدرى و يحتقر الناس بعضهم بعضاً اعتماداً على ما يرونه من لباس و أقمشة؟ بل لماذا تتغير نظرة الناس من نظرة حسنة إلى سيئة بعد رؤية شخص ما بثياب عادية أو وضيعة – حسب نظرهم –؟ أو تتغير النظرة من سيئة إلى حسنة بعد رؤية شخص ما بأزياء تخص المحترمين و ذوي الشأن من أهل المال أو العلم أو المنزلة الاجتماعية الرفيعة؟
لا بد من التفريق بين الانطباع الأولي الذي يتصوره الناس عند رؤية شخص يرتدي لباساً خاصاً و بين النظرة الثابتة التي يتبناها البعض بسبب الصفات الظاهرية و الأزياء التي يظهر بها بعض الأشخاص. إن رؤية شخص ما بملابس الطبيب أو ملابس الفلاح أو الجندي تبعث – بفعل الاقتران الشرطي – على الاعتقاد بأن هذا الشخص طبيب أو فلاح أو جندي بالفعل إلا أن يثبت غير ذلك. فلو رأيت شخصاً بملابس الأطباء و أنت تعلم أنه ليس كذلك فإنك لن تطلب منه العلاج ولن تتوقع منه دور الأطباء الحقيقيين.
إذن قد ينطبع في الذهن شيء بفعل الاقتران الشرطي الذي يشكل سمة سلوكية عامة في كثير من الكائنات الحية. فالخيل – و هو حيوان له ضوابط سلوكية – يصهل عند رؤية سائسه في موعد الطعام و لا يعد ذلك عقلاً و عبقرية فذة بل هو مجرد سلوك منبعث من اقتران شيء بشيء.
- ذئاب تحت الثياب:
و لا ضير مطلقاً في ما ينطبع في أذهان الناس للوهلة الأولى عند رؤية من يرتدي زياً دينياً ( كالعمامة و العباءة ) أو مهنياً(كقميص الأطباء الطويل) أو قومياً ( كالثوب و العقال ) أو غير ذلك من أصناف اللباس. و لكن الحصيف هو من ينظر إلى حقائق الأشياء و ليس إلى ظواهرها, فرب سارق بلباس رجال الأمن و رب أعجمي بلباس العرب و رب متهتك بلباس الأتقياء و علماء الدين.
إذن لا غنى عن العلم و المعرفة و التعقل, و ليس من العقلاء من يرهن مصير حياته إلى من ارتدى لباس الأطباء خداعاً و ليس من العقلاء من يثق بكل قماش التف على رؤوس الرجال. إن من الوهن و العجز أن نستسلم أمام العقائد و الأحداث و الشبهات و النظريات و الآراء الفكرية الشائكة ثم نسلم عقولنا سلعة رخيصة لأقمشة حيكت بهيئة تبعثنا على احترام من يرتديها لو رعاها حق رعايتها.
إن النفاذ إلى عمق الأمور يقتضي الحذر من المظاهر و ألا يقف سلوكنا عند حدود الاقتران الشرطي الذي تشاركنا فيه البهائم و الحيوانات. أنى للطيور أن تدرك حقيقة الفزاعة – صليب يرتدي ثوباً – التي ينصبها المزارعون تخويفاً لها؟ و أنى للتقديسيين من ذوي النظر السطحي أن يدركوا حقيقة من يقدسونهم و قد وضعوا خطوطاً حمراً غليظة على عقولهم و ألبابهم؟ إن قصة ( كلي يا أكمامي) - بغض النظر عن وقوعها حقا- التي تجاهل فيها قوم شخصاً لأن لباسه كان متواضعاً ثم لبس ملابس أخرى تدل على أنه من أهل العلم الكبار فاحترموه و وقروه, إن هذه القصة تذكرنا بضرورة احترام الناس لمخابرهم لا لمظاهرهم.
- لقطات من التاريخ:
و مع الإقرار بأن اللباس لا يشكل جوهر الإنسان و مخبره و عمقه, أرى أن اللباس له إشارات ودلالات كبيرة في حياة الناس, فلكل مهنة لباسها الخاص فالجندي نعرفه بما يرتديه و عالم الدين تنبئ عنه أزياؤه الحوزوية.
و لكل قوم أزياؤهم الخاصة فالعمائم تيجان العرب كما في الرواية الشريفة, و الطيلسان من لباس العجم, و الجينز من ألبسة الغرب و الطربوش جاء من الأتراك.
و لكل أهل ديانة لبسهم المفصح عنهم, فشعار المسلمين الأبيض و الواسع من الثياب, و اليهود يرتدون الطاليت Tallith في صلاتهم.
و لكل جنس ألبسته الخاصة , فللرجال العمائم و الثوب و الغترة و الإزار و للنساء العباءة الساترة و الخمار و التنورة و الفستان , وربما نجد لباساً مشتركا بينهما كالأقمصة و السراويل ولكن مع فروق في الشكل و اللون و التصميم و يعرف ذلك من له أدنى خبرة.
ونذكر لقطات من التاريخ استئناساً بأحداثه دون الجزم بصحة القصص المذكورة:
· في قصة قدوم وفد نصارى نجران على النبي أنهم جاءوا بملابس لا تعرفها العرب و عليهم الأزياء الدينية الكنسية, فرفض النبي الحديث معهم و الإقبال عليهم. ثم استشاروا عثمان لأنه يعرفهم و يعرفونه فاستشار أمير المؤمنين فقال: أرى أن يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم, ففعلوا ذلك ثم جاءوا إلى النبي فسلموا فرد عليهم سلامهم. ( إعلام الورى بأعلام الهدى, للطبرسي, وفي تاريخ ابن كثير و تفسيره وسيرته)
· و مما يذكر من قصص النزاع السياسي بين الصفويين و العثمانيين أن وفداً إيرانياً أرسل إلى مدينة أرضروم التركية , و بفعل الاحتقان المذهبي حوصر أعضاء الوفد الإيراني و تعرضوا للاعتداء و قتل بعضهم, وبعد تدخلات الوسطاء البريطانيين و الروس و تفريق الجماهير الغاضبة اقترح قائد القوات العثمانية على رئيس الوفد الإيراني أن تجري المباحثات في ثكنات الجيش العثماني خارج المدينة و أن يتزي أعضاء الوفد الإيرانيون بالزي العثماني من أجل سلامتهم. فرفض رئيس الوفد أن يرتدي اللباس العثماني وقال : إنني و أعضاء الوفد لسنا على استعداد لدخول الجنة في زي العثمانيين. ( إيران و العراق, حسن مجيد الدجيلي - عن إيران في عهد الدولة القاجارية,علي أصغر شميم)
· و في كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب ) تقول مؤلفته الألمانية زيغريد هونكه: ' إن التمثل بالعرب و تقليدهم ما انفكا يبدوان جليين كل الجلاء في أزيائنا الحاضرة و في غالبية أزيائنا الوطنية التي ما تزال تحتفظ بطابع القرون الوسطى '
· والقصة التي يرويها محمد بن الحسن الحاتمي في زيارته للمتنبي يصف فيها كبره و غروره و يذكر أنه رآه يلبس سبعة أقبية كل قباء منها لون, (و القباء ثوب يلبس فوق الثياب) , ( قصص العرب, محمد أبو الفضل إبراهيم)
· و من الأمثلة العربية القديمة ' من دخل ظفار حمّر' أي من دخل مدينة ظفار اليمنية فليتكلم باللغة الحميرية, أو فليتزيا بزيهم و ليلبس الأحمر من الثياب. فالحديث مع الناس بلغتهم يفهمهم المعاني و مقاصد الكلام, و لبس أزيائهم لتجنب الأنظار و الوضع الشاذ و الشهرة.
إذن للباس دلالة دينية وقد رفض النبي استقبال وفد النصارى وهم بهيئتهم و أزيائهم الكنسية لأن الشيطان كان معهم حسب الرواية, و في قصة الوفد الإيراني ترى التزاماً وطنياً من أعضاء الوفد وقد عدوا التنازل عن زيهم إهانة لبلدهم و تراثهم. و ما ذكرته المستشرقة الألمانية عن تقليد الغربيين للعرب قد انعكس تماماً في زماننا فلا يكاد يخلو متجر للملابس في بلادنا من الألبسة الأوربية و الغربية.
و في موسوعة تاريخية للأطفال من تأليف - سارة هاورث- تظهر صورة فتاة من أصل إفريقي ترتدي - بنطلون جينز و تي شيرت- و نص التعليق تحت الصورة (في العصر الحاضر يحدث الطلاب و الطالبات في أرجاء المعمورة نظام قيم عالمي في اللباس يتمثل في الجينز و الـ – تي شيرت – و يستمعون إلى موسيقى متشابهة و كلها مستوحاة من النماذج الأمريكية)
(Today, male and female students across the world effect a universal dress code of jeans and T-shirts, and listen to the same music, all inspired by American examples)
(Source: The Children's Atlas of the 20th Century, by Sarah Howarth)
ولا نكاد نرى قوماً لا يتميزون عن غيرهم بنوع من اللباس و الأزياء الخاصة بهم. فالعمامة العربية و الطربوش التركي و القبعة الأمريكية و غطاء الرأس المزين بالريش الذي يلبسه الهنود الحمر كلها ألبسة يتمايز بها أجناس البشر عن بعضهم تبعاً للعادات و التقاليد.
ومنها ما يختص بديانة معينة كالطاليت لليهود, و تاج الأسقف للمسيحيين و العمامة للمسلمين. و كذلك للبوذيين و السيخ و غيرهم من أرباب الديانات في الدنيا أزياء تخصهم وحدهم. فليست وظيفة اللباس مقتصرة على ستر البدن و وقايته فحسب بل هو مكون أساسي لشخصية المجتمع الثقافية و الدينية, و دال على هويته مما يعطي الأفراد حساً بالانتماء يفرزهم عن غيرهم و يغذي فيهم حب التكتل و الظهور بهيئة متشابهة تبعث فيهم روح العزة و التقارب.
و من حيث التصميم نرى ألبسة واسعة فضفاضة و أخرى ضيقة لاصقة و منها ما يكون من عدة قطع كالإزار و الرداء و القميص و العباءة و الشقة و بعضها ينسجم مع البعض الآخر.
و من حيث الألوان تختار كل جماعة لوناً يميزها و يشكل لها شعاراً يجمعها فالسواد كان شعار العباسيين , و الأبيض يميز المسلمين عموماً , و الأصفر للبوذيين, و الخطوط الزرقاء تميز الطاليت اليهودي غالباً.
و أما المواد الخام المستخدمة في نسج الأقمشة فهي متنوعة أيضاً و منها الحرير و الصوف و القطن و الكتان و الخز (مزيج من الحرير و الصوف ) و ألياف النبات و الألياف الصناعية كالشيفون و البوليستر و الفرو والجلود الحيوانية التي استخدمها البشر عبر التاريخ من الإنسان البدائي إلى أن عاد إنسان اليوم و استخدمها بطرق حضارية و أذواق صقيلة.
و من حيث صفة اللباس المادية قد يكون ليناً أو خشناً أو مطاطياً مرناً و لكل نوع حاجة و غرض يستخدم من أجله.
- المسموح و الممنوع من اللباس:
فما هو اللباس الذي يناسب المسلمين وفقاً لتعاليم النبي وأهل البيت من حيث اللون و التصميم و المواد المصنوع منها اللباس؟ وهل من لباس محرم في الشريعة الإسلامية؟
قد ثبت النهي عن بعض الألبسة و حدد العنوان العام بلباس الشهرة , ففي الرواية عن الإمام الصادق أنه قال ( كفى بالرجل خزياً أن يلبس ثوباً مشهراً أو يركب دابة مشهرة) و ( إن الله يبغض لباس الشهرة)
و الأقسام الأساسية من اللباس المحرم هي:
1- لباس الشهرة: وهو كل لباس لا يناسب مرتديه من حيث المهنة أو الشأن الاجتماعي وكل ما يشهّر به الإنسان في الناس مما يشينه بحيث يوصف من يلبسه بقلة المروءة.
2- لباس التشبه الجنسي: وهو من الشهرة أيضاً وهو أن يلبس الرجل ثياب النساء أو العكس, كأن يلبس الرجل التنورة و فساتين النساء أو أن تلبس المرأة دراعة (ثوب) و شماغاً.
3- لباس التهتك: وهو من مصاديق الشهرة أيضاً كأن يلبس عالم الدين لباس الشرطة, أو يلبس الشيخ المسن أقمصة الشباب الملونة. ففي الرواية عن أبي عبد الله قال: خير شبابكم من تشبه بكهولكم , و شر كهولكم من تشبه بشبابكم.
4- لبس التشبه بالأعداء و الكفار: ففي بعض الروايات نهى الرسول أو أمير المؤمنين عن بعض الألبسة معللين ذلك بأنها من أزياء أهل الجاهلية أو اليهود أو قوم لوط.
وبالرغم من أننا في زمن العولمة حيث تعمم نماذج الأمة القوية على بقية الشعوب فتذوب الخصوصيات و يصعب الفرز , مع ذلك نستطيع أن نضرب مثالاً بالطاقية اليهودية و الطاليت اليهودي المستخدم في صلواتهم. و كذلك ملابس البوذيين الصفراء و ملابس القساوسة الخاصة.
أما الألوان فلا يوجد تحريم للون بعينه , و إنما هناك كراهة تتغير بتغير نوع اللباس فالعمامة لا بأس بكونها سوداء و لكن يكره الثوب الأسود في الصلاة, و الخف الأحمر مكروه إلا في السفر , و الثياب الصفراء و الحمراء تصلح لتزيين الأولاد الصغار و يلبسها الكبار للأهل و في البيت و لا تصلح في المحافل العامة أمام الناس, و المتغيرات كثيرة من نوع اللباس إلى الشخص اللابس إلى الغرض من اللبس و مكان اللبس و هل اللبس شعار أم فعل عابر وغير ذلك من التفصيلات.
- اختلاف الأزمنة و الأمكنة:
و الملفت للنظر أن الإمام الصادق كان يلبس الفاخر من الثياب و لما سئل أو عُتب عليه في ذلك و قيل له أن آباءه لم يلبسوا الفاخر من الثياب قال: كان علي في زمان يستقيم له ما لبس فيه و لو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا لقال الناس هذا مراء مثل عباد. ( المراد عباد البصري و هو السائل). و في رواية أخرى لقالوا مجنون.
فإذا كان مولد الإمام الصادق عام 80 هـ أو 83هـ و كانت استشهاد أمير المؤمنين عام 40هـ أي بين جيل الإمام الصادق و جيل أمير المؤمنين أقل من قرن من الزمان و الحال كما ترى من التغير, فكيف نفعل بعد القرون العديدة و نحن بالكاد ندرك أنواع الألبسة المعروفة آنذاك كالطيلسان و القلنسوة و البرطلة و الخميصة و الدراعة و الملحفة و الحلة و الريطة و الملاءة و القباء , و إذا عرفنا الحرير و الصوف و القطن فربما لا نعرف الخز و الإبريسم و الكتان و ثلة الإبل و الكرباس والسابري إلا بفحص المعاجم العربية و الأعجمية. كما أننا لم نر الألوان المفدم و المعصفر و المضرج , ولكننا نعرف الأسود و الأخضر و الأزرق بعون الله تعالى.
- روايات مختارة:
ولكن رغم كل الصعوبات التي تواجه غير المختصين في العلوم الدينية – والكاتب منهم – لا بد من الرجوع إلى نصوص النبي و الأئمة الطاهرين فهم المرجع و الملجأ لكل قضية تبحث دينياً. وقد اخترت بعض الروايات من كتاب مكارم الأخلاق للطبرسي و الكافي للكليني وغيرها من الكتب.
- لون الثياب:
· روي أن رسول الله دخل الحرم يوم دخل مكة و عليه عمامة سوداء.
· روي أن الإمام علي بن الحسين دخل المسجد و عليه عمامة سوداء قد أرسل طرفيها من كتفيه.
· خرج علينا أمير المؤمنين ونحن في الرحبة وعليه خميصة سوداء. ( الخميصة كساء أسود مربع )
· وعن جعفر بن محمد ، أنه كان يكره اللباس الصبيغ بالعصفر ، ويقول : ' لا تلبسوا الحمرة ، فإنها زي قارون ، وهي صبغ بني أمية '.
· روي أن الرسول كان يلبس قلنسوة بيضاء. (القلنسوة لباس للرأس)
· عن الإمام الصادق سئل: أصلي في القلنسوة السوداء؟ فقال لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار.
· روي أن الإمام الصادق أو ما علمت أن الخف الأحمر لبس الجبابرة فالأبيض المقشور لبس الأكاسرة, و الأسود سنتنا و سنة بني هاشم. ثم رآه أحد أصحابه لابساً خفاً
أحمراً و هو في طريق مكة ولما سئل عن ذلك, علله بأن الخف الأحمر لا بأس به في السفر فإنه أحمل للماء و الطين.
· روي أن رسول الله قال البسوا البياض فإنه أطيب و أطهر.
· عن رسول الله خير ثيابكم البياض فليلبسه أحياؤكم و كفنوا فيه موتاكم.
· روي أن الإمام الصادق لبس ثياباً بيضاً و كمة بيضاء ( قلنسوة و هي لباس يغطي الرأس) و دخل على المنصور العباسي فقال المنصور: لقد تشبهت بالأنبياء!
· روي أن الإمام الصادق لبس ثوباً معصفراً ( أي مصبوغاً بالأصفر).
· روي عن الإمام الصادق أنه قال يكره المفدَّم ( الأحمر) إلا للعروس.
· روي أن النبي قال لعلي إياك أن تركب ميثرة حمراء فإنها ميثرة إبليس. ( الميثرة شيء كالمخدة وتحشى بالقطن لتصبح لينة وثيرة و هي من مراكب العجم)
· روي أنه كانت لرسول الله ملحفة مورسة (أي مصبوغة بالأصفر أو الأحمر) يلبسها في أهله.
· عن الإمام الباقر كنا نلبس المعصفر ( الأصفر) في البيت.
· عن الإمام الباقر صبغنا البهرمان (صبغ أصفر) و صبغ بني أمية الزعفران.
· روي أن الإمام علي بن الحسين لبس دراعة سوداء و طيلساناً أزرقاً ( و الطيلسان كساء فاخر يلبسه خواص القوم)
· عن يونس قال رأيت على أبي الحسن الرضا طيلساناً أزرقاً.
· روي أن الإمام الصادق دعي إلى مجلس المنصور فلبس لباساً أحد وجهيه أسود والآخر أبيض و قال: أما إني ألبسه و إني أعلم أنه لباس أهل النار. (و فسر فعله على
التقية لأن السواد كان لباس العباسيين)
· في قصة عن الحسن الزيات أنه دخل هو و صاحبه على الإمام أبي جعفر و عليه ملحفة وردية و قد حف لحيته و اكتحل, فلما فرغا من المسائل و أرادا الخروج طلب منهما
أن يأتياه في الغد, فأتياه فوجدا عليه قميصاً غليظاً و قال لهما الإمام أنه كان يتزين لامرأته و البيت بيتها و المتاع متاعها.
· روي أن أبا الحسن لبس ثوباً عدسياً, ( العدس نبات يؤكل و ألوانه عديدة في زماننا)
- كثرة الثياب:
· عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله يكون لي ثلاثة أقمصة؟ فلم أزل حتى بلغت عشرة, فقال: أليس يودع بعضها بعضاً؟ قلت بلى. و لو كنت إنما ألبس واحداً كان أقل
بقاءً , قال : لا بأس.
· عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال : نعم. قلت : عشرون؟ قال نعم. قلت : ثلاثون؟ قال نعم. ليس هذا من السرف, إنما السرف
أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك.
· عن أبي عبد الله قال: سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد و الطيالسة و القمص الكثيرة يصون بعضها بعضاً يتجمل بها أيكون مسرفاً؟ قال لا لأن الله عز
وجل يقول ﴿ لينفق ذو سعة من سعته﴾
- المواد المستخدمة:
· عن أبي عبد الله الكتان من لباس الأنبياء. ( الكتّان نبات بري تستخرج من لحائه ألياف للنسج)
· عن أبي عبد الله لا يلبس الصوف و الشعر إلا من علة.
· عن الإمام علي البسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله ولم يكن يلبس الشعر و الصوف إلا من علة.
· في وصية النبي لأبي ذر : يا أبا ذر يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم و شتائهم يرون أن لهم الفضل بذلك على غيرهم أولئك يلعنهم أهل السموات و
الأرض.
· عن قتيبة بن محمد قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إنا نلبس الثوب الخز وسداه إبريسم ، قال : لا بأس بالإبريسم إذا كان معه غيره ، قد أصيب الحسين
وعليه جبة خز سداها إبريسم .
· أتى أسامة بن زيد رسول الله ( ص) ومعه ثوب حرير ، فقال : هذا لباس من لا خلاق له ، ثم أمره فشقه خُمرا بين نسائه .
· عن أبي عبد الله قال: لا يصلح لبس الحرير و الديباج للرجال. فأما بيعه فلا بأس به.
· عن الإمام الصادق قال : دخل رسول الله على فاطمة و عليها كساء من ثلة الإبل . ( الثلة الصوف و الوبر)
· عن أبي عبد الله قال: أهديت لأبي جبة فرو من العراق فكان إذا أراد أن يصلي نزعها فطرحها.
- ملمس الثياب:
· قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ' يا أبا ذر البس الخشن من اللباس ، والصفيق من الثياب ، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا.
· عن علي عليكم بالصفيق من الثياب فإنه من رق ثوبه رق دينه.
· عن أبي عبد الله إن الجسد إذا لبس الثوب اللين طغى.
· روي أن الإمام الرضا كان يلبس الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم.
- طريقة اللبس:
· عن النبي قال: اتزر إلى نصف الساق أو إلى الكعبين و إياك و إسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة.
· عن النبي يا أبا ذر: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة.
· عن أبي عبد الله في الرجل يتوشحُ بالإزار فوق القميص. قال: لا تفعل فإن ذلك من الكبر.
· عن رسول الله : أنهى أمتي عن اشتمال الصماء. ( أي الالتحاف بالثوب من غير أن يجعل له موضع يخرج اليد منه).
· عن أبي عبد الله لا تتزر فوق القميص إذا أنت صليت فيه فإنه من زي الجاهلية.
· عن أمير المؤمنين لا يصلي الرجل في قميص متوشحاً به فإنه من أفعال قوم لوط.
· عن رسول الله أنهى أمتي عن حل الإزار و عن الأقبية و كشف الأفخاذ.
· عن الإمام علي القناع ريبة بالليل و مذلة بالنهار.
· روي عن الإمام علي ما لكم قد سدلتم ثيابكم كأنكم يهود قد خرجوا من فهرهم- أي بيعهم – إياكم وسدل ثيابكم.
· روي أن رسول الله عمم علياً بيده فسدلها من بين يديه و قصرها من خلفه قدر أربع أصابع.
18/ 6/ 1429هـ