إيلام الروح -1
لا تأمن الأيام يوما بعدما غدرت بعترة أحمدِ المختارِ
تارة تقف الأيام بجانب الإنسان وتعينه، خيراَ كان ما أراد أم شراَ، وتارة تغدر به،فيوم لك يستر عليك ويوم ضدك يفضح ما أخفاه يوم آخر.
ولكن ما الذي يمكن أن تخفيه الأيام وراءها.
في هذه الأيام أصبح الشباب لا يدركون الآثار المعنوية السلبية التي قد تهدم كيانهم من حيث لا يدرون،
فالغناء مثلا منتشرٌ عند شريحة كبيرة من الشباب في هذه الأيام التي ليس سترها إلى قليلا جداً مما تفضح.
فهل يا ترى يعرف الشباب آثاره المعنوية السلبية على الروح ناهيك عن تحريم الشريعة الإسلامية له، حيث أننا يجب أن نقف وقفة إجلال وتعظيم لها منتهين عمّ نهت ومبادرين لما حثت.
نعم..إن الجانب المعنوي منه له آثار لا يمكن التهاون فيها لما تلعبه من دور مهم جداً في إتلاف الروح التي أودعها الله فيك وائتمنك عليها.
إن إستماع الشخص للغناء يأثر سلباً على شخصيته، كونه كسر حاجز الشريعة الإسلامية وهو مكمن الهلاك وبدايةٌ لإتلاف الروح .
إن كسر الإنسان لحاجز الشريعة الإسلامية لِأمرٍ لا قيمة له تذكر هو بداية لكسر حواجز أخرى لها قيمه ،لأن كسرها عند هذه الشخصية أصبح بالعادة أمراً هيناً، كونه يأثر على الجانب المعنوي الغير ملموس؛ بعيد عن أعين الناس.
فما الذي يمنع مثلا هذه الشخصية أن تنظر لصورة لا ترضى الشريعة النظر لها، بل وتلتذ بها ،كون الروح هنا لا دور لها يحول دون ذلك ،وربما حدث العكس فتصبح الروح خبيثة تعين على ذلك، هذا على سبيل المثال لا الحصر والأمثلة كثيرة هذه الأيام.
إن رسالتي لهذه الفئة من الناس والتي هي واجهة الأمة ورسالة المستقبل هي أن اليوم الذي ستر عليك سينتهي وسيأتي اليوم الذي يفضحك إن أنت أصررت على ذنبك وتمسكت به، ألا ترى معي كيف أن الأيام غدرت بمن هم أشرف وأطهر وأزكى الناس،إن الأيام غدرت بمن خُلق الكون كله لأجلهم ، بمن يمتلكون التصرف بالكون، بمن هم معصومون عن أي خطا، إنهم أهل بيت العصمة والطهارة، فمن تكون أنت حتى تُجبر هذه الأيام أن ترضخ لك وتستمر في سترها عليك.
فما دمت كذلك، لما لا تصاحب هذه الأيام بعمل تختزنه ليفيدك في يومِ غدرت الأيام بك.
- وأختم الحديث هنا بروايتين:
-1قال الأمام الصادق : من أصغى الى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق ينطق عن الله فقد عبد الله وأن كان الناطق ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
-2 قـال رجل للإمام الصادق بابي أنت وأمي , إني أدخل كنيفـا ( أي حمام ) ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود , فربمـا أطلـت الجلوس استماعـاً مني لهن , فقـال الإمام : لا تفعـل , فقال الرجل : والله ما أتيتهن إنما هو سماعـاً اسمعه بأذني , فقال : بالله أنت أما سمعت الله يقول : أن السمع والبصر والفؤاد كـل أولئك كان عنه مسؤلا , فقـال بلى والله كأني لم اسمع بهذه الآية من كتاب الله من عربي ولا أعجمي لا جرم أني لا أعود أنشاء الله واني استغفر الله فقال له : قم فأغتسل وصل ما بدا لك , انك كنت قيماً على أمر عظيم , ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك , احمد الله واسأله التوبة من كان ما كره , فإنه لايكره إلا كل قبيح، دعه لأهله فإن لكل أهلاً). انتهى
وللحديث تتمة......