لكي تنهض الأحساء
في البداية ينبغي أن نشير بان الأحساء منارة للعلم والمعرفة والثقافة، ومنبع متجدد للعلماء والأدباء والشعراء والمثقفين والكوادر العلمية في جميع العلوم، وتحتوي على العديد من الجامعات والكليات والمعاهد والجمعيات والأندية..، وكذلك الإدارات الحيوية والمهمة، وتحتضن مصادر الطاقة (النفط والغاز)....؛ ولكن هل واقع الأحساء بمستوى طموح أهلها ومحبيها؟ أم انها تعاني من أزمات ومشاكل تشكل عثرة في نهضتها وتطورها بشكل صحيح، وهي بالتالي بحاجة إلى نهضة واسعة شاملة اكبر وأعظم لتعم الفائدة؟
إن معالجة أزمات ومعانات ومشاكل الأحساء (وكذلك ما يمسى بـ ..) ومنها الاسم والمسمى والنتائج السلبية والتداعيات الخطيرة لذلك, تحتاج إلى جهود كبيرة من الأهالي والمسؤولين، التي تبدأ بحملات التوعية مرورا برفع مستوى الثقافة والمعرفة.. للوصول إلى مرحلة الوعي والإبداع وبناء القيادات، و التصدي والمطالبة الواعية ذات السقف المرتفع من قبل الأهالي.
ولا يتم ذلك إلا بواسطة التفكير الواعي والثقافة الاستنهاضية، وعبر تشخيص الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمات والمشاكل والقضاء عليها، وإعادة الاعتبار للإحساء بالاسم الذي يتناسب مع ما تملكه من مقومات على أرض الواقع المدعومة بتاريخها الحافل، وهو اسم منطقة وتخصيص ميزانية تتناسب مع دورها ومساحتها وقوتها البشرية، وإعادة حالة الاستغلال لدوائرها الحكومية، وإيجاد الشخصيات والكفاءات المؤهلة في المناصب العليا في الدوائر الحكومية والأهلية الخدماتية القادرة على تحمل مسؤولية بناء وتنمية ونهضة مدن وقرى وهجر وبلدات وسواحل ومعالم الأحساء، والتفكير برفع مستوى الدخل لأبناء الأحساء، ومستقبل المشاريع القادمة للأحساء ومدى استفادة أهالي المنطقة، والاهم تنمية وتفعيل حالة التعايش السلمي والتعددية المذهبية والفكرية والتنوع بين مدني وقروي وبدوي داخل المجتمع الأحسائي، وبناء مؤوسسات المجتمع المدني الفعالة في جميع المجالات، وذلك بمشاركة الأهالي بفعالية في ذلك لان الأمر يخصهم، وعدم السكوت عن التجاوزات التي تضر بالمنطقة وأهلها مهما كان المصدر، فالمنطقة هي مرآة لأهلها، وهم مرآة لها.
- الوعي والعمل المؤسساتي
المرحلة تتطلب أن يتحلى أبناء الأحساء بالعلم والمعرفة والثقافة في جميع المجالات ومنها ثقافة الحقوق والمطالبة والانتقال إلى مرحلة الوعي والإبداع وانعكاس ذلك على المجتمع بشكل ايجابي بالمبادرة والتوعية والنهوض والحراك والتغيير لانطلاقة (..) إصلاحية تنموية شاملة قائمة على الوعي بالحقوق والواجبات وروح المطالبة. وهذا يتطلب إلى خطط وجهود ودعم وتضحيات لإنشاء مراكز للدراسات والبحوث والإحصاء. ووجود مؤسسات المجتمع المدني لتكون شعاعا ثقافيا وحركيا يدخل إلى كل بيت والى قلب كل من يعيش على ارض المنطقة. وتشجيع المجتمع على روح المبادرة والمطالبة بالحقوق والعطاء والتعاون والتضامن والتكافل. فثقافة تغليب الصمت والسكوت السائدة في المجتمع الأحسائي كلفت الأحساء وأهالي الأحساء الكثير وهي سبب في ما يعاني منه الأهالي والمنطقة.!!
ومن المهم جدا في التعاطي والمطالبة أن يستحضر أهالي الأحساء بوعي جذورهم وأصولهم وتاريخهم الحافل بأنهم أبناء المنطقة الأصليين وأنهم جزء لا يتجزء من تاريخ هذه المنطقة العريقة التي كانت تسمى سابقا بالبحرين القديمة (التي تمثل الآن الأحساء (هجر) والقطيف (الخط) والبحرين (أوال) وحدودها من الكويت شمالا إلى عمان جنوبا) وان تاريخهم وثقافتهم الأحسائية ممزوجة طوال التاريخ بثقافة وتاريخ ما يعرف الآن بالقطيف والبحرين..، وأنهم من منطقة لها وزن اقتصادي مهم وموقع استراتيجي هام جدا، ولهذا كانت محل الاهتمام وهدف استراتيجي لدى كل من يتطلع للسيطرة على هذه المنطقة لأهميتها الاقتصادية والإستراتيجية كبوابة مهمة للانفتاح على العالم الخارجي.
ملاحظة: عندما نتحدث عن وضع الأحساء فهو مشابه للوضع في القطيف والبحرين والعديد من المناطق.
- مرحلة لإعادة النظر
المطلوب من أهالي الأحساء جميعا ومن المسؤولين في هذه المرحلة إعادة النظر في طريقة التفكير والتعاطي الذي كلف المنطقة الكثير، ولا بد من التفكير الواعي والمستقبلي المبني على خطط إستراتيجية مدروسة، والتحلي بالثقافة الاستنهاضية، وتغليب المصلحة العامة للمنطقة ولأهلها، والسعي لتطوير وتنمية جميع المدن والقرى والمراكز والهجر، وخدمة أبناء المنطقة من كل المدارس والمذاهب من منطلق المحبة المتبادلة والشفافية وتحمل المسؤولية، والعدالة والإنصاف في توزيع الخدمات وتحديد الميزانية حسب الحاجة، وكذلك في توزيع المناصب والمسؤوليات والإدارات الذي يجب أن يكون حسب معيار الكفاءة.
هل المناصب العليا والأقل منها في الأحساء تعطى لأصحاب الكفاءات بعيدا عن القبلية والمناطقية والمذهبية والفكرية، أم هناك محاباة ومحسوبية وهناك فئة معينة تحتكر هذه المناصب، وهل هناك تغييب لكفاءات وطاقات لأسباب عديدة تمنعهم من استلام مناصب وان كانت بسيطة، وهل لهذه الظاهرة دور في عدم تطور الأحساء؟
من المسؤول عن تنامي ظاهرة المحاباة والمحسوبية في الأحساء، وهل لعقلية الأهالي التي تميل للسلام والهدوء والصمت وعدم إثارة ومناقشة الأخطاء بصوت عالي مسموع أدى لاتساع رقعة الفساد؟
هل لغياب الوعي والثقافة الاستنهاضية والمطالبة بالحقوق دور في ذلك، متى يتحلى المجتمع الأحسائي بالمطالبة الواعية والثقافة الاستنهاضية وعدم الصمت عن الأخطاء والتجاوزات من أي جهة أو شخصية؟
هل المجتمع الأحسائي مغيب ومقيد من قبل فئة (الوجهاء، وكبار رجال العوائل، والأغنياء، وأصحاب النفوذ والمصالح، و..) متى يستعيد أبناء المجتمع من جميع الفئات والطبقات الفقيرة والمحرومة حقهم بالمشاركة في تحمل مسؤولية نمو وتطور المجتمع والمنطقة من خلال بوابة الكفاءة والقدرة؟
هل ساهم الحراك الأدبي والثقافي والفني... وتعدد المنتديات والصالونات في إنجاب النشطاء والمفكرين والمبدعين..، وأحداث حركة على الأرض حركة استنهاضية تطويرية للشارع الأحسائي وليس فقط لنخبة معينة؟
- الأحساء أمانة
الأحساء أمانة في أعناق كل أحسائي من جميع المدن والقرى ومن كل المذاهب والقبائل، فالكل مسؤول عما يقع على الأحساء وأهلها، والكل شريك في الفشل والنجاح، ولهذا لابد من تكوين مؤسسات المجتمع المدني أو جهات مدنية تتكون من الأهالي النشطاء يجسد حقيقة التعددية والتنوع الاجتماعي الأحسائي في المنطقة وفي كل مدينة أو بلدة، والابتعاد عن العمل الفردي أو الطائفي. فالعمل للأحساء وأهلها وعندما يتحقق مكسب على الأرض فهو يخدم الأحساء وأهلها، ولهذا الكل مطالب بتحمل المسؤولية والتحرك، والاتصاف بالجرأة وروح المطالبة بالحقوق ورفع سقف تلك المطالب دائما، والبحث عن الأكثر في تعدد الخدمات في جميع المجالات في إرجاء المنطقة.
- التفكير والتطوير
ومن اجل أن تحظى مدن الأحساء وقراها بخدمات أفضل، لابد من التفكير والسعي والمطالبة.. للاستفادة بشكل صحيح وسليم لما هو متوافر وموجود في المنطقة من كنوز طبيعية بما يخدم الأحساء وأهلها، كالاستفادة من النفط والغاز "صناعة الطاقة"، والأراضي الزراعية وخاصة النخيل التي لابد أن تتحول إلى "صناعة زراعية" تميز الأحساء التي تشتهر بإنتاج أفضل التمور، ولابد من التفكير والمطالبة بإيجاد حل لنقص المياه في الأحساء التي أثرت بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي، والبحث عن مصدر مائي بديل بعد تأثر العيون والاستفادة من مياه البحر كمصدر مساعد، والاستفادة من عيون الأحساء كمواقع للجذب السياحي.
- نعم للتفعيل
من المخجل أن يكون في الأحساء علي سبيل المثال مطار (مطار الهفوف) -الذي أنشأ في عام 1948م - . وهو على مستوى جيد ولكنه غير مفعل بشكل صحيح وعملي ليخدم أهالي الأحساء والمنطقة، بدون أن يحرك الأهالي ساكنا إلا بالمطالبة بتغيير اسمه من مطار الهفوف إلى مطار الأحساء وكأن العلة والمشكلة في الاسم فقط!!
ولهذا لابد من التحرك بقوة لتفعيل المطار واستثماره وتحويله إلى مطار حيوي إقليمي أو دولي. وكذلك القطار لا بد من التفكير بطرق سليمة لتبقى المحطة في وسط البلد تنبض بالحيوية وإيجاد وسائل عملية لتغيير مسار السكة عبر الجسور والأنفاق كما هو موجود في دول العالم، والاستفادة من المحطة لتكون محطة انطلاق لمدن ومواقع أخرى على مستوى المنطقة والخليج وليس فقط للرياض والدمام، وإنشاء ميناء جاف ومنطقة جمارك، والاستفادة من وجود شركة الاسمنت السعودي العملاقة التي ينبغي أن يكون لها دور بما يفيد أبناء المنطقة الذين تحملوا طوال العقود الماضية ما يتسرب من المصنع من مواد ضارة مصاحبة لعملية تصنيع الاسمنت، ولابد من تفعيل المناطق الصناعية وبناء العديد منها في العديد من المدن فليس صحيح ان الأحساء بمساحتها الشاسعة وموقعها الاستراتيجي وتوافر المواد الخام والأيدي العاملة الماهرة لا يوجد بها إلا مدينة صناعية واحدة في مدينة العيون، فهي لا تلبي الطموح وغير قادرة على استقطاب الأيدي العاملة، ومن المهم أيضا الاستفادة من السواحل والمعالم وغيرها بشكل صحيح بما يخدم منطقة الأحساء وأهلها. والبحث عن أفضل الطرق للاستفادة من توافر الأيدي العاملة.
- دور الشركات (ارامكوا)
وعندما نتحدث على ضرورة تفعيل جميع المشاريع والشركات الموجودة في الأحساء لتنبض بالحيوية على مستوى الوطن والمنطقة الخليجية بما يعود بالفائدة على أهل الأحساء والوطن، ومنها الشركات الكبرى العاملة في المنطقة، تبرز بوضوح شركة ارامكو العملاقة.
ولقد حان الوقت لمطالبة ارامكو بتغيير مسمى ما هو معروف في الشركة بالمنطقة الجنوبية (من حدود ابقيق إلى حدود اليمن وعمان الخاضعة إداريا إلى منطقة الإحساء) إلى منطقة أعمال الأحساء كرد اعتبار واعتراف بفضل هذه المنطقة التي تحتضن أهم الآبار النفطية والمشاريع الخاصة بالشركة، ولابد أن يكون لهذه الشركة التي قامت في بدايتها على جهود أهالي المنطقة أن يكون لها دور في التنمية وإقامة العديد من المشاريع، وإعادة النظر في تفعيل وتطوير مستشفى ارامكو بمحاسن بمدينة المبرز بما يخدم أهالي المنطقة فمن المؤسف أن يتم تحويل الحالات المرضية لأهالي الأحساء إلى مستشفى الظهران بسبب عدم وجود تفعيل العيادات في مستشفى محاسن الحسا، وإنشاء العديد من المنشات المتكاملة الخدمات كالتي في الظهران وراس تنورة وبالتحديد في شرق الواحة لان اغلب أبناء القرى يعملون في الشركة، وإنشاء موقع متكامل على ساحل العقير.
- الجهة الشرقية هدف استراتيجي
حاضرة الأحساء المدنية المزدهرة سابقا كانت في الناحية الشرقية من الواحة الحالية كما دلت الآثار عليها، وقد زحف الأهالي نحو الغرب ابتعادا عن زحف شبح الرمال المتحركة التي غطت الكثير من المدن والقرى، ..والواقع والحاجة تفرض أهمية إعادة الحياة والحيوية في هذه الناحية المهمة والإستراتيجية، والبداية تكون بإعادة الحيوية والأهمية لميناء العقير التاريخي كما كان قبل 50 عاما كمحطة اقتصادية وبوابة على العالم، وتفعيل ساحل سلوى عند الحدود القطرية وكذلك ساحل ابوقميص، والتشجيع على عملية صيد الأسماك، والاستفادة من السواحل الكبيرة البكر في إقامة محطات للتحلية ومشاريع سياحية ومناطق سكنية.
ولابد من تفعيل وبناء طرق حديثة بمواصفات عالية في الجهة الشرقية الساحلية للأحساء تربط الساحل بالواحة والمدن والهجر عبر بناء وإنشاء مدن صناعية ومناطق زراعية وإقامة مشاريع حيوية، والاهم إنشاء مدن سكنية حديثة متطورة فبالإمكان قيام وتشييد مدينة جديدة حديثة بمواصفات قياسية لتكون عاصمة الأحساء المستقبلية لاسيما إن عدد سكان الأحساء كثيف واغلب أهلها يعانون من أزمة سكانية لا يملكون منازل، وهم أبناء المنطقة وهم بالتالي أولى بالحصول على أراضي. كما ان قرار الحكومة ببناء مدينة اقتصادية متكاملة ضخمة ضمن انشاء مدن اقتصادية على مستوى الوطن كمدينة الملك عبدالله في رابغ، سيعطي دفعة قوية للمنطقة. ولهذا لابد أن يعمل المسئولون والأهالي على سرعة اعتماد وانجاز هذا المشروع المدينة الصناعية في المنطقة قبل ما تطير الطيور بأرزاقها.
أين دور جامعة الملك فيصل والجامعة العربية فرع الأحساء وجامعة الإمام فرع الأحساء وكذلك العديد من الكليات والمعاهد والمراكز والجمعيات والأندية الرياضية والثقافية والأدبية والفنية والشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية العديدة والمتنوعة ومنها المطار وسكة الحديد والمراكز الحدودية الدولية وغيرها؟ لماذا لا يبادر الأهالي والمسؤولون، بالتفكير لتفعيل دور هذه الإدارات والمواقع وزيادة عددها، ومطالبة الجهات العليا المسؤولة بمدها بالميزانيات الضخمة التي تساهم في تفعيلها وتطويرها؟
أين دور رجال الأعمال الأحسائيين الذين يعيشون في خارج الأحساء من إقامة مشاريع إستراتيجية في مدنهم أو قراهم الأصلية في الأحساء التي تعاني من نقص الخدمات والمساهمة في رفع مستوى مسقط رؤوسهم وأهاليهم!؟
- خطأ استراتيجي فادح
بلا شك ان فكرة تغيير الأسماء كما حدث مؤخرا على مستوى منطقة الأحساء (لفرض أجندة معينة ضيقة وفرض مسميات لواقع جديد)، عبر تغيير اللوحات الإرشادية واسم المطار والمكتبة العامة والإعلام وفي النشرة الجوية من الهفوف إلى الإحساء، وتمييع وجود مدينة إدارية كعاصمة للمنطقة. محاولات خاطئة تعبر عن مدى نقص الوعي.. ، وهو عمل فيه تجاوز للخطوط الحمراء، وعلى الجهات التي عملت ودعمت تلك الأعمال أن تراجع حساباتها حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، وأن تعمل حاليا بوعي وهمة عالية على فرض اسم مدينة كعاصمة إدارية للمنطقة يتم من خلالها التعاطي والتعامل، حيث لا يوجد أي شيء لا مركز له.
وقد حان الوقت لإعادة الأسماء السابقة للمواقع التي تحمل أسم المدينة التاريخية العريقة الهفوف، وان يتم بذل مثل ذلك الجهد وأضعافه على رفع مستوى المطالبة بأن تحصل مدن الأحساء الأخرى (المبرز التاريخية والعمران والجفر والعيون..) على تلك الخدمات التي في الهفوف بل وأكثر، فتعدد الخدمات في العديد من المدن والقرى من صالح المواطنين فيها أهالي المنطقة، فالأحساء بمساحتها وعدد سكانها تستحق أكثر من ذلك من مستوى الخدمات والدوائر الحكومية فلا يكفي على سبيل المثال وجود مستشفى واحد للولادة والأطفال عاجز بمساحته وإمكاناته عن خدمة أهالي مدينة واحدة أن يخدم أهالي المنطقة، ولا يكفي وجود مكتبة عامة واحدة في مدينة واحدة (يتحسس البعض من اسمها!) لخدمة أبناء المنطقة، ولا يكفي وجود منطقة صناعية واحدة. بل لابد من تعدد الخدمات والدوائر في العديد من المواقع حسب الكثافة السكانية والمسافة.
- التعددية مكسب استراتيجي
وعندما نتحدث عن أهمية التعدد للمشاريع والخدمات في جميع أرجاء الأحساء والتطور والتقدم والرقي، والمحافظة على المكتسبات والموجودات وتنميتها وتطويرها، فمن المهم أن نشير إلى أهمية وضرورة المحافظة على مكتسب التعددية والتنوع والتسامح والتعايش السلمي بين أبناء الأحساء من جميع المذاهب والمدارس والقبائل ومن حضر وبدو في داخل المجتمع الأحسائي، ومدى حرية ممارسة الحق التعبدي والفكري للجميع، وتنميتها وعدم السماح لأي جهة أو فئة أو شخصية أن تتلاعب بهذا المكسب التاريخي لأسباب شخصية أو طائفية مما يشوه من سمعة المنطقة وتاريخها الناصع بالتسامح والتعايش السلمي والتعددية!.
- خط أحمر خطير
بلا شك ان محاولة البعض التلاعب بمكسب الوحدة والتسامح والتعددية وحرية ممارسة المعتقد، وكذلك فكرة تغيير الأسماء مؤخرا على مستوى المنطقة (لفرض أجندة معينة ضيقة وفرض مسميات لواقع جديد)، عبر العديد من الأعمال...، مسألة خطيرة وتجاوز للخطوط الحمراء وتعدي فاضح على الوحدة وحالة التسامح. يتطلب الأمر من جميع أبناء الأحساء (كل المذاهب والمدارس) التصدي وعدم السكوت، وعلى الجهات المسؤولة والأهالي العمل بوعي ومسؤولية وهمة عالية على فرض ونماء وتطوير حالة التعايش والتسامح والتعددية بين أبناء الأحساء وخاصة الجيل الجديد عبر العديد من البرامج والتواصل.
والحقيقة المرة إن تغيير المسميات والعمل على حرمان مدينة الهفوف من المكتسبات التي تحملها كان خطأ استراتجيا فادحا لم يدرك من قام وسعى له بخطورة عمله لأنه ساهم في حرمان أهالي المنطقة في الأحساء من تكرر وتعدد نفس المشاريع والخدمات في المدن الأخرى. وكذلك الأمر وبصورة أكبر خطورة التعدي على حالة التعايش والتسامح والتعددية المذهبية والفكرية في المنطقة!.
واخيرا: ان العلم والثقافة ومعرفة الحقوق والواجبات والتحلي بالوعي وروح المطالبة بالحقوق وعدم الاستسلام، وتوافر القيادة المخلصة المعطاءة والمضحية .. هي من سبل النهوض الحقيقي للأحساء ولأي مجتمع.
على من تقع المسؤولية في تفعيل وتطوير وتعدد ما هو قائم وموجود من مشاريع, وكذلك المحافظة على روح التسامح والتعايش السلمي والتعددية داخل المجتمع الأحسائي؟
هل أهالي الأحساء يعوون المرحلة القادمة للأحساء التي ستشهد المزيد من إقامة المشاريع؟. ما نصيب أبناء المنطقة من ذلك وكيف يمكن لأبناء المنطقة الاستفادة منها لاسيما إن الحالة المادية لأكثرية أبناء المنطقة متواضعة جدا مما سيحرمهم من الاستفادة؟ وهل سيتم المطالبة بتحديد نسبة من الأسهم والوظائف لأهل المنطقة؟.
أين دور رجال الأعمال الأحسائيين الذين يعيشون في خارج الأحساء من إقامة مشاريع إستراتيجية في مدنهم أو قراهم الأصلية في الأحساء التي تعاني من نقص الخدمات والمساهمة في رفع مستوى مسقط رؤوسهم وأهاليهم!؟
ماذا يسمى حينما تتعامل الجهات المسؤولة عن الأحساء مثل البلدية في تعريف المواقع بالمنطقة في مواقعها بالتالي:"مركز سلوى الحدودي مع دولة قطر يبعد عن الأحساء قرابة 150 كلم". هل سلوى خارج الأحساء وأين هذه الأحساء المقصودة. وهل هذا يؤكد على وجود أزمة وعي (..) متجذرة!؟.
وللحديث بقية/ مخاطر تهدد الأحساء .. من المسؤول؟