ما هكذا تورد الابل؟!
تجربة رائعة تلك التي خاضها العراقيون يوم 25 شباط ، للتعبير عن الرأي والمشاركة الفاعلة في تفعيل دور المواطن في الرقابة والمساءلة ومحاسبة المسؤول كنتاج طبيعي للديمقراطية الحديثة النشأة على أرض الرافدين.
حقق فيها المتظاهرون نجاحا عظيما في الضغط على صناع القرار، وتمثل ذلك في أمور عديدة منها فسحة المئة يوم التي منحها المالكي للمحافظات والوزارات، حدث شيء ما في تركيبة الواقع العراقي الراكد وجعلت هناك أبخرة تتصاعد هنا وهناك كمؤشرات لغليان نتمنى من صناع القرار في الحكومة العراقية ان يلتفتوا الى كل هذا ويفكروا بشكل جدي وحقيقي للقيام بواجبهم بشكل صحيح وتأدية الامانة التي حملها المواطنون اليهم يوم الاقتراع.
- ولكن...
ما حدث في محافظة بابل، أثار الكثير من علامات الاستفهام في أفق الديمقراطية!
ما حدث ان محافظ بابل السيد الزركاني الذي يشهد له الجميع بالامانة والاخلاص والشرف والحرص على خدمة الناس، يستقيل، في حين ان مجلس المحافظة الذي لم يؤدي الامانة التي أؤتمن عليها، مازال قائما!
نتوقع من السيد رئيس الوزراء ان يحاسب من زور شهادته ويتقاضى الآن راتبا وينال حظوة ومنافع مادية ومعنوية بناء على شهادته المزورة، ولم يقدم أي خدمات لابناء محافظته، هؤلاء من يجب ان يتنحوا عن مناصبهم ويحاسبوا لا اولئك الشرفاء الذين جاءوا لاجل خدمة المحافظة بمهنية واخلاص؟!
نتوقع من السيد رئيس الوزراء ان يكون سندا وعونا للمخلصين، وان يدعم مواقفهم، ان يضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لان ان يساهم في إقالة الشخص المناسب ليأتي باشخاص غير مناسبيين.
اعتقد ان التظاهرة في بابل لم تحقق نجاحا، لان نتائجها استقالة المحافظ الكفؤء المخلص والذي تحتاجه المحافظة وابنائها.
ما تحتاجه بابل، هو إبقاء العناصر الكفؤءة والمخلصة وإقالة من لم يؤدي الامانة، ومحاسبة المقصرين ومزوري الشهادات، ومن لا يملك الخبرة والكفاءة لادارة المحافظة سواء على صعيد التشريع او التنفيذ.
ونتمنى على الاحزاب في محافظة بابل، ان تعيد النظر في مرشحيها ومن يحمل أسمائها، ان تختار الكفوء الذي يخدم حزبه عندما يخدم الناس لا الاشخاص الذين يسيئون الى احزابهم عندما لا يؤدون الامانة التي أؤتمنوا عليها.
انها دعوة الى الاحزاب، والى رئيس الوزراء، والى الجميع باعادة النظر في اوراقهم، والبحث عن المخلصين ومحاسبة المقصرين، انها ثورة المواطن العراقي الذي ثار وينتظر نتائج ثورته.