(وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
و حضور المجالس الحسينية هو تعظيم لهذه الشعائر التي تُقام باسم الحسين عليه السلام و هو مساهمة في الارتقاء بهذه المجالس كما أن الالتزام بآداب التواجد فيها و المواظبة عليه هو تجديدٌ لبيعتنا مع الإمام صاحب العصر و الزمان -عجل الله فرجه الشريف - إذ هو المعزى في أهله و هو صاحب الثأر.
إن نية حضور المجالس الحسينية لا بد أن تكون خالصة لوجهه تعالى من خلال عقد العزم على الاستفادة مما يُطرح فيها و تطبيقه و تحويل القول إلى فعل فهذه المجالس تهدف إلى تنمية العقول و تنقية القلوب بما تحمله من ثقافة و وعظ و إبكاءٍ على مصائب أهل البيت عليهم السلام . و تأثير هذه المجالس و تفاعلنا معها لا بد أن يمتد و يتواصل بعد انتهائها فبهذا يتحقق الهدف من الحضور و لا يمكننا أن نغفل عن استفادة العقلاء من سيرة الإمام الحسين عليه السلام و أنهم استطاعوا من خلالها تحقيق ما كان أشبه بالمعجزات فهذا غاندي يقول " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر"
و بكاؤنا على الإمام عليه السلام يقوي ارتباطنا به و بشجعنا على سلوك دربه و الالتزام بمنهجه و في الحديث الشريف عن الأئمة الصادقين سلام الله عليهم " من بكى على الحسين أو أبكى غيره و لو واحداً ضمن له على الله الجنة ، ومن لم يتأت له البكاء فتباكى فله الجنة".
كما يلزمنا التأسي بأخلاق أهل البيت عليهم السلام باحترام جميع العاملين و الحاضرين في هذه المجالس و ذلك بالتعاون مع الكوادر التي تعمل على تنظيم المجلس كما أن حسن الإنصات و التفاعل مع الخطيب هو تفاعل مع ذكرى الإمام سيد الشهداء الذي يحط البكاء عليه الذنوب العظام و حرصنا على اصطحاب صغار السن مع إلزامهم بالقول و الاحتذاء على احترام المجلس هو من إحسان تربيتهم و تمهيد لهدايتهم للصراط المستقيم .
و لا ننسى أن هذه المجالس هي من ساعات استجابة الدعاء الذي يختتم الخطيب به مجلسه و لنتأمل في جواب الزهراء عليها السلام لابنها الحسن سلام الله عليه حين سألها قائلاً " يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ " فأجابته " يا بني الجار ثم الدار" إذ أن دعاءنا للآخرين أولى من دعاءنا لأنفسنا و الصلاة على النبي و أهل بيته عليهم السلام هو أيضاً من أسباب استجابة الدعاء فكيف إذا كان في مجالسهم؟!
إن مساهمتنا في تحقيق المنبر العظيم أهدافه تتجلى في حرصنا على النقد الدائم للمجالس الحسينية بذكر السلبيات و الإيجابيات و مواطن الضعف و القوة و اقتراح ما نراه مناسباً لتطويرها .