نزف الضوء
أَكَانَ انْعِتَاقَاً يَا جَلِيلُ*
أَمِ العِنَاقْ؟
أَمْ كَانَ نَزْفُ الضَّوءِ
مِنْ عَينِي يُرَاقْ؟!
يَا أَيُّهَا الطَّيرُ الذَّبِيحُ
يَا سَارِبَاً نَحْوَ السَّمَاءِ
شَوقَاً.. لِلُقْيَا المُبْدِعِ الخَلَّاقْ
يَمَّمْتَ وَجْهَكَ شَطْرَ الخُلُودِ
مِحْرَابُكَ العَرْشُ
إِذْ كُنْتَ تَرْشُفُ المَوْتَ كَكَأْسٍ
سُكْرُهُ عَذْبُ المَذَاقْ
هَادِئَاً.. تَنْهَلُ مِنْ قُطُوفِ المَوتِ
تُفَّاحَ الحَيَاةِ
فَتُورِقُ الأَوْرَاقْ
وَغَدَائِرُ الأَحَلاَمِ حِوْلَكَ أَعْيُنٌ
ظَمْئَى لِوِرْدِ مَعِينِكَ الرَقْرَاقْ
للهِ.. لِلإِنْسَانِ..
تَشُّقُ الدَّرَبَ شَهَامَةً
وَرِفَاقُكَ الشُّهَدَاءُ
يَا نِعْمَ الرِّفَاقْ!!
أَهَلْ صَلَّتْ دِمَاكَ الزَّاكِيَاتُ
عَلَى الثَّرَى؟
أَمْ المِحْرَابُ
مِنْ وَجَعِ الفِرَاقْ؟!
أَنْتَ زَهْرٌ تَهَاوَى
فَوْقَ المَآَذِنِ عِطْرَاً
أَنْتَ تَسْبِيحٌ وَصَلاَةُ عِشْقٍ
تَلاَهَا النَّجْمُ طُرَّاً
فِي سَنَا الآَفَاقْ
تُرَى؟!
هَلْ عَلَى طَيْفِكَ المَغْمُورِ حُبَّاً
تَسْجُدُ البَسَمَاتُ فَجْرَاً
إَذْ تَنْبُتُ الأَشْوَاقْ
يَا أَيُّهَا الطَّيرُ الذَّبِيحُ
أَقْسَمْتَ أَنْ تَحْمِلَ الجُرْحَ
عَلَى شَتَاتِ جِرَاحِكَ النَوْرَاءْ
جُرْحُ الصَّلاَةِ غَدَا لِعَيْنَيْكَ النِّطَاقْ
فَلْيَصْمِتُ الإِرْهَابْ
إِنَّ دَمَاً تَفَجَّرَ فِي حِيَاضِ النُّورِ
قُرْبَانَاً لِدِينِ اللهِ..
فِينَا لَهْوَ بَاقْ
فَلْيَصْمِتُ الإِرْهَابْ
إِنَّ الحَقِيقَةَ لاَ يُفَجِّرُهَا حِزَامٌ نَاسِفٌ
لاَ وَلَيْسَ يُبِيدُهَا إِحْرَاقْ
إِنَّ الحَقِيقَةَ فِي حُسَينٍ
سِرُّ ضَمِيرِ الحُرِّ، وَالمِيثَاقْ