رؤية تاسعة ... حسين آل عمار
أرخى الشجى قسرًا
وأغمضَ جفنَهُ
يفشي ويكتمُ في الأضالعِ حزنَهُ
كسرتهُ أرزاء العراقِ
وهكذا
أحنى على غصص المصائب متنَهُ
يمشي ويسقطُ،
يالثقلِ مصابهِ
من ينصفُ الأخرى؟ ويدركُ وهنَه؟
فقد المكانَ على الزمانِ
ولم يزل
يعطي الأمانَ لمن يبدِّد أمنَه!
إن كنتَ تستقصي أبوَّته
فلو بُلِّغتَ وحيًا
لست تبلغُ شأنَهُ
متيبَّسَ الريقِ
استدار لـ ( أكبرِ الشبَّانِ )
قبَّلهُ،
وقرَّب حضنَهُ:
من أين ياولدِي ليَ الماء؟
المسافةُ أُغلقَت
والجيشُ شيَّد حصنَهُ
فأثارَ غيرتَهُ الكلامُ،
وخاض في الميدانِ
يثخن في الجحافل طعنَهُ
ورآهُ يستبقُ الحِمامَ مجنحًا
( بكرُ ابن غانِم )
في الفؤاد أكنَّهُ
حتى إذا ماجاء
جدَّلَ رأسه
( صيد الملوك ) هناك أبرز فنّهُ
فكأنَّ محشره الطفوفُ
ونسخةُ المختار في ذات المكان
كأنّهُ!
لكنه العطشُ الأخير!
وربَّما
لايُدركُ الوجعُ المسافرُ مُزنَهُ
حتَّى إذا ( العبديُّ ) أسرجَ وقتَهُ
وعليه من وقعِ الأسنّةِ
شنَّهُ
ما كان يُطعَنُ
كان يُطحَنُ!
بالسيوفِ وبالرماحِ
إذا تشهَّت سحنَهُ!
وهناك كنتُ مع (الإمامِ)
كأنّما
حمل الشجَى
وأسى المصائبِ
وابنَهُ!
متمددًا في طولهِ
احتضر (الحسين)!
فكيف يبلغُ - إن تمكَّن - دفنَهُ؟