القصيدة الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة شعراء الأمير (ع) بالقديح
غيبيٌّ مِن ( خارجِ الزَّمَكَان )
طفلُ المشيئةِ في اللقاءِ الحاني
ها قَد تردَّى ثوبَهُ العرفاني
- الكعبةُ العرشُ
- الملائكُ حولَها صفُّوا
- ملامحُ غايةٍ وأماني
وكأنَّ جبرائيلَ ينصبُ سجدةً أخرى
ترى هل كانَ آدمَ ثاني ؟
شُقَّ الجِدَارُ
وحانَ وقتُ عبورهِ من غيبهِ نحوَ الوجودِ الفاني
هِيَ خطوةُ الملكوتِ
فاطمةُ المدى تمشي
وتحملُ غايةَ الإيمانِ
في هيئةِ القرآنِ أُنزلَ ناطقًا لِيُبلِّغَ المختارَ بالتبيانِ
وكأنها تلكَ ابتسامتهُ لطهَ
قد حكت عن " سورةِ الإنسانِ "
قيل : اسمهُ ماذا ؟
فقالَ محمدٌ : ما كنتُ أسبقُ كلمةَ الرحمنِ
هذا عليٌ
و " العليُّ " أرادَهُ نفسًا لأحمدَ في مدى الأزمانِ
عَبَرَ المرايا عاكسًا أحلامهُ البيضاءَ
يُبحرُ دونما شطآنِ
لا الوقتُ كان يُحيطهُ
لا الكونُ
كانَ محلِّقًا في ( خارجِ الزَّمَكَانِ )
ما كان في العلياء ؟
روح محمدٍ تكفي ليبلغَ عرشهُ الرباني
- يبدو
- ولا يبدو
هناك حقيقةٌ خلفَ الرؤى في قلبهِ النوراني
أفديهِ روحي
حينَ يزرعُ نخلةَ الأشواقِ
يحصدُ موطنَ التحنانِ
- يتأملُّ العلياءَ
- يقطفُ أنجمَ التأويلِ
- يسرحُ في مدى الوجدانِ
- متلثمًا يمشي
- ويطفئُ وجههُ النوريَّ
- يمسكُ خبزهُ بتفاني
وكأنَّ أيتامِ المشاعر
فوقَ أرصفةِ المجازِ
برهبةِ الأحزانِ
تلكَ الخطى
وجهُ ابتساماتِ اليتامى
حينَ جاءَ أبو الوجودِ الحاني
المستحيلُ على يديهِ يذوبُ
حتى ينتهي في غايةِ الإمكانِ
ما بين أعماقِ المنافي
حيدرٌ أضحى لقلبيَ أجملَ الأوطانِ