همسات في تربية الأطفال
سمعت أحد الآباء ينادي على ابنه البالغ من العمر سبع سنوات: تعال يا أبو حسين...
ورأيت أحدهم يعطي طفله مبلغًا من المال ويطلب منه أن يضعه في صندوق الصدقات ...
ورأيت ثالث كان يستمع لطفله وهو يبتسم ويشجعه على الاستمرار في سرد القصة الطفولية ...
تربية الأطفال فن يحتاج إلى إتقان العديد من المهارات والتعاليم والإرشادات التربوية، ولذا يحرص البعض لحضور والاستماع إلى الدورات التربوية التي تسهم في تثقيف الوالدين وتعليمهم الأساليب التربوية الصحيحة.
في هذه المقالة أقدم لكم بعض الهمسات التربوية في التعامل مع أطفالنا :
- لا تكذب وكن صادقًا مع ابنك
الحذر ثم الحذر من الكذب في شتى مرافق الحياة، لا تكذب مع طفلك وتخبره بأن الدواء لذيذ، لا تكذب مع طفلك عندما يطلب منك طلبًا وتخبره كذبًا بأنه غير متوفر في البقالة مثلاً، فمن هذا الكذب تنشأ شخصية الطفل الكاذب وما يتبع ذلك من سلبيات على بقية تعاملاته الحياتية.
يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) - وكان يقول لولده -: اتقوا الكذب الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير (1).
- شجع طفلك ولا تسبب له الإحباط
قد يفشل طفلك في عمل ما، قد يعاني طفلك من صفة معينة كصعوبة نطق بعض الحروف مثلاً، أو زيادة وزنه، أو خوفه من الظلام أو غيرها، فإياك أن تكون قاسيًا في تعليقاتك وتستخدم السخرية والاستهزاء في هذه الجوانب، فذلك يسبب له الإحباط وربما يؤدي به إلى الفشل المستمر، إضافة إلى سوء العلاقة معك كما ورد الإمام الصادق (عليه السلام): لا يطمعن المستهزئ بالناس في صدق المودة (2).
تفهم ولا تكن عنيفاً في العقاب
البعض يمارس لغة التهديد ..
البعض يمارس لغة العقاب والضرب ..
البعض يمارس لغة الحرمان من المصروف ..
وجميع هذه الاساليب من شأنها أن تنتج ولدًا متمردًا عنيفًا ..
كما وجدوا أن ضرب الطفل يجعله عدوانيًّا في الصغر ومريضًا نفسيًّا في الكبر، وكذلك ينمي علاقة كراهية بين الطفل وبين الشخص الذي يضربه مما يؤثر على المشاعر الإيجابية الموجودة بين الطفل وأهله؛ فتكون العلاقة غير متزنة، ويعاني الطفل الذي يتعرض للعنف من الخوف الشديد وربما يعيش كوابيس وعدم استقرار النوم.
لذا لا تستخدم هذا الأسلوب العنيف مع طفلك على أتفه الأسباب كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا تضربوا أطفالكم على بكائهم (3).
- وفاء لا للوعود الضبابية
روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): إذا وعدتم الصغار فأوفوا لهم، فإنهم يرون أنكم أنتم الذين ترزقونهم (4).
هنا تأكيد خاص بعدم الخلف بالوعود التي تعطى للطفل، فروح الطفل في أوَّل عمره حساسة للغاية، وهو ينظر لوالديه بأنهما (منفذان لطلباته) فالوعد لابد أن يتحقق وإلا فإن العلاقة يصيبها عدم الثقة بين الطرفين.
فإذا وعدت طفلك بشيء، فعليك الوفاء بوعدك له، فهذا دين عليك سداده كما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): إنا أهل بيت نرى ما وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).
- مساواة لا للتفضيل والتمييز الظالم
قد لا يدرك الآباء مدى خطورة هذه الظاهرة التي يمكن أن تتسبب بحدوث الكثير من المشاكل النفسية لأبنائهم مثل الكُره والغيرة ما بين الإخوة إلى جانب أن هذا التأثير النفسي السلبي يبقى راكدًا في نفوس الأخوة حتى بعد أن يكبروا ويصبحوا شبابا.
إن العدل والمساواة هي من القيم النبيلة التي ينبغي أن ترتكز عليها تربية الأبناء كما ورد عن (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل (6).
فكن عادلًا بين أطفالك ولتكن قيمة المساواة هي الشائعة في المنزل.