العفّة كمقوّم لهوية المرأة
لكل نوع من أنواع الجنس البشري مقومات تشكّل هويته الذاتية، والاختلال في ذلك المقوّم يؤدي تلقائيًا إلى تشوّه الهوية الذاتية. ومن المقوّمات الأساس للمرأة العفّة، وهو الذي جعل مريم بنت عمران خير نساء عالمها، كما هو ظاهر قوله سبحانه (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)، إذ إن الله سبحانه عندما امتدحها قال (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)، أي كانت حارسة يقظة لعفتها، فاصطفاها الله سبحانه.
وهذا المقوّم له اشراقات على سائر المقومات والخصائص الإنسانية للمرأة، كالقوة العقلية والروحية والسلوكية، فإذا كان المقوّم صلبًا دل ذلك على صلابة عقلها وروحها وسلوكها، والعكس صحيح. ولذلك فإن المرأة التي تتهاون في هذا المقوّم تجعل الآخرين يشككون في توازنها العقلي والروحي والسلوكي.
- لكن كيف تحافظ المرأة على هذا المقوّم؟
أن لا تتعامل مع أحد من الرجال إلا بشرط اتصافه بخاصية الأمانة، أي أن يكون أمينًا على الأعراض، وهذا ما أقره القرآن الكريم حيث التفتت صافوراء بنت نبي الله شعيب إلى خاصية الأمانة عند نبي الله موسى لأنه كان يمشي أمامها، قال عز وجل (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، وبالتالي فكل من يشكَّك في أمانته بفعل أي تصرف ما يلزم الحذر منه.