نتحدَّث عن أم المؤمنين حقا
نتحدَّث عن أم المؤمنين حقا،ً عن زوجة رسول الله ، عن أمِ الزهراء وجدَّة الأئمة الطاهرين
عن بنت خويلد، خديجة (س).
نتحدَّث عن عفّتها، فهي التي لقبَّها أهل الجاهلية (طاهِرةً) دلالةً على عظم شأنها وكمالِ أخلاقها. .
ونتحدَّث عن كمالِ عقلها، والذي ظهر في كلماتها، وفعالها، قبل اقترانها برسول الله وبعده.
ونتحدث عن ايثارها، وهي التي وهبت كل مالها الوفير، لزوجها رسول الله ، من اليوم الأول الذي اجتمعت به.. ولم تذكر ذلك لرسول الله، ولم تمن عليه بقولٍ او فعل، حتى رحلت الى ربها.
نتحدث عن كل ذلك..
ولكننا نغفل أن نتحدَّث عن كمالِ ايمانها، عن طاعتها لله، عن تسليمها لأمر الله، ولأمر رسول الله واعتقادها به نبيَّاً، ونصرته في المواقف الصعبة.
والعجب أن نغفل عن جوابها لرسول الله حين أخبره جبرئيل بأن الله يُقرئها السلام، فقالت بقلبٍ مطمئن:
(ان الله هو السلام، ومنه السلام، واليه يعود السلام، وعلى جبرئيل السلام)
ألا ترى في هذه الكلمات كمال العقل، وكمال الايمان، وكمال الكمالِ، كمال ما يمكنِ ان يصل اليه انسانٌ من الرشد والعظمة؟
ولعمري كيف يُقاس بها بعض زوجات النبي.. من اعترض منهنَّ على دراهم ودنانير لم يحصلن عليها في فتح خيبر، فتطاولت كلماتهم على النبي بما لو قالته امرأة لزوجها لكان إهانة، بكيف برسول الله ؟ فخيَّرهن الله أن يخترن بين الدنيا وبين النبي بعد أن هجرهن النبي ثلاثين يوما؟
ولا عجب أن حسدها بعضهن، لا حسد المرأة ضرَّتها فحسب، بل (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)!
ولا عجب بعد ذلك، أن نقرأ عن حُبِّ رسول الله لها، فمن وفت له أكثر منها؟ ومن ولدت له غيرها؟ ومن آمنت به وصدَّقت به كما آمنت خديجة؟
فسلامُ الله عليها وحشرنا الله معها، ومع زوجها، وابنتها، وذريَّتها في دار الجزاء