الميرزا الشيرازي.. أحياء مصائب آل البيت عليهم السلام
يقول المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ حسين الخراساني (دام ظلُّه): يعتبر الميرزا الشيرازي (قُدِّسَ سرُّه) من الفحول، بل هو فحل الفحول، وتتجلَّى عظمة هذا الرجل من خلال تجليل الآخوند الخراساني (قُدِّسَ سرُّه) والميرزا النائيني (قُدِّسَ سرُّه) له، فهو مؤسِّس مدرسة سامراء التي أنتجت الميرزا الثاني وأساطين الفقه المتأخِّرين.
كان يقيم مجلس العزاء، يرتقي فيه المنبر أحد كبار العلماء، وكان الراثي في ذلك المجلس هو المحقِّق الحائري مؤسِّس الحوزة العلميَّة في قم التي أمست حاضرة العلم والاجتهاد في عصرنا الراهن، فهذا العالم العظيم الشأن كان في تلك الفترة ناعيًا في محضر الميرزا الشيرازي، فقد كان المجلس على هذه المكانة.
لـمَّا صعد هذا العالم النحرير المنبر بحضور الميرزا الشيرازي قال جملة، وهي جملة يسمعها الجميع، لكن المهم هو معرفة معنى تلك الجملة وإدراك مضمونها، فما إن بدأ بقراءة المقتل قائلًا: "دخلت زينب على ابن زياد" حتَّى نادى الميرزا: "حسبك هذا كفى أيُّها الشيخ"، وظلَّ الميرزا يلطم على رأسه وصدره من الصباح إلى الظهر! هذه هي المعرفة الحقيقيَّة!
إنَّ هذه الحكاية تكشف كيف استطاع هذا الرجل إدراك حقيقة الموضوع، فأين مثل هذه المعرفة؟ ومن الذي عرف من هي السيدة زينب؟ إنَّه كان يعرف ذلك، فقال لذلك: كيف دخلت مثل هذه المرأة على مثل ذلك الرجل.