الشيخ الحلي (العالم الزاهد)
ينقل الشيخ علي الكوراني العاملي في أحد كتبه(١): كان أستاذنا [السيد عز الدين بحر العلوم يدرسه مع بعض الطلبة المكاسب] يحضر بحث الخارج عند الشيخ حسين الحلي رحمه الله، وكنا نسمع بالشيخ الحلي ومقامه العلمي وزهده وورعه، وأن المرجع السيد الحكيم (رحمه الله) يُرجع اليه في الاحتياطات، ومعناه أنه يشهد بأنه الأعلم بعده ويرشحه للمرجعية، لكن الشيخ الحلي (رحمه الله) كان لا يقبل أن يقلده أحد.
فقررنا أن نحضر درس الشيخ الحلي لنتفرج عليه ونرى منطقه، وذهبنا قبل الوقت إلى مكان الدرس، وكان غرفة في صحن الحرم ودفن فيها المرجع الراحل الميرزا النائيني (رحمه الله) عرفت باسم: مقبرة الميرزا، فجلسنا في طرف القاعة حتى لا يكون المكان لبعض تلاميذه، وجاء أستاذنا بحر العلوم (رحمه الله) فنظر إلينا وسلم ولم يقل شيئًا، وأخذ التلاميذ بالحضور ونحن نتفرس في وجوههم لنعرف نوعية تلاميذ الشيخ الحلي (رحمه الله) وكانوا بضعة عشر.
وجاء شيخ بعين واحدة، يلبس ثيابًا عادية جدًّا، وعمامة غير منظمة، فقلنا لبعضنا: هذا المعيدي أيضًا يحضر بحث الشيخ الحلي؟؟!!
وعندما دخل تفاجأنا بأن التلاميذ وقفوا احترامًا له وأخذ صدر المجلس فإذا هو الشيخ الحلي رحمه الله!! وشرع بالبحث...".
الشيخ الحلي.. العالم المتواضع
العلاقة بين الشيخ حسين الحلِّي مع السيِّد محسن الحكيم قديمة تعود لأيام تحصيلهما وشبابهما، وكان الشيخ الحلي تابعًا للسيد الحكيم ومخلصًا له، بل كانا معًا، فلو شارك السيد الحكيم في تشييع فكان يأتي معه الشيخ الحلي.
كان الشيخ الحلي يشير إلى آراء السيد الحكيم أحيانًا ويشكل عليها، فكنا نتعجب كيف أن إشكاله وارد وكلام السيد الحكيم لا يخلو عن اشتباه، فكان يعقِّب: لا تظنوا أن السيد الحكيم رجل عادي، فهو أول من شرح العروة بكاملها، وهذا عمل شخص واحد، وهذا فنه -أظنه يقصد إبداعه- وليس حاله كحالنا حيث نتابع كلامه ونفكر فيه ونشكل عليه.
كان يهتم بالعلم ونشره، وكان يبادر إلى شراء كل كتاب مهم يراه في السوق.