شهر رمضان شهر العودة إلى الله
شهر رمضان شهر العودة إلى الله
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة َوَلِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( (البقرة/183-186)
شهر رمضان الكريم؛ شهر تميز عن بقية الشهور بتزكية الإنسان نفسه، وبالإحسان إلى الآخرين، وبتوطيد العلاقة المباشرة مع الله العلي العظيم، عبر القرآن الذي هو الحبل الممدود بين الخالق والمخلوق، كما أن هذا الشهر المبارك تميز بكثرة، أو إكثار الدعاء الذي هو أدب الحديث مع الرب الغفور.
إن جميع هذه المفردات المتقدمة الذكر تعود إلى حقيقة واحدة، وهي حقيقة التواصل مع الله سبحانه وتعالى والانقطاع إليه ومعرفته والتقرب منه، وإنس الإنسان به بحيث لا يكون من الغافلين، وقد تجسدت هذه الحقيقة الروحانية في نص المناجاة الشعبانية- وهي من جملة الأعمال التي ينبغي ممارستها لتمهيد الدخول في شهر رمضان المبارك - حيث جاء فيها: " ربنا هبْ لي كمال الانقطاع إليك، وأنرْ أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل الى معدن العظمة، وتصير ارواحنا معلّقةً بعزِّ قدسك".
فحينما يصل المرء الله حيث ينقطع إليه يحس بأن كل ما سوى الله قد كان حجاباً وهباءً وضلالاً، وقد أكد الإمام الحسين عليه السلام هذه الحقيقة حيث قال في دعاء عرفة : " ما الذي فقد مَن وجَدَك؟ وماذا الذي وجد مَن فقدك؟"
هدف الصيام الأوّل
إن أداء فريضة الصيام على نهجها الصحيح، أو ممارسة عملية الإحسان بصورة مكثفة، أو القيام والسجود، كل ذلك يعتبر أهدافاً مرحلية لهدف أسمى وأعلى، وهو إقامة العلاقة المباشرة مع الله عبر الاختلاء به ولو لدقيقة واحدة فقط، وعبر قراءة واستيعاب المناجاة المخصوصة لهذا الغرض، مثل دعاء ليلة عرفة والذي من المستحب قراءته في كل ليلة جمعة، حيث يبدأ بهذا المقطع: " يا شاهد كل نجوى وموضع كل شكوى" ثم يليه هذا النص العظيم القائل: " ... وبحق تلك المناجاة التي كانت بينك وبين موسى بن عمران في طور سيناء" إذ فيها إشارة إلى حقيقة وعظمة تلك المناجاة، لأنّه حينما قال رب العزة: (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الاَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّا ( فإنما يقصد وصول موسى وتقدمه حتى أصبح نجيّاً لله، بمعنى أنه أصبح قريباً من غير ما حاجة إلى الصراخ أو الصياح، وأن وجوده قد امتلأ إيماناً و تسليماً بعظمة وهيمنة الخالق على الوجود كله.
كيف نناجي ربنا في شهر رمضان؟
قبل كل شيء، ينبغي تشخيص ومعرفة الحجب التي تفصلنا عن ربنا سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك نبدأ بمحاربة وإزاحة تلكم الحجب وتمزيقها، حتى نصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بقدس الله.
فمن لا يعرف الشرك لا يعرف التوحيد، ومن لا يطهر قلبه من الشرك، فإنه لن يتمكن من اعمار قلبه بالإيمان، وهذه الحقيقة الدينية مصداق قوله تبارك وتعالى بالنسبة إلى استيعاب بصائر كتابه المجيد،، وهو: ( لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (? فنور المعرفة باللهو نور التسليم إليه لا يدخل قلوب الذين لم يطهروا أنفسهم بمعرفة الشرك ودحضه، ولا يدخل أيضاً قلوب من يعرفوا الطغيان والظلم فينتصروا عليهما.
أما الحجب التي تفصل الإنسان عن ربه؛ فهي كثيرة جداً، يقف في مقدمتها حجاب الذات والأنانية المظلمة. فقد كانت طبيعة وسيرة الإنسان الأناني أنه لا يفكر إلا بنفسه طيلة لحظات حياته، حتى أنه لينظر إلى كل شيء، بما في ذلك حقيقة الله وحقيقة التوحيد والعدل فينظر إليها من منطلق الـ " أنا" و الذات، فهو يأكل ويشرب ويعمل ويتزوج ويبحث عن الشهرة من خندق الذات، ولا يكلّف نفسه عناء الخروج من خندقه هذا ? أو يكلفها عناء النظر إلى الخنادق الأخرى.
ولما كان الإنسان المتمحور حول ذاته يتدرج في أنانيته، تراه فجأة، ومن دون سابق إنذار يدّعي الألوهية، سواء أعلن ذلك أم أخفاه. وقد أنكر الله هذه السيرة الشيطانية بقوله العزيز: (أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَآهُ( فكلّه هو، ودينه هو، ودنياه هو، وآخرته هو، على النقيض تماماً من موقف الإمام زين العابدين عليه السلام حيث كان يناجي ربه بقوله: " يا آخرتي ودنياي" !! وهو مؤمن مطلق الإيمان بما يقول ... إذ أنه كان قد خرق حجاب الذات بعلمه وورعه وطول عبادته.
أما أنت - أيها الأخ المؤمن -فإنك تتمكن من الوصول إلى الله عز وجل في لحظة واحدة، أو هو أقرب وأسرع من ذلك، ولكن يجب عليك أن تعلم بأن وسيلتك إلى ذلك هي سحق هوى النفس وتجاوزه، فاسع كل سعيك ألاّ تقول أنا أنا، وإنما قل الله ثم الله.
ولعلّنا نجد من يسجد في صلاته فيقول : " سبحان ربي الأعلى وبحمده" ولكنه يسبح نفسه ويقدسها ويعبدها إذا ما اصطدم باحقر شيء أو حالة يمكن ان تلحق الضرر بمصالحه الخاصة، ومن الناس من نرى ان يجعل الله عرضةً لأيمانه لدى أتفه الأمور، ومن غريب ما يذكر هنا أنه قد قيل إن رجلين تنازعا في بالوعة بيتهما فذهبا إلى عالم من العلماء، وهو المرحوم آية الله السيد الميلاني، وكان إذ ذاك في كربلاء المقدسة ليحكم بينهما، فقضى لأحدهما بالحق على الآخر وفق المقاييس الشرعية، فما كان من المحكوم عليه إلاّ أن ولّى مغاضباً وهو يقول: إن الدين الذي لا يحكم لي بالبالوعة لا اعتقد به، أي أنه أعلن كفره لمجرد إعلام الحق لغريمه في هذه القضية البسيطة.
إن أغلب الناس المسلمين يحلفون بالله، ولكنهم لا يعرفون من هو الله، وأنه رب السماوات والأرض، بل إنهم لا يكلفون أنفسهم عناء التفكر في خلق الله، فهل فكّر الحالف بالله في عظمة وقدرة ربه في إبداعه وتصويره على الأقل؟ ويعلم آن هذا الخالق قد أبدع ما يزيد على خمسمائة مليون مجرّة - حسب ما اكتشفته مراكز الرصد الفلكي - رغم بساطة قدرتها ووسائل كشفها بالنسبة لعظمة واتساع الكون - وأن كل مجرة من هذه المجرات تضم مئات الملايين من الشموس، وأن ارضنا هذه لا تشبه إلا الخاتم بالنسبة لتلك الشمس فيما لو ألقيت فيها ... فما أتفهالمرء حينما يعلم ذلك أو يجهله ثم يجعل رب كل ذلك عرضة ليمينه الكاذبة أو الصادقة ليثبت أنه يستحق هذا الشيء الحقير أو ذاك... وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تسلط الأنانية ونفوذها في هذا الشخص الجاهل او المتجاهل، وعلى أنه لا يعير أية أهمية لخالقه وقدسه.
وثم مثل آخر أيضاً نورده في هذا الصدد لغرض تبيين خطورة عبادة الذات والجهل بحقائق عبادة الله والاتصال به، فهناك من يصلي ولكنه يجهل حقيقة السر وراء وجوب الصلاة، او يجهل أو لا يهتم بمعرفة ابعاد هذا القول وهذه الحركة من اقوال وحركات فريضة الصلاة التي هي أساس الدين وعموده.. فهل يا ترى عرف العابد لهواه معنى تكبيرة الإحرام ? أو معنى رفع اليدين إلى الأذنين لدى هذه التكبيرة، علماً أنها تمثل الحركة الأولى في الصلاة، أي أنها الجسر إلى الدخول في رحاب الله؟ وهل علم إنه إن لم يعمّر هذا الجسر فإنه لن يصل إلى رحاب الله وإلى المقصود من الصلاة، وبالتالي هل علم أن ركعاته التي يؤديها ليست إلاّ جهداً عبثاً؟!
فأن يكبّر المصلي العارف ربه، فإنه يعني أن ربه أكبر من أن يوصف وأنه السبوح القدوس المنزه من كل عيب ونقص، وهو حينما يرفع يديه لدى التكبير فإنما يقصد بذلك أنه يخلّف الدنيا وراء ظهره ويقبل طاهراً على ربه الذي هو الوحيد الذي يستحق العبادة والخضوع من بين جميع الأشياء.
ولكن المصلي الجاهل بربه، والذي لا يعير أهمية تذكر بإقامة العلاقة المباشرة وتوطيدها بربه، فتراه يفكر في كل شارد ووارد في صلاته سوى الله عز وجل ليثبت بذلك أنه جاهل ومتجاهل قيمة لحظات عمره المعدودة، هذه اللحظات التي ينبغي ان تصرف في طريق الوصول إلى الله وليس غير ذلك.
وإني لأدعوكم -أيها المؤمنون- كما ادعو نفسي إلى السعي نحو تجاوز ذواتنا، لنصل إلى معدن النور والحكمة، فإن نظرة واحدة من نظرات الله سبحانه وتعالى من شأنها أن تحول مصير حياتنا في الدنيا والآخرة وآنذاك نعرف لذة الطاعة والعبادة والمناجاة والصلاة والقرب من الله.
ولقد رأينا من يقوم إلى أداء صلاة الليل قومة من لدغته الحيّة، كما رأينا من المؤمنين من تجري دموعه كالميزاب خشية وحباً لله، فلماذا لا نكون منهم أو نفضل أن نكون في مؤخرة القافلة؟!
حجاب خطير
هناك حجاب خطير يفصل بين الإنسان وربّه، وهو نوعية انتمائه، فقد ينتمي إلى الأرض أو الحزب أو القائد أو العنصر أو غير ذلك من الأشخاص والأشياء، ولكن الانتماء هذا إذا تجاوز حدوده ومعاييره سيكون وبالاً على صاحبه.
فالذين عبدوا النبي عيسى بن مريم عليه السلام من دون الله وقالوا فيه ما لم يؤمروا به، كان انتماؤهم إليه حجاباً أدى بهم إلى الضياع والضلال. فهذا النبي العظيم لم يكن سوى عبد من عبيد الله الصالحين أرسله لهداية البشرية، غير أن نوعية الانتماء إليه من قبل من عبده كانت انحرافاً فاضحاً، والذين عبدوا أمير المؤمنين علي عليه السلام هلكوا بحجابهم الذي فرضوه على أنفسهم، وقد قال علي في ذلك: "هلك فيَّ اثنان؛ عدوٌّ قال ومحبٌّ غال"? فلقد كان هذا الإمام بعد رسول الله أعبد العابدين وأول المسلمين والمؤمنين ? وكان أحوطهم وأحذرهم وأحبهم للإسلام، ولكنه تحول إلى حجاب من دون الله بفعل من جهل مكانته ومنزلته فعبده من دون الله عز وجل.
إن نوعية انتماء المرء إلى حزب أو تيار قد تسبب له الكثير والخطير من المتاعب والويلات، ولعل حركة الحزب قد تكون صحيحة وفي سبيل الله، ولكن هذا المنتمي -وبتصوره الخاطئ- يجعل من حزبه حجاباً بينه وبين ربه، فأن يريد الحزب أو المسجد أو التجمع، إلاّ أنه يغفل عن كون هذه المفردات ليست هي الله، وإنما هي وسيلة نافعة للوصول إليه.
فعندما يقر الإنسان المسلم أن الله وحده لا شريك له، عليه ان يعي بأن الله فوق كل شيء، ولا يمكن أبداً أن يكون اعتقاده أو سيرته لغير الله، فإذا كان عمله لله وللوطن مثلاً فعليه أن يعيد حساباته مرات ومرات حتى يكون عمله لله وحده، وقد جاء في الحديث القدسي: "أنا خير شريك، من عمل لي ولغيري جعلته لغيري" أي ان الله سبحانه وتعالى يرفض العمل النابع من نية مشركة به، بل إنه يتلقى ويتقبل العمل الصالح الخالص لوجهه الكريم، أما ما كان يقال في السابق، ولا يزال يقال في بعض البلدان الإسلامية كشعار وطني: الله ? الوطن، الملك،أو الله الملك الشعب، فهو لا يعني سوى نوع من الشرك المبطن يرجى منه استغفال البسطاء من المسلمين والانحراف بهم إلى جادة الباطل والشيطان.
إن في سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام وفي سيرة بعض علمائنا ومراجعنا خير أسوة لنا في حقيقة الانقطاع إلى الله وحده لا شريك له .
فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام المصاب بهم في رجله في معركة صفين، يعجز الأطباء عن إخراج السهم ? حتى أشار عليهم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ان يأتوه وهو قائم يصلي إلى ربه، حيث لم يشعر مطلقاً بحدة الألم وحرارته.
وهذا الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام وهو في احلك الساعات واشدها حيث كان يجود بنفسه المقدسة لا يسعه إلاّ يترجم عظيم اتصاله بربه حيث يقول:
تركت الخلقَ طرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكـي أراك فلو قطعتني بالسـيف إرباً لما مال الفؤاد إلى سـواكا
ومن علمائنا -كآية الله العظمى الخنساري رحمه الله - كان يرفض تزريقه بالمخدر لدى إجراء عملية جراحية له، لئلا يغيب عن الوعي، فيغيب عن ذهنه ذكر الله...
إن صيام شهر رمضان والدعاء وقراءة القرآن والصلاة فيه كل ذلك يعتبر وسائل تقرب إلى الله تعالى.
فمن صام فعليه ان يضبط نيته وجوارحه ويحملها على تكريس الهمة للسير النزيه إلى الباري عز وجل.
أما قراءة القرآن في هذا الشهر فلابد ان تكون قراءة واعية، فإن الله قد تجلى لعباده في كتابه، والقرآن الكريم كله دعوة إلى الله ? فمن أراد ان يرى وجه الله فعليه ان يتدبر في كتاب الله.
إن نور الله يجب ان يصل إلى قلب الإنسان، وذلك بعد إزاحة أنواع الحجب عنه، وإن من أهم الوسائل لتحقيق هذا الهدف المقدس هو الاستفادة من فرصة شهر رمضان، فإذا ما تمت الاستفادة من ذلك كان الصيام صياماً واقعياً بمعنى الكلمة، وكان الإنسان الصائم في ذلك الوقت أقرب إلى ربّه من أولئك الذين ليس لهم من صيامهم إلى الجوع والعطش.
فإزالة الحجب تعني عدم قبول الإنسان لكلام أي مضلِّ ? وهي تعني أيضاً امتلاكه لما يميز له الحق عن الباطل، وهذا الإعصار الإعلامي والثقافي العارم الذي يتعرض له العقل المسلم في العصر الحاضر لابد أن يكون له ما يقابله من فرقان ونور إلهي يدحضه، وهذا الفرقان والنور ليس سوى إرادة الإنسان المسلم المؤمن بالفرار إلى الله والتقرب منه.
إن الالتزام بتفاصيل الصوم القرآني الذي تتحدث عنه الآيات المتقدمة الذكر يرفع المرء إلى مستوى الأولياء والأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، لأن من اقترب من الله شبراً اقترب الله منه ميلاً، وعند ذلك لن تؤثر فيه حجب الشيطان ووسائله، فهو قد قطع المسافة، او لنقل إن المسافة بينه وبين ربه قد تلاشت حتى وصل إلى درجة الكمال.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لصيام هذا الشهر الكريم وقيامه في لياليه وأيامه، وأن يرزقكم مناجاته والقرب منه والتضرع إليه. وأن تقرؤوا القرآن بتدبر، وأن تستفيدوا منه هدىً وبينات وفرقان، كما نسأله سبحانه