فلتنضم لهذا الحزب
والحزب الذي نتحدث عنه هو حزب ولد في ظروف استثنائية، حيث أسسه صاحبه بعد استشهاده مع نخبة النخبة من أنصاره.
كانت كل المؤشرات المادية تفضي إلى استحالة بقائه وصموده، ولكنه صمد مئات السنين ولا يزال.
لم يكن يملك مقرا واحدا عند تأسيسه، وها هو اليوم يملك ملايين المقرات، بدءا من قلوب الموالين إلى بيوتهم وحسينياتهم.
لم يكن يملك منبرا واحدا، وهاهي منابره اليوم لا يحصيها حاصٍ، تلهج بذكر الزعيم المؤسس وتبكيه بحرقة وجزع وكأنه استشهد اللحظة.
يملك هذا الحزب من القدرة التعبوية ما يستحيل تصورها، إذ كيف يستطيع أن يحشد الملايين لمؤتمره السنوي الذي يعقد في مطلع المحرم ويستمر حتى العشرين من صفر، ويبقى محافظا على توهجه رغم بعد العهد ومحاولات الطمس. من أين له كل هذا الوقود؟
لا يَعِد الحزب المنتمين إليه إلا بمزيد من الألم والعناء، وقطع الأرزاق وربما الرؤوس أيضا، ومع ذلك يشتعل صوت مريديه في رقصاتهم العرفانية ذات المراسم الاحتفالية الخاصة: لو قطعوا أرجلنا واليدين.... نأتيك زحفا سيدي يا حسين
اليوم اكتشف الغرب قوة هذا الحزب وقدراته الأسطورية، وسيحاول جاهدا أن يقضي عليه أو على أقل تقدير أن يحوله إلى واحد من جملة الأحزاب المترهلة. سيحاول الغرب أن يقلل من قيمة الشعائر التي يمارسها المنتمون لهذا الحزب، وأن يصِمها بالتخلف، وأن العصر قد تجاوزها، وأنها تحتاج إلى تشذيب أولا وإلغاء في مرحلة لاحقة.
سيحاول الغرب ومن لف لفه، وستبوء المحاولات بالفشل..
ربما يقال: من أين كل هذا اليقين بمستقبل الحزب؟
الجواب: إنه اليقين الزينبي المجلجل في وجه الطاغية " فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا "