حينما يصمت الآخرون فلينطلق لساننا - دعوة لمناصرة المسلمين في اليمن
حالة ليست فريدة تلك التي تحدث في اليمن اليوم من ظلم وقسوة وفتك بأبناء الشعب اليماني من قبل السلطة الجائرة الحاكمة فيه ، وما يصاحبه من صمت دولي بتأييد مبطّن للفتك بالمسلمين هناك ، وحتى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان كلها باتت صامتة إزاء ما يحدث ، وهو أمر مشابه لما حصل من قبل في مصر وسوريا حين فتكت الأنظمة الحاكمة بتنظيمات الأخوان المسلمين وأمتد الأمر لكافة المظاهر الإسلامية ، وكذلك الصمت الذي لف العالم أزاء ما جرى من إضطهاد وفتك لأبناء العراق الغيارى من قبل نظام صدام في السبعينيات والثمانينيات حين كان الصمت المطبق هو وسيلة المحافل الدولية في تأييد السلطة العفلقية وجرائمها بحق المسلمين في العراق في تلك الفترة المظلمة ، فحين تلتقي مصالح الغرب وأعداء الإسلام مع مصالح الأنظمة الشمولية المتسلطة فحينذاك يسود الصمت المطبق على جميع الجرائم ، وتصبح السلطات الجائرة مطلقة اليد والعنان في البطش والفتك بالمسلمين دون رقيب.
واليوم يحدث الأمر نفسه في اليمن وفي الظلم المسلّط على أهل اليمن المسلمين من قبل نظام جائر ظالم ، نظام تعلّم من مثيله المقبور في العراق أساليب البطش والقتل المترافق مع التعتيم والتضليل الإعلامي وإستغلال صمت المجتمع الدولي الذي تلتقي مصالحه مع مصلحة الأنظمة في الفتك بالمسلمين وتجريدهم من قوتهم الفكرية والمادية ، فتعلم النظام الحاكم في اليمن من النظام البعثي المقبور في العراق كيف يعزف على وتر الطائفية ليتمكن من البطش بالشعب تدريجياً ، فأخذ بوسائله الإعلامية يصور مقاومة المسلمين من أبناء صعدة للحكم الجائر هناك بأنه مخطط للشيعة الأثني عشرية المرتبطين بالعمالة للأجنبي ولذلك فقد أباح لنفسه إستخدام كافة أساليب العنف في إخماد ثورتهم ، كما ادّعى صدام المجرم من قبل عمالة حزب الدعوة الإسلامية للأجنبي لكونه حزب شيعي !؟ نفس الأساليب ونفس المنطق ، حيث يبدو أن لأعداء الإسلام مدرسة واحدة تدربهم وتوجههم وتعد لهم الخطط ، فكانت وحدة منهجم دليلاً على وحدة منبعهم الإجرامي.
إنهم يريدون القضاء على كلِّ أبناء الإسلام فيخدعوننا ليفرقوننا ثم ينفردوا بنا ، فيقولون هذا شيعي وهذا سني ، هذا حنفي وهذا صوفي وهذا سلفي وهذا أشعري ، هذا مالكي وذاك حنبلي ، هذا رافضي وذاك وهابي ، ليقضوا على كلِّ المسميات الإسلامية واحداً تلو الآخر وبخطط معدة لتناسب كلَّ مسمى على حدة ، فهل سنسمح لأعدائنا تنفيذ مخططاتهم بالقضاء علينا بعد تفريقنا ؟!
أرفعوا أصواتكم أيها المسلمون عالياً وتحدثوا عن الظلم الذي يلحق بأهل صعدة في اليمن وبالأخوان المسلمين في مصر وبالشيعة في باكستان وبمعتقلي غوانتانامو السلفيين ، تحدثوا عن الظلم الذي يصيب المسلمين في كل مكان وتحت جميع المسميات.
تحدثوا عن العنف الذي تمارسه الحكومات الظالمة وعن عناوين الكراهية التي تزرعها تلك الحكومات بين المسلمين لإحداث الفتن بينهم.
تحدثوا وبقوة أيها المسلمون ... فحين يصمت الآخرون يجب ان ينطلق لساننا.