عذر أقبح من الذنب
تصريحات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في تبريرها ممارسات جنودهم في غوانتانامو واهانتهم للمقدسات الإسلامية كانت عذراً اقبح من الذنب؛ حيث حاولت الهروب من المسؤولية بعبارات ومجاملات تدعي احترام الادارة الامريكية لمعتقدات الشعوب وخاصة المسلمين حين تحدثت عن ممارسات الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة لطقوسها بحرية تامة.
غير ان الوزيرة المحنكة نست او تناست تحريضات حكومتها ضد المسلمين والتدابير الاحترازية لتضييق الخناق على هذه الجالية الكبيرة والتفتيش في معتقداتهم والتجسس على طلابهم في الجامعات والموظفين في المؤسسات العامة.
ولم تكتف ادارة بوش عند هذا الحد عندما جمدت حسابات مصرفية لبعض المسلمين من حاملي الجنسية الامريكية بذريعة انتمائهم لمنظمات فلسطينية او إسلامية معادية للكيان الصهيوني.
وما تريد ان تقوله السيدة رايس حول تصريح بوش الذي اعلن حرباً صليبية على المسلمين قبل ان يفسره بفلتة لسان.
والوزيرة الامريكية والمقربة من بوش الثاني قد قرأت بالتأكيد تقارير وزارتها التي تصنف العالم بأصدقاء واعداء وتلصق بالمسلمين صفة الارهاب فيما تبقى الجرائم الصهيونية مبررة وامريكا هي في رأس لائحة الدول المتقدمة والمحافظة على حقوق الانسان.
ان الولايات المتحدة وبسبب سياساتها الحمقاء اوقعت نفسها في مأزق لا يحسد عليه لما ترتكبه من اعمال مغايرة لحقوق الانسان كجرائم سجن ابو غريب ومعاداة مقدسات المسلمين كإهانة القرآن الكريم في سجن غوانتانامو، ومناهضة تقرير المصير كما نشاهده في فلسطين ولبنان وانتاجها للدكتاتورية باسم الديمقراطية ومحاولة زرع الفتنة لايجاد شرخ بين الدول والمجتمعات كما تفعل من تحريضات ضد إيران وتدخلها في شؤون الآخرين مثلما تطالب بتغيير الانظمة ومناهجها تحت ذريعة الاصلاح وتقسيم العالم العربي كمنطقة نفوذ مثلما جاء في اطروحة الشرق الاوسط الكبيرة وكلها تصب لخلق الكراهية للولايات المتحدة، لان الشعوب قد تتفاعل مع أي نوع من الحكم ولكنها لا تقبل بالسيطرة الاجنبية كما يريد الامريكيون فرضها.