قبل أن ينقطع كل شيء
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ترى أنك مضطهد ومحروم من معظم حقوقك تحاول أن تسمع صوتك المسؤلين لعلهم يجدون حلاً لما تعانيه ، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق واسطة يوصل مطالبك .
لكن عندما يكون الاضطهاد لفئة أو طائفة معينة عندها لن يُسمع الصوت المنفرد ، ولن يجد كل فرد ما يريد لأن صوته لن يكون مؤثراً .
إذاً مالعمل ، وكيف نسمع صوتنا المسؤلين ، وكيف نحقق مطالبنا وحقوقنا المشروعة ؟
لا يخفى يخفى على كل متتبع للأحداث العالمية أثر الصوت الجماعي والمؤسساتي في تحقيق المطالب ، لأنه عندما يتحدث مجموعة بصوت واحد وتحمل مطالب الفئة التي تنتمي لها لابد عندئذٍ أن يُسمع صوتها .
بالأمس القريب قرأنا مظلومية أحد الصحفيين من مدينة القطيف والذي كان يعمل في إحدى الصحف السعودية ، وأدى ظلمه إلى التهديد بالفصل ، ولم نلقى إلا مناهضة للقرار ووقوفاً مع الصحفي إلا من خلال مواقع الإنترنت وهذا أمر جيد ، لكن لا ندري هل هذا يحقق المأمول ؟ .
ما نجده الآن في معظم الدول من نقابات متخصصة كلٌ في مجالها حتى تُسمع المسؤلين صوت تابعيها وتطالب بحقوقهم ، كل هذا دلالة على أهمية الصوت الجماعي والمؤسساتي في تلبية المطالب وإعطاء الحقوق .
للأسف نحن في بلدنا ينقصنا الكثير لتكون لنا ثقافة المطالبة بالحقوق وتكوين المؤسسات التي تعنى بهذا الشأن وتحاول أن تسمع صوت الفرد والمجتمع لدى المسؤلين وصناع القرار .
وقد ذكرت في مقال سابق ( الجمعيات الخيرية رؤى وأفكار ) ما يمكن أن تحققه هذه الجمعيات عندما تسعى إلى تكوين لجان تهتم بالمجتمع والفرد وتحاول أن توجد لها صوت مسموع ، ونحن والحمد لله نملك في مجتمعنا شخصيات ذات صوت مسموع لدى صناع القرار والمسؤلين ، فلماذا لا تحاول هذه المؤسسات أن تُسمع صوت أبناءها وبناتها من خلال هذه المؤسسات .