العقرب الأسود(أمريكا)..سياساتٌ لفرض الهيمنة!!
العالم أصبح قرية صغيرة، إلا أننا نغفل عن الكثير من الحقائق والمؤامرات التي تُحاك ضد الإسلام بدرجة أولى، وضدنا بدرجةٍ ثانية..
العديد من الهيئات واللجان المتخصصة في الغرب من أجل سحق كرامة الشعوب المناوئة للشيطان الأكبر -كما يسميها الإمام الخميني- والتي تهدفُ من ضمن ما تهدف السيطرة على خيرات العالم وابتزاز مقدراته، حتى وإن انجم عنها العار والدمار الشاملين، و (أبو غريب) حكاية مصغرة تنبأ عن بعض تلك الوقاحة المغلفة بألف شعار وشعار!
كل ذلك ما هو إلا جزء لا يتجزأ من لعبة الشطرنج التي لابد وأن يفوز بها وإن كان ذلك على رؤوس الملايين من الأطفال والأبرياء، لأنها أخطبوط لا يعرف لرحمة طريق، فقط رحمة السيف والبندقية!
لذلك تصرخ الشعوب الحرة بحاجتها الماسة والملحة في تحصيل قيادات دينية قوية،ترد لهذه الأمة كرامتها، ولملايين المستضعفين اعتبارهم بأن تفقأ عين ذلك العقرب الدموي!
وحتى نجد ذلك الزعيم، لابد من تهيئة الأجواء بنشر الثقافة الحية لتنمو فينا روح الطليعة، فلعل من بيننا يولد الزعيم، أو نستطيع كشف تلك المؤامرة التي لا يزال دخانها يُزكم المناخير..
ومن باب أضعف الإيمان، يجب أن نطلع على تلك العقلية المجنونة التي يسير عليها الخصم، حتى نتحرى الكمين فلا نقع فيه. ومن تلك السياسات المتبعة.
1- الحمل المظلوم: الثعالب الماكرة ترتدي الألبسة والأقنعة التي بها تظلل على مآربها الخبيثة، ف (فقميص عثمان) كثيراً ما يرفع بطريقة عصرية من أجل حلب المصالح وبشرعية تامة، وحادثة (البنتاجون) شاهدُ عيان واضح.
2- الحرب النفسية: من الأساليب المبتكرة لتحقيق هدف ذلك الشيطان الأرعن،الرشق النفسي، فلا يميل لاستخدام القذائف ولا الصواريخ ولا القنابل، ولا شيء من تلك الترسانات العسكرية، فقط الهجوم على كسب الجولة من خلال الهزيمة المعنوية،وتحطيم المشاعر وإضفاء الإحباطات المتوالية.
فالإذاعات التلفزيونية مسرح لتلك الأشباح التي ترقص وتطبل بطريقتها، لتحقيق تلك الألاعيب، فبعض تلك الثقافات الموجهة تبث بمبالغ طائلة، وبعضها -للأسف- تمرق لسذاجة بعض القنوات مجاناً!!
3- خلف الكواليس: الإجرام الأمريكي يرسم سياساته ليلاً دونما إفصاح، فلا يعترف بأسلوبه القديم، بل يظهر التبسم ويتأبط الخديعة، فلا يكشف عن نواياه في الفضائيات، وبذلك يفر من المطرقة والسندان، وما ترى إلا الكرة كيف تتحرك في الميدان؟، من غير لاعبين، فقط (بالرموت كنترول)!
4- قذف التهم: في عصرنا الحالي هناك ألف (عمر بن العاص)، يذبحون الذبيح ويبكون خلف جنازته، بل يلوون عنق تلك الأخطاء والجرائم، إلى الطرف المضاد، لذا يبقى (الإسلاميون في قفص الاتهام)، وحينما نريد أن نرد الاعتبار أو نقلب الطاولة عندها يتعين علينا أن نقلبها مرتين!
5- عكس المعادلات: في الثقافة الغربية ظاهرة التدليس، وإخفاء الحقائق، فالبيت الأسود، لابد أن يُطلى باللون الأبيض، ومن مرآة الغرب نجد أن الظالم ما هو غلا مظلوم، أما المظلوم هو سبب مسلسلات الدمار، ومصدر العمليات الإرهابية الدولية، وعندما نريد أن نعطي مثالاً نقترب من البحر الميت، لنشهد كيف أن (فلسطين) السليبة مسرحاً تطبيقياً لقلب تلك المعادلة؟
6- فوق التل: الرقم الصعب في السياسة الأمريكية، سهلٌ بالنسبة لها، إذ لا أسهل من تقمص أدوار الشياطين والعفاريت التي تسكب الزيت على النار، وتشعل أوار الفتن بين الغريب والقريب، وتبقى مستمتعةً فوق التل، تتأمل روعة الدماء بين الفريقين..
7-الرأي العام: من النقاط الهامة التي تسعى لها تلك الحكومات مكيجة الأوضاع، حيث تبذل المبالغ الطائلة والتي تصل بالملايين من اجل كسب الرأي العام الداخلي والخارجي، في تصنع المستحيل من أجل أن تضمن أن الرأي العام العالمي في جيبها، وهذا ما يدعى بـ (الحرب الباردة)..
فهي بمثابة (الماء) للمسالخ البشرية، فبعد المجزرة المهولة، حمام ساخن للغسيل الشامل بالمطهرات والملمعات، لتبقى المسالخ مجهزة لوليمة قادمة أكثر دسومة!
8- السلاح العقدي: في السابق كانت التصفية من نصيب (السوفايت)، أما اليوم جاء الدور على (أمة محمد)، فالثقافة التي تسعى لخلق خصم لها لابد أن تبحث عن الخصم المناسب لتصفيته، ولزرع العداوة معه، لذا تلفق بعض المؤامرات وتزوق بعض التهم، وإن لم تجد، يكفي أن تستخدم السلاح العقدي، حيث لا نزال نعيش تحت وطأة الحروب الصليبية -كما يقولون ويصرحون- فالحربُ قائمةٌ على قدم وساق، وليس بالضرورة أن تدشن الترسانات العسكرية، بل لعل الحرب الفكرية والثقافية والعقدية، من أكثر تلك الحروب ضراوة، لأن النوايا انطوت على الإطاحة بالعروش من القواعد..
9- التحالفات: فطن الأمريكان لحكمة (حزمة الحطب)، لذا تآزرت تلك القوي أمام تفرقنا وتبعثر كلماتنا حول ذواتنا فهي تسعى سعيها الدؤوب من اجل مصالح تراها في عيونها ولا ترضى أن تحيد عن تلك الأهداف قيد أنملة، وإن وجدت خلافات في تلك التحالفات فهي منصهرة، أمام الهدف الأكبر، والعين ترضي أن تتقاسم ثروة (الشرق الأوسط الكبير)!
10- الهدم من الداخل: الحصون المحطمة من الداخل سهلة التحطيم والغزو، بل هي في غاية السهولة بمكان أن تطاح وان تبتز خيراتها، ويتم إجراء هذه العمليات لنخر عظام المجتمع حتى النخاع، وذلك بتدشين الحروب الأهلية، وغرس القنابل الطائفية الموقوتة مغير الموقوتة، لتحطيم رؤوس القوى الداخلية ذاتياً.. دون أن تتكبد أي لون من ألوان الخسائر.. حيث يعد ذلك نوعاً من أنواع الاستثمار، وتصفية ذاتية مريحة، ومن غير أي عناء. ومن خلال تطوير تلك الارتباكات الأهلية والعشائرية، تشغل (الحكومات) في التخلص من تلك القلاقل وتقمع تلك المظاهرات الشعبية، التي يُبذل المستحيل لإخمادها.. وبالتالي لن تستطيع أن تمد أطماعها إلى مطامع أكبر قد تمس حدودها الحمر!
11- قمع الأحزاب: ومع كل ذلك، قد لا تنطلى تلك العبقريات أمام الجميع، خصوصاً الفئات والأحزاب المسيسة، لذا تضع تلك الحكومات، بنوداً تسعى من خلالها الإطاحة، بكل الأحزاب المناوئة ولو تدريجيا،، لذا لا تهدأ فأغرتهم، إلا من إخماد ذلك الصوت الهادر المجلجل من تلك الأحزاب الواعية، والتي تسعى للتحرر، فتقذف من تشاء بالإرهاب، وتقذف من تشاء بالتواطئ، وهكذا حتى، يتم اجتثاث تلك الأحزاب، ولو بالسلاح الدموي.
12- إخافة الشعوب: أمريكا حينما تستعرض العضلات التقنية المسلحة الحديثة، فهي تهدف فيما تهدف، للعب في منحى (توازن الرعب) لذا الشعوب، حيث يُعد ذلك نوعاً من أنواع (التلويح بالعصا)، فهي تشد الأعصاب، وتشحن أدمغة الشعوب البسيطة، بالكثير من المخاوف، وحتى لا تتمادى جمجمة من تسول له نفسه، باقتحام تلك الدهاليز المحظورة، فتغلق صناديق التفكير، من جذر (اللاشعور) فضلاً عن ممارسة التفكير الفعلي..
لم تقتصر تلك السياسات عند هذا الحد من الابتكار، بل لا تزال تفكر في طرق كل جديد، من أجل أن تبقى محافظةً على تلك الهيمنة.. التي نرجوا أن نوفق لأن نكون من أولئك الأفذاذ الذين يساهمون في سحق تلك البراثن المرعبة!!
22/3/1426هـ.