شهيد المحراب " السيد الحكيم " في ذكرى استشهاده ..
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ (169) سورة آل عمران
يا حكيم إلـى الجنـان الوفـود دائم العيش أنت أنـت الشهيـد
لـك منـا تحـيـة وســلام ودعاء لـه استجـاب المجيـد
فاقرأوا للشهيد سبـع المثانـي رحـم الله مـن قـرى ويعيـد
وعلى المصطفى كذا الآل صلوا بقلـوب مـن الهـدى تستفيـد
" قليل هم الذين يحملون المبادئ ..وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ ..وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم فهم قليل من قليل من قليل ..ولا يمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق وهو طريق الشهادة .. "
ستبقى الشهادة سبيل الأحرار.. وسيبقى الشهداء أنوارا مضيئة في درب الجهاد والتحرير، وسيضل درب الشهيد السيد الحكيم مبعثاً للروح الجهادية في الشعب العراقي على منصة الحرية والعزة والاستقلال...
لا ندري أنبكي على السيد الحكيم أم على أنفسنا أم على قاتليه!!
ولكننا في جميع الأحوال نبكي..لأن الدموع تأبى إلا أن تتساقط عندما تدرك الأعين أنها لن تكحل برؤياه من جديد..
رحمة الله عليك سيدي يا ابا حيدر وعلى الأرواح الطاهرة التي رافقتك وحضيت بالشهادة معك الى جنات الخلد سيدي ..
غبت عن أعيننا .. لكنك لم تغب عن قلوبنا .. فهنيئاً لك الشهادة ..
ماذا أراد الفاجرون بسفك دمك .. هل أرادوا محو اسمك ..أم خربشة رسمك .. هيهات لم يفلحوا .. بل حفروا أسمك في قلوبنا .. عندما قطعّوا ببغيهم جسمك .. تبا لهاتيك الضمائر
السلام على الارواح الطاهرة .. السلام على الاجساد المتناثرة .. السلام على العمامة السوداء التي أمتزج لونها بلون دمك الطاهر ..
السلام على الدماء الطاهرة .. التي نزفت من جسم طاهر .. متغذٍ بعلوم أهل البيت عليهم السلام .. متلألئاً بنورهم .. متمسكٌ بنهجهم ..
حتى غدا بين الورى عالما .. له مكانته ومنزلته العالية .. يرتوي منه الكثير من عطاشى العلم ..
وهب حياته للعلم والمعرفة .. وعذِّب وهجِّر من وطنه الى بلاد الغربة .. ولكنه صبر حتى انتصر على من آذوه .. بالحق ..
طلب من العلي الأعلى .. ان يجعله في مقام الشهداء .. فكان له ما أراد في محرابه .. وهو يؤذي احد واجباته تجاه خالقه .. على يد نفوس حقدت عليه لمنزلته العليا عند الباري .. عند
ضريح وصي المصطفى "ص" .. ماذا أقول.....انها لجريمة نكراء .. جريمة ارتكبها أناس يأسوا من رحمة الله ..أناس تلّبس الشيطان بأرواحهم...فأعمى أعينهم وا أسفاه عليك يا سيدي ..
وا أسفاه عليك يا من خدم الإسلام وأهل الإسلام .. وا أسفاه عليك يا شهيد المحراب .. لقد سعد رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة الأطهار يلقياك في جنة الفردوس...واحترقت قلوبنا
لفراقك...فهنيئا لك الفردوس يا سيدي
لن يكون استشهادك يا سيدي إلا شعلة وفتيل سيفجر شعور الغضب المكبوت وسوف تتحول أشلاء جسدك الطاهر الى شظايا ستخترق أجساد الظالمين الأنجاس الأرذال....ومهما يكن وراء هذه الجريمة القذرة سوف ينكشف وسوف يسلخ جلده أمام أعين الغاضبين....والعاقبة للمتقين.
أقول ياسيدي....أبى جدّك أمير المؤمنين إلا أن يبقيك بقربه وأن ينتزعك من هذه الدنيا الدنيئة الى رحاب الملكوت العظيم..فطوبى لك سيدي....الشهادة وقليل من يرزق هذا الشرف العظيم.
رحم الله الشهداء الأبرار ورحم الله الشهيد السعيد آية الله الحكيم الذي وفد على رب كريم، سائلين الله تعالى أن يرفع درجاته ويسكنه مع آبائه وأجداده من آل بيت النبي .
وأنا بهذه الفـاجعة الأليمة لشهادة هذا العـالـِم الجليل سماحة السيد محمد باقر الحكيم الذي واصل جهاده المخلص حتى استشهاده نقدّم التعازي للشعب العراقي المسلم وبالأخص عائلة الشهيد السعيد واصدقائه وكل محبيه ..
وأسأل الله أن يرحم شهيدنا البار ويتغمده بواسع رحمته ..إنه سميع الدعاء ..والسلام على عباده الصالحين.
3061426