قبس من نور علي
بحثت عنك بين دفات الحقائق فرأيتك شمسا ساطعة بنورها رغم محاولات تغطيتها الوهنة،شمسا أرسلت ولا زالت ترسل أشعتها الوهاجة إلى ذات الإسلام فتخرق الحجب وتقتل الظلام.
حاولت تجفيف منابع جهلي بالتعرض لأشعتك المباركة فأول شعاع تعرضت له أن الكعبة اغتسلت بالنور واكتست بالعظمة لتشريفك فيها وكأني بها وقد ارتسم على محياها ابتسامة فرح وبهجة لملقاك الجليل .
وثاني شعاع أنك رضعت من القداسة وأن الملائكة ناغتك في مهدك وأن جَنان ابن عمك مترع بمسرة ولادتك لتحمل راية الإيمان وتدافع برفقة النبي عن النهج الإلهي الذي جاء لينقذ الناس من الظلمات إلى النور.
أما الشعاع الثالث فهو كتلة أشعة متحدة ألا وهو شعاع الأخلاق عند صاحب الأخلاق الكريمة والسجايا العظيمة وقد تجلى ذلك من خلال ثلاثة أشعة أولها:الأخلاق مع الله فقد كان علي رمز الإخلاص في العبادة وقمة الأخلاق مع الله حيث كان لا يخطو خطوة إلا وهو يعلم أنه في عين الله ، أما الأخلاق مع النفس فقد أزهد الناس تجاه نفسه حتى إبان الخلافة،وكان عدوا للدنيا وزخارفها ويكفيك قوله"يا دنيا غري غيري يا دنيا غري غيري"، أما بالنسبة للأخلاق مع الناس فقد كان سلام الله عليه منبع السخاء وكهف المساكين وملاذ المظلومين .....
أما الشعاع الرابع فقد تعلمت أن سيرة أمير المؤمنين خير دستور وأنه حبه خير عقيدة.
وهذه الأشعة لا متناهية لأنه الشمس أشعتها لامتناهية.
جعلنا الله وإياكم ممن يتخذ شمس علي ظلاً من شموس الضلال