الجار الجنب
قال تعالى ﴿ وعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم أن الله لايحب من كان مختالاً فخوراً ﴾ (1)
قدّم الإسلام العزيز لكل فئات المجتمع حقوقاً وواجبات وبدأ بالأقرب وهم أفراد الأسرة أولاً من أم وأب.. وغيرهم، ثم تدرج إلى أن وصل للجار الذي أعطاه الكثير من الحقوق وشدد عليها من زيارته وعيادته ومودته... إلى غير ذلك من الحقوق .
ويجدر بنا هنا مناقشة هذه الحقوق هل لازال الإنسان المسلم محافظ عليها ويعمل بوصية الرسول الأعظم عندما قال (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) (2)
هل لازالت الناس على عهدها من معاملة الجار بالحسنى ومراعي كافة حقوقه تلك ؟
ويأتي الجواب سلبياً للأسف ولاسيما في المدن التي بدأ فيها تنكر الجار للجار فبدل من أن يراعي الحقوق السالفة الذكر ويتعاهده بمزيد من السؤال عن أحواله وأوضاعه ويقدّم له مايحتاجه ولاسيما أن كان ذلك الجار ضعيفاً وشيخاً لايقدرعلى الحركة وكسب رزقه بيده – يهمل إلى درجة أنه أحياناً يمر الجار بجاره ولا يسلم عليه ،لايلقي عليه تحية الإسلام التي من المفترض أن لاتنقطع بين المسلم وأخيه المسلم ، وقد يقول قائل أنا لاأعرف فلان فكيف أسلم عليه ونقول له ألم تسمع قول المصطفى (سلم على من عرفت وعلى من لم تعرف )(3) فكيف والحال أن السلام صار مقطوع حتى بين الجار وجاره.
وليس هذا فحسب بل لربما يمرض الجارفلايعلم جاره الذي بجانبه ، ويزداد الأمر سوءاً وفظاعة عندما يموت ذلك الجار بدون علم جيرانه ولا يعلم بموته إلا بعد أن تطفح رائحة موته؟!!
بعد هذا كله نتذكر قول المصطفى (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع) (4)عجباً لايؤمن من يبيت شبعاً وجاره جائع ، فهل يؤمن من يموت جاره بجواره وهولا يعلم به ولم يسأل عنه ؟
والسؤال ؟؟ لماذا بات المسلم لايهتم بجاره ولا يوليه الاهتمام الذي أولاه إياه الدين الحنيف ؟
هل لضعف الترابط الاجتماعي ؟ إذاً السؤال يعيد نفسه ولماذا هذا الضعف في الترابط الاجتماعي ؟! هنا أسئلة تريد إجابة ، وواقعاً أنه من ضمن الحلول أن أبدأ بنفسي أولاً فأصل جاري وأزوره وأتودد إليه ، لأنه عندما أأمر بشيء لابد أن أبدأ بنفسي أولاً حتى تحتذي الناس بي والآمر بالمعروف أولى بتطبيقه ، فلو أن كل إنسان كان هذا تفكيره لم نصب بما أصبنا به ، ولاننسا قول الباري جلا وعلا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) (5)
وقول الشاعر: يأيها الرجل العلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم