التغيير
قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ (11) سورة الرعد.
من أين يبدأ التغيير؟
وكيف تجري سنة الله فيه؟
أهل يملك الإنسان الإرادة الحرة في تغيير نفسه؟
أم لابد له من الاعتماد الكلي على خالقه في أن يغير ما في نفسه؟
أهل يبدأ في التغير من الجانب الروحي أو الأخلاقي أو الفكري أو الاجتماعي، أو أياً كان، أم من هم جميعا؟
أو من خلال الاقتراب من كتاب الله المقدس، والتقرب من منهج أهل البيت عليهم السلام..؟
نعم.. أنه كتاب الله، نور الحياة الذي نبصر به ظلام نفوسنا المذنبة التي ظلت تعيش حياتها مبتعدة غافلة عن كتاب الله الكريم، ونراها مع ذلك تريد حلا لمشاكلها وهي غير مرتبطة بذات الله ولاهي منصبة في كتاب الله ووحيه.
من أراد الله والقرب منه فليتمسك بكتابه تعالى وبتعاليمه، فكتابه حقا هو النور الذي يجدر البحث عنه، وهو موجود أمامنا، لكن نراه ولا نعمل به. ففيه كل شيء نعاني منه، دواء وشفاء، ولا نغترف منه ولو جزءً لحل مشاكلنا وتقويماً لحياتنا وسلوكنا كيما نكون على استقامة وجادة لا انحراف فيها، وزادا للآخرة وشفاعة من نار جهنم الحامية.
فالقران هُجِرَ ويُهجَر بذنوبنا، نعاني من الأمراض من كثرة ابتعادنا عن كتابه وتعاليمه، فكيف نريد أن نتغير ليغير الله ما بنا بغير اللجوء إلى كتابه والتحصن به؟.
فليكون حصنا منيعا واقيا لابد من المبادرة منا نحن ومن ثم الله سبحانه و تعالى يتم لنا ويغير ما بنا. فلنكن راغبين بنية صادقة في التغيير، وراغبين في الجهاد الحقيقي وهو جهاد النفس، والتصميم على التغيير الحقيقي رغبة فيه تعالى، وسلوكا إلى درب الخير الذي هو طريق إلى لقائه، مصافحين كتاب الله بجبل تعاليمه، غير راغبين عنه وتاركين الدنيا وسيلة لنا لرضاه والتزود من مناجاته بكلامه ودرره.