ماذا بعد الحوار الوطني !!
إن الحوار الوطني الذي احتضن أبناء المذهب الشيعي والسني لهو حدث تاريخي يسجل في صفحات التاريخ, يوحي لنا أفول الفكر الأحادي الاتجاه, والذي لا يقبل الآخر، ويدَّعي أنه على حق دائمًا.
يخرجنا من عزلتنا التي طالما زحفت بإقدامها إلى عقولنا لتقذف بتلك الخطوات حمم تحرق أوردة القلب جراء العزلة بيننا وبين إخواننا من المذهب السني, والذي فرضها علينا الفكر المنغلق والغير قابل للفل والحل والتعاطي مع الآخرين . إن التسامح وقبول الآخر بغض النظر عن اللون والجنس والمذهب لهو مبدأ أسسه الإسلام ونحن أحق من غيرنا بتجسيده على ارض الوطن الذي يحتضننا, بعيدا عن التطرف وهي حقيقة نشهدها نلمسها مصباح ثقيل ينبعث منه الظلام مما يجعل الفرد ,لا يبصر الحق من الباطل , ولا من احد ينكر أن التطرف يظهر بأسوأ صوره في مجتمعاتنا.
كوننا مسلمين والحمد لله :والإسلام من أرسى قواعد الإنسان المسلم الرسالي والتي تكون انطلاقته من خلال آيات القران الكريم الذي يدعونا إلى نشر الدين الحق والأخلاق الكريمة والتالف بين الأمة ,نؤمن جميعا بأن الدين مصدر للأخلاق والقيم الرفيعة، التي تنزه الإنسان عن كل ما يكدر صفاء روحه التي فطرت على حب الآخرين وان اختلفت معتقداتهم فلكل واحد منهم حرية الاعتقاد .فيما يشاء مادام لا يمس الدين والأعراف والتقاليد خاصة ممن يعيش معنا ,الدين الإسلامي لا يسمح لك ,أن تجبر الآخرين على إعتاق مذهبك ومعتقدك,وهذا يدفعنا إلى أن نسأل أنفسنا دائما . لما هذه العزلة بيننا وبين المذاهب الأخرى
- من أين نشأ الفكر المتطرف ؟
لذا أتمنى أن تفعل مثل تلك الحوارات الرائعة ,والتي تملأ القلوب املآ واطمئناناً, في تنمية الحس الوطني والشعور القومي، بعيدا عن العصبية و القبلية الجاهلية ، بل في إطار التعاون بين سائر الشعوب ضمن حدود الحق والعدل والأخوة، فلنحصد ثمارها الحسنة ,ونلنفض كل ما يفرقنا ,خلقنا لنعمر الأرض بالحب والتآخي ,لنشيد فكراُ وثقافة نزود بها العقل وتكريس كافة الجهود لتربية الفرد وإعداده إعدادا وطنياً صالحاً نبني كيان قوي وفكر منطقي عاطفي ,بدلاُ من التخبطات التي تجعلنا لقمة سهلة المتناول بيد أعداء الدين .