قف أنت فاشل!!
في غمار الحياة تترادف الأحداث حاملةً في سياقها الكثير من الجمل المترادفة و المتضادة, و في مجتمعٍ يحوي مجموعة تحمل الفكر المستنير تتعالى الطموحات إلى أن تصل حد اللا منتهى, و في غضون ذلك الكثير الكثير.
بتركيز النظر على إحداثيات معادلة العمل الجاد في سبيل الصعود..، نجد أن هناك عاملاً يفسد من عملية توازن المعادلة تحت مسمى (النقد). لا أقصد بكلامي ذلك الدافع و التوجيه المنطقي و المعنوي و الذي يحث و يشجع إلى المضي قدماً و بلوغ العلى و تجاوز العثرات, بل أوجه كلامي إلى ذلك العمل اللاذع المنطوي تحت قناع (النقد) و لكنه حقيقةً معول هدم نابت في أعماق بعض النفوس المريضة في سبيل تحطيم القلاع و القصور التي يبنيها الآخرين بجهودهم, متغافلين أو غافلين في ذلك عن كل سبل التوجيه و النقد البناء. و لذلك الفعل وجهين:
- الوجه الأول: نقد الجاهل الذي لا يلم بأسلوب النقد القويم:
فالشخص هنا يبدأ بالتهكم و النقد غافلاً عن الأسلوب المتوازن في طرح ملاحظاته, جاهلاً بمقدار الجهد المبذول من متلقي النقد في عمله, فعلى سبيل المثال لو أن شخصاً تبنى أحد المشاريع الخيرية و بذل الجهد و العمل الجاد المتفاني متحاملاً على نفسه و مكلفاً إياها فوق طاقتها, يتفاجأ بعد ذلك بسبب غلط بسيط أن أحد الأشخاص يبدءا في التهتك عليه بكلمات طاعنه لا تحمل و لا ذرة تقدير لما أنجز بسبب غلط بسيط, كلمات إحباطية قادرة في بعض الأحيان على إخماد شعلة الطموح المتوقدة في أعماق ذلك الشخص. كلمات أراد بها قائلها الخير و لكن من غير وعي و لا أسلوب أو توجيه قويم, فأصاب بها بسبب جهلة عكس ما ابتغى.
- الوجه الثاني: النقد الشيطاني الهادم:
ففي هذا النوع نجد أن نية الناقد في الأساس محاولة هدم ذلك الطموح المتوهج و الصعود بالنفس على السبيل الشخصي و الجماعي, فيبدءا بنقع سهامه في سم الألفاظ اللاذعة و المفتقرة إلى أقل درجات الوعي ليطلقها على تلك الشعلة بدوافع شيطانية مثل الغيرة و عدم حب الخير, فتصيب تارة و تخيب تارة و لكنها في الأغلب ما تقوم بالدور السلبي الهادم.
- كيف نتعامل مع ذلك النقد؟
يختلف الناس في مقدرتهم على تحمل تلك الأساليب الجارحة من النقد وفي أغلب الأحيان تصيب مقتلاً, مما يؤدي إلى تأخر بعض الأعمال وتراجع الكثير من الشخصيات التي كان مرتقباً لها أن تكون في أعلى عليين. يجب أن تتحلى بالروح الواسعة المرنة المتصفة بالثبات بما تعمل المكتسبة للثقة التي لا تزعزعها كل تلك الأعاصير لنتمكن أن نسير في خطى ثابتة نحو الأفضل, متجاهلين كل الكلمات التي لا تصب في طريق النمو, و مقاومين لمفعولها السلبي, بصلابة الموقف و اليقين و إدراك أن ما كان لله لا يضيع.