اليوم العالمي للشباب

أ . بدر الشبيب *
اقرأ للكاتب أيضاً


يوم التاسع من المحرم ينبغي أن يكون يوم الشباب بامتياز، فصاحب المناسبة زين الشباب علي الأكبر بن الإمام الحسين ، هذا الشاب كان أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله ، وسطر في عاشوراء أروع صور الوعي والتضحية في سبيل دينه وقيمه، أما الوعي فقد تمثل في حواره مع أبيه الحسين ، وهذا نصه كما نقله الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه ( حياة الإمام الحسين بن علي دراسة وتحليل) نقلا عن تاريخ الإسلام للذهبي:

وخفق الإمام الحسين وقت الظهيرة فرأى رؤيا أفزعته، فانتبه مذهولا فأقبل عليه ولده البار علي الأكبر فقال له:

- ما لي أراك فزعا؟
- رأيت رؤيا أهالتني
- خيرا رأيت؟

وفاجأه أبوه بالرؤيا المفجعة  قائلا:
" رأيت فارسا وقف علي، وهو يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة، فعلمت أن أنفسنا نعيت إلينا"
- ألسنا على الحق؟
- بلى والذي إليه مرجع العباد
- يا أبت لا نبالي بالموت
الموت مسألة حتمية على جميع العباد، وكما قال الإمام الحسين : خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما دام الأمر كذلك فالمهم بالنسبة لعلي الأكبر هو أن يكون على الحق، وبعد ذلك لا يبالي وقع على الموت أم وقع الموت عليه.
أما التضحية فلا أدل عليها من بذل نفسه، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، بخاصة إذا رافقه وعي ثاقب، لا كما نشهده في الساحة الإسلامية من قبل أولئك الموتورين الذين يجودون بأنفسهم مستهدفين قتل النفوس البريئة ﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) سورة الكهف
ما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات إلى تقديم هذا المثال الناصع لشباب العالم أجمع ليتعلم منه النبل والعزة والكرامة والتضحية، ويدرك كيف يمكنه أن يستثمر طاقاته وعنفوانه في سبيل رفعة الأمة ونصرة الحق. فالشباب الذي يحب إثبات شخصيته ، والشباب الذي ينزع للحرية والاستقلال، والشباب الذي يندفع للتجمل والتزين، والشباب الذي يتحمس للفكرة ويدافع عنها، يمكنه أن يجد الإطار السليم لكل ذلك في علي الأكبر إذا أحسنا تقديمه إليه، ولتكن البداية بجعل التاسع من المحرم يوما مخصصا للشباب وقضايا الشباب.

 

أديب وكاتب وباحث في علوم اهل البيت عليهم السلام