هي ونصفها الآخر (2)الاحتياجات الدينية للزوجة

إذا جاز لنا تقسيم احتياجات المرأة من زوجها على سبيل المثال لا الحصر دينيه ، نفسيه ، اجتماعيه ولنبدأ بالاحتياجات الدينية

1ـ احتياجات دينيه ..

قال تعالى ﴿ ياايها الذين ءامنو قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودوها النار والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد ..

من هذه الآية نستشف أنه يقع على عاتق الزوج مسؤلية التوجيه الديني والالتزام الشرعي لزوجته فالتذكير والإرشاد من الزوج واجب شرعي سيُسأل عنه أمام الله .. هذه الإنسانة التي ستكمل معك مشوار حياتك وعلى يدها سيتربى أطفالك لابد أن تنال بالغ اهتمامك  في الإرشاد والتوجيه خاصة في الأمور الدينية والمسائل الشرعية فما أجمل لو أولى الزوجان الأحاديث الدينية نصيبا من الأحاديث التي يتبادلانها وحظاً من المواضيع التي يخوضون فيها ....
قال رسول الله ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته  )

قد تخجل الزوجة من فعل شي مهين متجاوز للحدود الشرعية وهي ترى ما عليه زوجها من الإلتزام والإيمان ولكنها لا تتورع عنه أبدا إذا رأت في زوجها قابليه له وموافقة عليه إذاً فإيمان الزوج حقاً هو حصن له ولأهله من إرتكاب الذنوب ولذلك يحتاج الزوجان لفيتامين (ر ) روحانيات تُوجد في جلسه إيمانيه بحضور علم نافع وهو مهم وضروري لتجديد كريات الدم الإيمانية وإزالة الصدأ عن شرايين القلب وتنقية الروح من الفتور الإيماني الذي يعكر صفو الحياة

 من المؤكد أن الزوجة تشعر بالسعادة والاطمئنان عندما ترى زوجها وقد تزين بلباس التقوى وتحلى بزينة الإيمان  واتشح برداء الخوف من الله ومراقبته في كل شي فان الإطمئنان سيُدفْئ قلبها والأمان سيغمر نفسها لأنها تعلم أن زمام أمرها وقيادة عجله حياتها في يد أمينة تخاف الله وتراقب أمره في أدق تفاصيل حياتها .
جاء رجل إلى الإمام الصادق يسألُه في رجل تقدم لابنته خاطباً فقال له الإمام ( زوجها من تقي فانه إن أحبها أكرمها وان أبغضها لم يظلمها )

كما أن الزوجة تحب أن تري في زوجها قدوه متحركة لها ولأبنائها لما لذلك من أثر في خلق أجواء إيمانية داخل البيت وتوجيهه فكر وتطلعات الأولاد الوجهة السليمة وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كلما زاد إلتزام الزوج الديني كلما شعرت الزوجة بالمسؤليه  أكثر تجاه هذا الزوج المؤمن فإذا رأت بريق الإيمان في عينيه فإنها بالطبع سترى ذلك النور الذي يغمر بيتها أمناً  وسلاماً ورحمةً ومودة بل إنها ستشعر برفيف أجنحة الملائكة تشاركها مسكنها وتبارك لها حياتها .

أحد الأخوة المؤمنين غرس في زوجته وأبنائه مبدأًًًٍٍ وعلمهم عملاً كواجب يومي لابد من القيام به كل ليله قبل النوم . هذا العمل  قد يبدو بسيطاً في ظاهره ولكن مقامه في السماء عظيم وما ذلك إلا أنه قبل أن ينام أحدكم فليتوجه نحو الحسين ويقول : السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا بن  الزهراء ، وما أسهل هذا العمل ولكن ماذا كان أثره على تلك العائلة ، باتوا تجللهم الرحمة وأصبحوا وكأن الحسين يعيش معهم فلا يذكر شي في ذلك البيت إلا وكان الحسين محورهُ وقطب رحاه ...............

إجمالاً : لو فتشت كل امرأة في خبايا نفسها ستشعر أنها بحاجة شديدة لمصل يقوي الجانب الروحي الإيماني لديها ولن تجد أقرب من زوجها يغذيها به ، وكم هو جميل لو أدرك الزوج هذه الحاجة الملحة ولباها عند زوجته ، ولنا وقفة حول احتياجات أخرى تريدها الزوجة من نصفها الآخر  إن شاء الله تعالى

 

- القرآن الكريم التحريم (66)
- البحار مرجع سابق
- الكافي للكليني