فلنخصّص ليلة حبيب لعرض موضوع قرآني
محرّم الحسين ونشر الثقافة القرآنية
من الأمور المحزنة في بلادنا قلة الإقبال على الدرس القرآني والثقافة القرآنية.
وتمثل أيام عاشوراء الحسين مناسبة دينية مقدّسة يتقاطر فيها جميع أبناء مجتمعنا الغالي إلى مجالس الحسين، وقلوبهم مهيأة ومتلهفة للاستماع لكلّ ما يُبرز الثقافة الحسينية والأخلاق الحسينية الفذة.
وهنا تزدهي نقطة تقاطع بهيجة ينبغي أن نستغلّها لعرض الثقافة القرآنية من خلال سيّد الشهداء وآله الكرام وصحبه المبارك:
فالحسين لن يفتأ في كلّ خطبة وحدث وموقف يصدر من القرآن الكريم، ويستشهد بالقرآن الكريم، ويحاكي القرآن الكريم.
وتمثل (ليلة السادس) من محرّم الحرام الفرصة الأنسب لعرض موضوع قرآني:
1ـ ففيها سنصغي إلى الثناء العبق الزكي الذي سكبه الإمام الحسين في مسمع حبيب بن مظاهر الأسدي، وقال فيه:
"لله درّك يا حبيب!!، لقد كنتَ فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة".
2ـ وفيها سنسمع الجيش الأموي الغادر يقول لكعب بن جابر الأزدي حين طعن برير بن خضير الحضرمي الهمداني:
"ويلك!!، هذا الذي كان يعلّمنا القرآن في مسجد الكوفة".
ولما انتهت فاجعة كربلاء الأليمة، ورجع كعب بن جابر الأزدي إلى بيته في الكوفة قالت له زوجته:
"أعنتَ على ابن فاطمة، وقتلتَ بريراً سيّد القراء، لا أكلّمك أبداً".
حريّ بنا، وبعلمائنا الأجلاء وخطبائنا الأعزاء الكرام، أن نخصّص ليلة السادس من محرّم (ليلة حبيب) من كلّ عام لعرض موضوع قرآني؛ لربط المجتمع بالثقل الأكبر، من خلال مناسبة عظيمة استُبيح بها الثقل الأصغر؛ لنجمع في قلوبنا ثقافة الثقلين اللذين أوصانا رسول الله بالتمسّك بهما معاً، وقال:
"إنّي مخلّف فيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".