في الذكرى الخامسة لرحيل الشيخ (الشبيب)
حاشاكَ بعـدَ مودةٍ تنساني
يا راحلاً عني وعن شطّاني
يا غارساً شجر الإخاء بخافقي
لولاك ما ازدهرتْ ربى بستاني
غادرتها ثكلى وفي أغصانها
نار الفراق على لظى نيراني
فسقيتُها من لوعتي دمع الأسى
ومددتُ نحو جذورها شرياني
ونفختُ من روحي تعاويذ السما
بمسامها وبثثتها أشجاني
فرأيتها تصطك بين جوانحي
بترنح ٍ وتكسـر الأغصان ِ
يا أنتَ يا هبة الأوائل لم تزلْ
فينا تضوعُ كباقة الريحان ِ
يا أنت يا سمة الخلود تجسدتْ
بتواضع ٍفي صورة الإنسان
حييتَ في زمن تعرى زيفهُ
حتى مضيتَ مطهر الأردان ِ
خمسٌ مضين من السنين وأنت من
خلعَ النقاءُ عليه عمراً ثاني
ها أنتَ أجملُ وردة ٍ فواحة ٍ
بعبيرها بتلطف الألوان ِ
ها أنتَ تبعثُ في النفوس مسرةً
بالذكرِ مثل شقائق النعمان ِ
أرختُ موتك وانتهيتُ فجئتني
وبعثتني من رقدة الوسنان ِ
لأخطّ فيكَ عبارةً شعرية ً
جاءتْ تقولُ من الذي أحياني ؟
فأشرتُ هذا ! أطرقتْ وتبسمتْ
همستْ : أخي إني أرى عنواني !
قلتُ اسكتي لا تنسبيه لأحرفٍ
خرساءَ عاجزةً عـن الإتقـان ِ
هذا الذي أسر الفؤاد وصار لي
رمزاً و في ليل الأسى قرآني