الحسين (ع) ووعي الأمة ..
الوعي .. البصيرة أرصدة عظيمة في ذخيرة الأمم حيث أنها إحدى أهم الرسالات السماوية للمجتمعات الإنسانية التي إن امتلكتها المجتمعات بكافة منظوماتها فإنها ستكون أقوى في كيانها وستكون فاعلة وقادرة على تقديم الإنجازات والعطاءات الخيرة بروح إيمانية أصيلة ..
لذا لابد من أن يكون في هذا العالم من يصنع الوعي ومن ينتجه ، لذا كانت هذه المهمة من أهم وظائف الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين (مبلغي رسالات الله) وهي أهم مهمة تحرك فيها الإمام الحسين وخير شاهد هنا كلمته المدوية (إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) وكل ذلك لإحقاق الحق وإقامة العوج فكشف للناس عبر ثورته الحقائق وفضح من خلالها نظام زمرة يزيد الطاغي فجعل الأمة ببصيرته النافذة تمتلك الوعي الرسالي وذلك الوعي هو الذي صنع النهضة الحسينية وجعل كل مرحلة دقيقة من مسيرتها بما فيها من دروس وعطاءات تمثل معيناً خالداً تغترفُ منهُ الأمم المظلومة والمستضعفة والمسلوبة الحقوق قوةً فكرية ومعنوية تواجهُ بها كل ما يمثل باطل على وجه الأرض..
فهلا سعينا لصياغة مسيرتنا الرسالية من جديد ..!! وهلا سعينا لامتلاك الوعي الإسلامي لنكن حسينيين حقيقيين نشرف نهضة الحسين في العالمين .. !!
2
كربلائيات ..
كونك تبكي وتلطم على الإمام الحسين فلا بد أنك تؤمن بقضية الإمام التي ثار من أجلها ولا بد أنك فهمت أهم المعادلات والمعطيات الثورية التي برزت في كل مرحلة من مراحلها ..
إذن فلا بد أن تعاهد الإمام الشهيد من جديد ولابد أن تجند نفسك وتسلحها بالإيمان القوي لخدمة المبادئ والقيم التي ثار لها الإمام وأن تعيد حساباتك ولا تتبع همزة أو لمزة من الظالمين فلا تظلم ولا تومئ برأسك أو بعينك لباطل .. وهنا لابد أن تردد وتعيد كلمات الولاء التي لابد أن تخرج من صميم قلبك العاشق للحسين فتلبي تلبيات نصرة الحق (لبيك يا حسين) لتخرج من بين شفتيك مردداً حباً أبا الأحرار.. رافضا ظلم يزيد .. وأنظمة القطيع والعبيد ..
3
عاشوراء الحسين وجمرات الولاء ..
ربما حججت إلى الله عبر الحج الأكبر في عرفة .. وربما حججت بروحك فقط مع حجاج بيت الله الحرام .. وربما لم تحج .. ومع كل هذا فإنك لا بد أنك أعلنت الحج مع الحسين في عاشوراء بكل جارحة فيك .. فأنت تتوجه إلى مجلسه لتستمع إلى دروس ومعطيات نهضته العالمية التي تحدثت ومازالت تتحدث عنها كل الديانات السماوية وتترجم معناها ومعنى خلود الانتصار بالدم ..
الأهم من كل ذلك أنك حينما رجمت في الحج فإنك نويت أن ترجم الشيطان الأكبر الذي يمثل (الباطل) بكل المعاني والمقاييس مع تطبيق ومواصلة ما يبرهن إعادة صياغة نفسك وتوجهك مع الله سبحانه وتعالى أي مع الحق وتكمل المسيرة إلى ما بعد الحج لتكون من المحسنين و المتقين المتيقظين لكل ما يحيكه الشيطان من دسائس ومكر للنفس الأمارة بالسوء ..
وكذلك حجنا مع الحسين في عاشوراء يتطلب أن نواصل المسيرة معه بأخذ جمرات الولاء وإتباع خطط الثبات والصمود على خطه المبارك فبحضورنا ونهضتنا لممارسة أدور العمل لله في سبيل الله لإعلاء كلمة الله رجم ليزيد ولأتباعه فهو الشيطان الأكبر في الدولة اليزيدية المعتوهة..