للإنسان موقف !! وللحياة مواقف !!
فيما بين أن نرى أو نسمع ونعايش ونمارس ونسلك فيما بين هذا وذاك وفيما بين ما تجتمع لدى الكثيرين من متناقضات حياتهم ووقائع قناعاتهم هناك دروس وعبر وحكم تتعلم وتعطى و تمارس علينا كنوع من الفنون والوقائع التي تجعلنا نواجه أو نصدم وأحيانآ ننحني لها احتراما وتقديسا لمالها من العلو والرفعة والمكانة والقيمة الفكرية والرؤى العقلية العالية التي حظوا بها هؤلاء ، وأحيانآ أخرى نهزم أمامها لنتساءل بعدها في مواجهة ذاتية مع هذا التناقض كيف يعيش هذا الإنسان وكيف يقيم إنسانيته؟؟ وهل لقيمة اتجاهاته ثمن في الحياة إن مارسها بتناقض فعلي ؟؟..وبأي مستوى يُقيم !!ويُقاس!! سواء بالمجتمع أو بالأطر الأساسية مع عقله وفكره ورغباته ونوازعه النفسية التي تجسده هيكلآ أكثر مما هو روحآ وتفاعلآ مع الآخرين ...
وبعيدآ عن مبادئنا ومثالياتنا العريضة والكبيرة في تمسكنا بأطرنا الشرعية والمقبولة عرفآ والمسيطرة والتي تدعو البشر للتوازن والفهم تارة والعظة تارة أخرى لمن هم أساس أطرنا وقيمنا ومبادئنا وكان لهم دور في مشوار الحياة أمامنا وتقييمه بأسس معينة نكاد نرتقي ويعلى شأننا وترقى قيمنا وسلوكياتنا والتي كان لها وضعآ أن تكون متواجدة في العلاقات الإنسانية بأهدافها وعدم التفرقة فيها بأي مدلول تائه أو رغبة عابرة وان كنا بشر تتحكم فينا احتياجاتنا ونوازعنا ورغباتنا الذاتية وأمنياتنا الاجتماعية والفردية التي تبعدنا تمامآ عن فهم الكثير الكثير منها لتترجم لنا التناقضات ومتغيراتها في الحياة !! إلا إن هناك قوى خفية تتلمس وجودنا الإنساني وهي قدرة ولطف الله علينا التي نحتاجها لحراستنا في يومنا وليلنا مع قدرنا وأقدارنا في أي مواجهة ضاغطة علينا أو مطلوبة منا ..
ومابين العطف والرحمة تارة والتآلف تارة أخرى التي تجعل الإنسان له معيار تظهره أخلاقه عن الآخرين وتُحسن صورته في معاملاته وعلاقاته التي لانرى منها الا الرموز الحقيقية في شخصيته ولوكانت هناك أي مواجهه في موقف إنساني لبرزت ووضحت الصورة المثلى لكينونة هذا الإنسان وجردته من ملكاته التي يجب ان يكون عليها ...
نردد دائما في تعاطينا ومرادفاتنا الاجتماعية أن للإنسان موقف وللحياة مواقف !!!
كيف يكون هذا ؟؟ وكيف تظهر الصورة الذاتية لكينونة هذا الإنسان التي تربطك به كم من العلاقات والمرادفات الاجتماعية مع مواقفه ؟؟ كيف تعرفه ؟؟ كيف تطهره لك الصورة الجلية لكنه العلاقة أو التفاعل بينك وبين ذلك الانسان ؟؟ فقد يقف معك موقف البخيل روحيآ بمؤازرة أو مساعدة أو مساندة !! أو عدم موافقة لرأي !! ولاحتواء في موقف أو لتعزيز احتياج او ضعف نفسي تمر به أو احتياجك للتدعيم منك في قوة أو ...الخ !!
لماذا يختفي عنك فجأة وآنت في أمس الحاجة إليه إنسانيآ بعيدآ كل البعد عن الاحتياج المادي لماذا وهو إنسان قد يمر به نفس الموقف ونفس الضعف ونفس الرغبة !!! وقد وقفت معه في زمن ما وإن مات لديه أو قتله في لحظة ما من هذا الزمن وغاب عنه !! بغض النظر عن جنسه و مستواه ومكانته ووجاهته وتطلعه ...لماذا؟؟؟
إذآ الصورة هنا ليست بالضرورة مقياسها أنه ذا قيم أو ذا فكر معروف ترتقي أو تتمازج معه في نبض انساني واحد مهما اختلف هذا النبض والتمازج حبآ دفينآ او امتنانآ او عرفانآ او تقديرآ أو اعجابآ أو ذا صيت أو سلطة ووجاهة اجتماعية وإنما هي معيار مبدئي لمستوى عقلي وتراكم معرفي و لكم من القيم التي تتصف بها تعاملاته!! الصورة هنا يصورها ذاك الفهم وتلك الصورة الذهنية الغنية في العقل من الايجابية في التعاطي مع الآخرين بعيدة عن الإسقاطات النفسية والاجتماعية التي تتسع فيها وتتضح أهم صورها ومواقفها بشخصيته معك إما اتحادا ومساندة معك او اختلافا وهذا الاختلاف يمثل محاولة في اتحاد الصورة أو التمازج بين الأفكار او بين الأهداف والاتجاهات التي تخدم العلاقات والتآلف الانساني وبأشكال ملونة زاهية او منفصلة وسلبية عنك للتعرف على كنه الفرد الاجتماعي في بيئات متعددة المحتوى والثقافة والتربية والأخلاقيات مما يسبب لك وله بُعدا نفسيآ داخليآ و خارجيا على مستوى الانفصال العلاقي بينك وبينه أن لم يقيم وجهة نظرك أو يقيم وضعك ورأيك فيه( فالاختلاف لا يفسد للود قضية ) !!
فالحياة مواقف وفيها للإنسان موقف فقد يحدد لك من هو قيميآ أو اخلاقيآ أو اتجاها أوماديآ في ممارسات ناطقة اوبديهية لاتحتاج لتحليل او تفكير كل ذلك تجده بسلوكياته في موقف عابر أو منهجي تترجمه لك معايير ورؤى سلوكية أصقلتها التربية والتعليم والخبرة والتفاعلات ايجابآ وسلبآ معبرة لك لفظه أو حركته بتعبيرات ناطقة البيان ولم تغير من هذا كله سواءآ التربيه أو الاخلاق أوالمعايير الفكرية الثقافية بأي سلوك منه بحجج واهية لاتمت للعقل والفكر التربوي او الخلقي بشيء ...
فكثيرا ما يتردد انه لكي يكون التقارب بين طرف وآخر يجب ان يكون هناك حوارا قيمي لان هذه المحاورة والمواجهة تكشف لك التعبير الحقيقي لمكنون سريرته قد يكون مع رئيسك أو زميل في العمل أو مع جارك او أسرتك أو زوجتك او زوجك أو مثقف تربطك معه رؤى ثقافية معينة كلها واردة في محيط وجوب العلاقات الإنسانية ولكن !! هل مواقفنا ورؤياناهذه وتلك تعطينا الفرصة الذي نتلمس به متغيرات الاتجاهات عند كل فرد أو قيمه أو أفكاره بشكل واضح بحيث نعترف انها هي هذه شخصيته وعلينا الوقوف لها أ وعلينا احترامها في جميع الحالات ( من خلال ان لكل إنسان رؤى خاصة به ) ام ان هناك متغيرات ثقافية آنية تواجه الانسان يعتمد فيها بدرجه أساسيه على كونه رجلا او امرأة او شيخا او أستاذا او مثقفا او عاما لابد ان نفرق بينهما !! هنا لا إشكال حينما نتيقن أن هذا الشيء وارد الفهم والتقبل فيه كمبدأ للطرح والسياق المقبول..
فالإنسان تصنعه وتصقله المواقف وتقويه وترشده وتعرفه الكم من النماذج للشخصيات وأحيانآ تجعلك قاسيآ لمواجهتك هذه الشخصية التي ربطتك بها علاقة ما لتفكر بطريقة سلبية بكيفية مواجهتك ليتولد عندك ردة فعل غير محمودة بسبب الغضب المتراكم للموقف !! فحينما يؤيدك شخص أويرفض منك فكرة ما فليس معنى هذا انه مختلف عنك في قيمك العامة او مناصرك فيها وانما يدل هذا على وضع صحي في العلاقات الاجتماعية والإنسانية لأنك أصبحت على دراية بنماذج لعلاقاتك شريطة أن تعرف أن السمو عند الإنسان يحكمه شي واحد هو الرقي فكريآ من حيث المعرفة بتعداداتها وتطبيقاتها بسلوكيات وممارسات فعلية ضمن العقل والمعقول ..