ضحالة معلومات أبنائنا ؟!
الحمد لله على أن هدانا للدخول في شريعة سيد الأنبياء والمرسلين فجعلنا مسلمين ، والحمد لله على مننه العظيمة التي لا حصر لها ولا تعداد على المخلوقين ، والحمد لله بلا انقطاع على أن جعلنا في دائرة ولاية سيد الأوصياء علي بن أبي طالب فأصبحنا من عباده المؤمنين .
إننا مع كوننا شيعة لأهل البيت عليهم السلام يجب علينا أن نركز العقيدة القويمة في نفوسنا ونفوس أولادنا ، ونزرع بذور سيرتهم العطرة والطاهرة في روح أبنائنا بكل جوانبها الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .... إلخ .
وذلك لكي تمتزج سيرة الأئمة الأطهار في تعاملهم مع الغير في نفوس وأرواح أولادنا ، فيعرفوا كيفية التعامل مع أي شخص مهما كانت ديانته أو مذهبه على أساس سليم وصحيح وفق الدين الإسلامي الحنيف .
إلا أننا نلاحظ وبوضوح تام بأن أغلبية أولادنا يفتقرون إلى أدنى معلومة في اتجاه الأئمة الأبرار عليهم السلام ، فلا يعرف ذلك الشاب متى ولد الإمام الحسن المجتبى ! ولا يعلم الشاب الآخر أين دفن الإمام موسى الكاظم ! وأحياناً يتعدى الجهل لديهم الولادة والمدفن إلى اسم والد الإمام ! وهذه تعد مشكلة تقع على الآباء بالدرجة الأولى وعلى المجتمع بالدرجة الثانية .
فكيف لنا ونحن من نرفع أصواتنا في كل مكان وزمان بأننا شيعة أهل البيت عليهم السلام يكون أولادنا هكذا من ركاكة معلومات !
لا يقفون على أرضية صلبة ، ولا يرتكزون على معلومات كافية حول سيرة من يتبعوهم ، ويكنّون لهم المحبة والاحترام والطاعة .
وكيف لنا أن نبني جيلاً من الأبناء يكونون أنصاراً للحق وشيعة لأهل البيت بكل ما للكلمة من معنى على ضحالة هذه المعلومات حول السادة الأطهار .
إننا لو سألنا أحد شبابنا عن أحد المشاهير الرياضية أو السينمائية أو غيرهما ، لكتب لنا تقريراً من عدة أوراق حول الشخصية التي سألناه عنها دون أن يرجع إلى مصدر معين أو أن يسأل أحداً . ولكن لو طلبنا منه كتابة ما يعرفه عن الإمام محمد الجواد مثلاً ، لرأيناه يماطل في الكتابة ويأتي بحجج واهية للهروب من هذا الطلب بأي طريقة ممكنة.
إنه يجب علينا علماء وآباء ومعلمين ، أن نركز سيرة أهل البيت النبوي في نفوس أبنائنا وأن نجعلهم قدوة للشباب في جميع شؤون الحياة ، والأهم من ذلك أن نغرس اليقين في قلوبهم اتجاه أهل البيت ، فمثلاً قول ( يا علي بن أبي طالب ) هل تنجي من المصائب والمهالك ؟
نعم تنجي من المصائب والمهالك بشرط إذا كان الشخص المتلفظ بها شديد اليقين بأهل البيت عليهم السلام متقيداً بأوامرهم ونواهيهم . فعلينا أن نزيد من درجة إيماننا بهم وتمسكنا ويقيننا ونكون عارفين سيرتهم سائرين على نهجهم القويم حتى النهاية .