لماذا سوق واقف بالقطيف؟
- ماذا يعني الهجوم الكاسر على طلبة العلوم الدينية؟
- هل هو تمردٌ على العمامة للهروب من القيود الدينية؟
- هل هو موجَّهٌ من قِبلِ فئةٍ تُريدُ إبعاد العمامة وتقليص دورها؟
- هل هو قصُورٌ في تأدية الدور المطلوب من طالب العلوم الدينية؟
كثير من الأخوة كان يُلحُّ علينا أن نشارك في الشبكة بمواضيع قد ترى النور وترى لها مكانا بين نواظر الأحبة، ولطالما كنَّا نعتذر حتى جاء الذي دفعنا للكتابة وهو (موقفٌ رأيناه في السوق المسمى "بسوق واقف" بالقطيف)
في الآونة الأخيرة رأينا الكثير من أبناء هذا المجتمع ينبري للتصدي لرجل العمامة واتهامه بعدم تأدية الدور المطلوب منه، مما جعل أغلب المنتديات الثقافية في المنطقة تشنُّ هجوما غير مبررا على طلبة العلوم الدينية.
قد نتفق مع أكثرهم فيما يطرحون: بألاَّ حاجة لنا لصاحب العمامة طالما دوره مغيِّب...ونختلف مع بعضهم في منهجية الأطروحة.
- ماذا رأينا:
في يوم الجمعة بتاريخ 16/6/1429هـ بينا كنا نتجول في سوق واقف بمدينة القطيف وإذا بأحد الأصحاب يوكزني بيده فالتفتُ إليه وإذا به يقول: انظر إنه طالب علوم دينية بعمته يقف عند صاحب الأفلام.
رفعتُ رأسي وإذا بي أرى شيخا يضع العمَّة على رأسه وعلى وجهه سيماء الإيمان والتقوى.
لم يتركني فضولي لهذا الحد من النظر فطلبتُ من صديقي أن نقترب ونرى ما الذي يحدث؟ وما الذي أتى بذلك الشيخ للسوق؟
نهاني صديقي بحجة أننا على عجلة من أمرنا. فقلت له: إن عجلتنا تكمن في معرفة سر هذا الرجل (أي هذا الشيخ)..
اقتربتُ قليلا ولكنني لم أسمع ماذا يقول لصاحب (السيديات) وما الذي يجري من ذلك الشيخ؟
حينها بدأ الحدس يعمل عمله فقلتُ لصاحبي: الظاهر أن الشيخ يتحدث للشاب حول ما يُعرض على طاولته من أفلام تخدش الحياء..
لم تمر دقائق وإذا بي أرى أكثر من شيخ قد نزلوا إلى ساحة السوق وكأنك ترى عجبا فلم يعتد الجميع على رؤية عمامة في مثل هذا السوق.. وأخذ كلُّ شيخٍ يتجول عند هذا وذاك بين الخمس إلى عشر دقائق..
حينها عرفتُ أن حدسي قد أصاب فيما اعتقد.
- من هم أولئك وما هو هدفهم؟
تسمَّرتُ مكاني فلم أكن كالبقية حيث قلتُ لصاحبي حين طلب مني الاقتراب: لا يمكننا الاقتراب أكثر فربما يُحرجُ الشاب حين يتجمهر المتسوقون والمارة عليه والشيخ يعظه؛ فربما كلمة من هذا الشيخ تُغير مجرى حياة شابٍّ في هذا اليوم المبارك..
بينما كنتُ واقفًا أنظر وإذا بي أسمعُ صوتا يناديني: (أبا سجاد) فالتفتُ إليه فوجدته أحد الأصدقاء من مدينة القطيف وعلى الفور تقدَّمت نحوه علِّي أجد الإجابة لديه، وما إن اقتربت منه عرفتُ منه أن هذا عملاً مقصودًا من بعض طلبة العلوم الدينية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما يجري في هذه الأيام من بيع بعض الأفلام التي تُروَّج وتُباع علنًا في السوق..
وأضاف: إذا أردت الاستزادة فلديك هنا بعض الشباب ولك أن تسألهم.
وقعت عيناي على أحد الأخوة التي تربطني به صداقة وعلاقة سألته عمَّا يجري فقال:
هذه لجنة أهلية قائمة على توجيه الشباب التوجيه الصحيح وتحمل على عاتقها إصلاح المجتمع وذلك نابع من غيرتهم على منطقتهم وعلى مجتمعهم وأبنائه..حيث إن هذا التحرك تحركٌ سلمي بحت يعتمد على الكلمة الطيبة والتوجيه الذي طاللبنا به القرآن الكريم والنبي الأمين وأهل بيته
ومن أهدافها أيضا: أن تدعم كل شابٍّ يكون قصده التأمين المعيشي بمزاولة ما يرضاه الله وهم على استعداد تام للدعم المادي إن كان لديه مشروع يريدُ الكسب منه شرط أن لا يكون كمهنة بيع ما يحرمه الله والرسول الأكرم.
- توجهت إليه بسؤال: عزيزي أيها السيد ولماذا سوق واقف تحديدا؟
لأن ما يحدث في هذه الأيام يستدعي الركض سريعا لمواجهة خطر قادم وبقوة وهو أننا لاحظنا انتشار الأفلام والبرامج التي لا تخضع للمراقبة والتي تخدش الحياء وتباع علنًا كما قلنا. ومن يشتري تلك الأفلام والبرامج غير أخي وأخيك ابني وابنك وهكذا دواليك..
- ومن هم أولئك المشايخ؟
فأجاب: هم مجموعة من مشايخ المنطقة فمنهم من القطيف ومنهم من القديح:
- هل لنا أن نعرف أسماءهم؟
قال: بالطبع لك أن تعرف فهم:
1- سماحة الشيخ محمد عمير.
2- سماحة الشيخ مالك الميلاد.
3- سماحة الشيخ حسام آل سلاط.
4- سماحة الشيخ علي الفرج.
5- سماحة الشيخ عبد الغني عرفات.
إلى هنا وتوقفت عن الحديث معه لانشغاله بمتابعة ما يجري فهو أحد أعضاء هذه اللجنة..شكرته على الاستجابة لنا وواعدته على أمل اللقاء للاستزادة...(إلى هنا انتهى لقائي به).
لا يبقى إلا أن نقول ماذا كان يُضير أخوتنا طلبة العلوم الدينية منذ زمن لو فكرنا بهكذا تفكير وهو النزول للمجتمع ومخاطبة الناس من حيث يعملون كما كان رسول الله وأهل بيته الأطهار وحتى لا تُتهم العمامة ولا يُساء إليها بما ليس فيها...
- وقفة:
أتمنى أن تلقى هذه اللجنة كل الدعم من كل شخص وبكل ما يستطيع وقبل كل شخص نتمنى أن نرى الجميع من طلبة العلوم الدينية تنتهج هذا المنهج الرائع بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والقول اللين...نسأل الله الهداية لنا ولكم جميعا...