انتظروا عام 2004 م
أرجو أن لا يتعجل القارئ الحكم علي فيظن أني أخطأت بالتاريخ، صدقوني إن عام 2004 م لم يأتِ بعد، أما متى سيأتي فلا أدري، فربما تساعدوني على اكتشاف ذلك في نهاية المقال، لذا أطلب منكم الصبر وقراءة المقال حتى النهاية خصوصا وأننا نناقش قضية هامة جدا، قضية الفقر في المملكة.
- في 14 مايو 2007 م طالعتنا جريدة الشرق الأوسط بالعنوانين التاليين:
وزيران سعوديان يختلفان حول تحديد وقت القضاء على الفقر المدقع
العكاس: قضينا عليه عام 2006 * القصيبي: القضاء عليه سيتم في 2009
- التعليق:
العكاس هو: عبد المحسن العكاس وزير الشؤون الاجتماعية السابق
والقصيبي هو: خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط
- ثم في 24 أغسطس 2008 م طالعتنا نفس الجريدة بالعنوانين التاليين:
لجنة حكومية تنهي مناقشة الفقر في جلسة واحدة.. وتأكيدات بـ«محدودية» المشكلة
رئيس هيئة حقوق الانسان لـ «الشرق الأوسط» : القضية منحصرة في مناطق معزولة
حيث "أنهت لجنة حكومية سعودية، دراسة موضوع الفقر في البلاد، وذلك بعد أن دعت هيئة حقوق الإنسان الحكومية لاجتماع لمناقشة هذه المشكلة، والتي أكد مسؤول سعودي كبير على محدوديتها في البلاد. وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن الاجتماع الذي عقد لمناقشة مشكلة الفقر، ضم 6 جهات حكومية، كانت هيئة حقوق الإنسان من ضمنها، إضافة لوزارات (الشؤون الاجتماعية، العمل، الخدمة المدنية، والمالية).
- التعليق:
لا أدري كيف استطاعت جلسة واحدة أن تستوعب مناقشة هذه المشكلة بكافة أبعادها، بينما هناك قضايا أقل أهمية تستوعب جلسات وجلسات؟!!
-
ثم في 6 أبريل 2009 م طالعتنا جريدة الوطن السعودية بالعنوان التالي:
3 ملايين يستفيدون من الضمان الاجتماعي لماذا؟
وتحت هذا العنوان كتب مراسل الجريدة:
"لم يسلم التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية من انتقادات لاذعة تحت قبة مجلس الشورى أمس. وكان التقرير قد تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر".
وللتوضيح فقد خلصت دراسة عن الفقر بالمملكة صدرت في عام 2005 للدكتور راشد بن سعد الباز أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بأن كل سعودي يقل دخله الشهري عن 1600 ريال فهو يعيش على الكفاف ومن قل دخله عن 1200 ريال فهو يقبع تحت خط الفقر وكل ذلك بدون حساب تكلفة السكن. طبعا هذه الدراسة قبل غلاء الأسعار.
وهكذا تبخرت وعود الوزير القصيبي بالقضاء على الفقر عام 2009 م، ووصل العدد إلى هذا الرقم المخيف. ترى هل اعتمد الوزير أثناء تصريحه على ذاكرتنا القصيرة الأمد كأي ذاكرة عربية؟!
والسؤال الآن: لماذا ينمو الفقر نموا ينافس نمو مرض السرطان في المنطقة الشرقية حيث تستحوذ على 19% من إجمالي المصابين في المملكة حسب إحصائية 2007 م، والسؤال الثاني: ماذا بعد؟
هل سنواصل الحديث بعد هذا التقرير عن محدودية المشكلة وأنها في مناطق معزولة رغم الأحياء الفقيرة في العاصمة نفسها؟
هل سنصر على أننا لم نصل بعد إلى عام 2009 م مستندين في ذلك إلى كتاب الجغرافيا للصف الأول الثانوي طبعة 2008-2009 م الذي يقول في إحدى صفحاته:
"وهناك مشروع مركبة "ستاردست" التي يتوقع أن تنطلق عام 2004 م إلى أحد المذنبات لتحمل بعض الغبار من ذيله لدراستها."
الغريب أن اسم الكتاب " تطور المعرفة الجغرافية"
هل نقول انتظروا عام 2004 م لتحل مشكلة الفقر؟!
إذن دعوني أستأذن الشاعر الأندلسي الحصري القيرواني لتعديل مطلع قصيدته المشهورة ليكون:
يا ليل الفقر متى غده أقيام الساعة موعده