الوطن والمواطن
الوطن يشير إلى المكان والموطن ويعرفوه أهل اللغة محل الإنسان مطلقا، فهو السكن فيقال استوطن القوم هذه الأرض وتوطنوها أي اتخذوها سكنا، وهو عند أهل السياسة مكانك الذي تنسب إليه ويحفظ حقك فيه، ويعلم حقه عليك تأمن فيه على نفسك وأهلك ومالك و الوطن عند قدماء الرومانيين المكان الذي فيه للمرء حقوق وواجبات .
لذا يستشعر المواطن عندما يمكث على الأرض بصلة وثيقة تجاه الأرض فنجده يعتني بالأرض ويشرع في أعمارها وحرثها وهذا لعله من واجب الإنسان تجاه هذا الوطن ، السكن الذى فيه الغذاء والوقاء والأهل والولد، كما ان الأرض بعد تعميرها وحرثها نجد الأرض تفي بواجباتها تجاه هذا الإنسان وتعطي أكلها كل حين ، فنجن هنالك ترابط لاشك وثيق بين الإنسان والأرض وبين المواطن والوطن ، حقوق وواجبات .
ولقد أوضح رجل الإنسانية الإمام علي في مفهوم الوطن " الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن"(بهذه الكلمات التي تفيض إبداعا والقا وتأثيرا في النفس يؤطر الإمام أمير المؤمنين علي بواقعيته المذهلة المحببة للنفس والتي تقرب ولا تنفر لأنه (صوت للعدالة الإنسانية) لعلاقة الموطن بوطنه ، اذا ضرورة ان تكون العلاقة متوازنة ومتكافئة ليحمل المواطن كل تبعات تلك العلاقة ، فلا يحمل أحداهما تبعات العلاقة بل هما خطان لا يحيد أحداهما عن الأخر ولايتخلف الأخر عن حقوقه وواجباته . فمثلما ان للمواطن واجباً وحقاً تجاه وطنه ليس اقله ان لا يحزم حقائبه ويرحل بعيدا عنه في ساعة شدته ومحنته .
لذا نجد لدى المواطن تنامي حب الأرض او المكان ولعل الانتماء جزء تمثل في شخص الإنسان الانتماء الوطني الذي يعد من المفاهيم العالمية، والمهمة في عالمنا والذي أصبح من المفاهيم والمصطلحات تتكرر في وسائل إعلامنا وفي محاضراتنا وندواتنا
وهو الانتساب الحقيقي للدين الإسلامي والوطن فكراً ومشاعر ووجداناً، واعتزاز الفرد بالانتماء إلى دينه من خلال الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال بروز محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام إليه والتضحية من اجله..فنحن شركاء الوطن بدا من حق المواطن ووصولا إلى امن واستقرار الوطن .وان نكن ملمين بثقافة الحقوق والواجبات الوطنية .