الإمام الحسين عليه السلام في آية المباهلة


قال تعالى ﴿ فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبنائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين  .

هذه الآية الكريمة من الآيات المشهورة التي تنطق بفضائل أهل البيت والتي تسمى بآية المباهلة وقد أشبعت بالبحث من العلماء الأجلاء ولكني سأعرض لها من جهة خاصة وهي الجهة الحسينية في المباهلة الشريفة ولكن لابد من مقدمات عن المباهلة حتى أتمكن من الدخول في أصل البحث إنشاء الله .

قبل الحديث عن الآية الشريفة لابد من الإشارة إلى أن آية المباهلة جاءت بعد عدة آيات استدل فيها الحق جل وعلا على بطلان القول بألوهية المسيح عيسى ابن مريم وبين في الآيات التي تسبق آية المباهلة أن ما سبق من الاستدلالات هي حق من عند الحق سبحانه وتعالى (الحق من ربك فلا تكن من الممترين ).

ثم أمر الله نبيه إن يدعو من يأتيه للمجادلة من بعد ما جاء من العلم إلى المباهلة .

أما المباهلة فهي في الأصل من مادة (بهل) وتعني الترك وقد فسروها جماعة من المفسرين بمعنى الهلاك واللعن والطرد من رحمة الله وذلك بسبب ترك الله للعبد وإيكاله إلى نفسه ولذالك ورد في الدعاء (إلهي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا) وذالك ما دعا به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)في ظلام الليل وسمعته زوجته عائشة وقد ذكر النبي في الدعاء أن ما أصاب النبي يونس (عليه السلام)كان بسب إيكاله إلى نفسه .

أما ما أشارت إليه الآية من مفهوم المباهلة الملاعنة بين شخصين عندما لا تجدي الاستدلالات المنطقية , فيجتمع المتجادلين حول مسألة دينية ويتضرعون إلى الله تعالى سائلين منه أن يفضح الكاذب وذلك ما كان بالفعل بين النبي ونصارى نجران ولا أريد التوسع فيخرج البحث عن النطاق المعد له.

واختصارا فهناك شبه أجماع إن لم إجماعاً بين العلماء _سنة وشيعة_ على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)جاء ومعه علي بن أبي طالب (عليه السلام)والحسن والحسين وفاطمة الزهراء , فالنبي (ص )وخلفه فاطمة وخلفها علي ابن أبي طالب والحسنان بين يديه في رواية وقد اختلف في الحسين فقد قال البعض انه كان يمشي بين يدي الرسول وقال آخرون أن الحسين كان لا يستطيع المشي لصغر سنه فجاء النبي وقد احتضن الحسين أما الحسن فكان يمشي بين يدي جده .

ولعله من المفيد لأن نذكر أن هذه الوجوه النورانية لو أقسم النبي بها على الله أن يزيل جبلا عن موضعه لأزاله  جاءت بهذا الترتيب الذي يجعل فاطمة مكان القطب بين النبوة والإمامة فهي القطب في المباهلة وهي القطب في حديث الكساء وفي غيره (فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها ).

أما الحسن والحسين فهما الوحيدان اللذان تنطبق عليهما (أبنائنا وأبنائكم ) فالحسن والحسين أبناء الرسول وهنا أريد أن أستعرض البحث في بنوة الحسنين .
أولا : أشير إلى القارئ الكريم أن هناك شبهة واهية التي أوردها صاحب تفسير المنار بصدد نزول الآية بحق أهل البيت وهي : كيف يتسنى أن يكون المراد من (أبنائنا) الحسن والحسين (عليهما السلام)والحال أن كلمة أبناء جمع ولا يطلق الجمع على مثنى ؟ وأيضا كيف يمكن إطلاق كلمة (نسائنا) على السيدة فاطمة وكذا أنفسنا على علي وحده ؟  لا يخفى حين الرد على هذه الشبه أن الروايات الكثيرة المعتبرة التي وصلت من الطريقين السنة والشيعة والتي تحصر الأفراد الذين أصطحبهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في علي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام)تعتبر قرينة واضحة على أنهم المخصوصين لأن السنة وسبب النزول القطعي كما يقولون من بين القرائن التي تفسر بها آيات القرآن .
وقد ذكر العلماء أيضا أنه كثر في القرآن الكريم الحكم أو الوعد والوعيد للجماعة ومصداقه بحسب شأن النزول واحد وهناك أمثلة كثيرة على هذا الأمر يطول ذكرها ، فالشاهد أن أبناء النبي محصورون في الحسن والحسين وأولادهما .

وقد يقول قائل هل أن خروج الخمسة من أهل البيت الطاهر وبالخصوص الحسنين تعد فضيلة من الفضائل لاسيما وأنهما طفلان حتى أن بعض الروايات تذكر بأن الحسين (عليه السلام)لم يكن يستطع المشي على القدمين؟

ففي الإجابة على هذا السؤال أذكر المناظرة التي تذكر في شأن دعوة النبي لعلي بن أبي طالب وهو دون سن العاشرة فهل إيمان علي يعد فضيلة له وهو صغير ؟

إن الرجل العادي لا يعمل شيئاً لا لحكمة فإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)دعا طفلاً وهو سيد الحكماء فلا يمكن أن يكون ذلك لا لهدف ذاك أولاً.

ثانياً: هل أن النبي (ص )دعا هذين الطفلين بأمر من نفسه أم بأمر من الله ؟ ولا يمكن أن يكون دعاهما بأمر من نفسه لأن الله يقول [ ولا ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * ]، وكذلك الآية تقول [ فقل تعالوا ندع...] فإذا كانت الدعوة من الله فلأن هذين الطفلين فيهما مميزات خاصة تجعل تأمينهم على دعاء النبي سبباً لأن يضرم الوادي ناراً وتلك الفضيلة بعينها.

وأذكر هنا ما رواه الحاكم بإسناده عن علي قال :[ ما سمّاني الحسن والحسين يا أبتِ حتى توفي رسول الله ( ص) كانا يقولان لرسول الله يا أبتِ وكان الحسن يقول لي : يا أبا حسن وكان الحسين يقول لي : يا أبا حسين].

ولا شك في أن قول المعصوم عليه السلام حجة كما أن إقرار الرسول المعصوم هنا أيضاً حجة أخرى فكما نعلم أن السنة تشمل قول المعصوم وفعله وتقريره.

ولقد روى الشيخ الصدوق في الأمالي  بسند يتصل إلى علي بن الحسين   عن عمه الحسن   قال : قال الحسن : قال الله تعالى ( ل ) محمد ( ص) حين جحده كفرة الكتاب وحاجّوه (فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فأخرج رسول الله ( ص) من الأنفس معه أبي ومن البنين أنا وأخي ومن النساء فاطمة أمي من الناس جميعاً فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منه ( وهذا المعنى بعينه ورد في حديث الكساء في قول الرسول ( ص) : [ اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامّتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك عليّ وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ] .
 
وليس  بالغريب أن نجد في التاريخ من يتألم من نسبة الحسن والحسين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ومنهم هارون الرشيد والذي أرى أنه من الضروري أن أذكر ما دار بينه وبين إمامنا الكاظم (عليه السلام)حين سأله هارون الرشيد:لما جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم لرسول الله ويقولون لكم : يا بني رسول الله وانتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أمكم .

فقال : يا أمير المؤمنين لو أن النبي نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ قال : سبحان الله ولم لا أجيبه ,بل أفتخر على العرب والعجم بذالك .

فقال : لكنه لا يخطب إلي ولا أزوجه, فقال:ولم؟

قال :لأنه ولدني ولم يلدك . فقال :أحسنت يا موسى .

 ثم قال: كيف قلتم:إنا ذرية النبي والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لم يعقب, وإنما العقبى للذكر لا للأنثى وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب ؟

فقال (عليه السلام): أسألك بحق القرابة والقبر إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة. فقال: لا, أو تخبريني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم, كذا انتهى إلي, لست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله.

فقال (عليه السلام): تأذن لي في الجواب ؟ قال هات

فقال (عليه السلام): أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم (ومن  ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * و زكريا ويحيى وعيسى) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ليس لعيسى أب .

فقال (عليه السلام): إنما ألحقناه بذراري الأنبياء (عليه السلام)من طريق مريم (عليها السلام)وكذالك ألحقنا بذراري النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)من قبل أمنا فاطمة (عليها السلام) أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : هات

 قال : قول الله تعالى (فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم  وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )ولم يدع أحد أنه أدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)تحت الكساء عند المباهلة النصارى إلا علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام , فكان تأويل قوله عز وجل (أبناءنا) الحسن والحسين , (ونساءنا) السيدة فاطمة , (وأنفسنا) علي ابن أبي طالب .

وإنني بعد في أول البحث ولكني أخشى الإطالة ولاكني أرى أنه لابد من الإشارة إلى فيض من غيض من الأحاديث المشهورة التي تنص على أن الحسن والحسين (عليه السلام)أبناء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
فهذا الرسول يقول :(هذان ابناي وابنا ابنتي من أحبهما وأحب أباهما وأمهما كان معي في درجتي ) .
وهذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)أيضا في حديث الكساء حين يرد السلام على الحسن والحسين (عليه السلام)يقول (وعليك السلام يا ولدي) فهو رد على الحسنين بهذا الرد ولكن الفرق أنه قال للحسن :(وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي )
أما الحسين (عليه السلام)فقال له(وعليك السلام يا ولدي ويا شافع أمتي )
فتأمل !

وأود أن أختم هذه الأحاديث بقول الرسول :(حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط)

فالحسين من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لأنه ولده فهو بعض منه ولكن الملفت للنظر كيف أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)يضيف (وأنا من حسين ) فقد ذكر العلامة الشيخ فرج العمران في كتابه الأزهار الأرجية عدة أقوال وهي :

• أنه لعله أشار إلى بيان كونهم عليهم السلام نورا واحدا وحقيقة واحدة وهي الحقيقة النورانية التي هي علة الإيجاد والصادر الأول من المبدأ الفياض فإنه بملاحظة ذلك يصح أن يقول كل واحد منهم للآخر أنت مني وأنا منك ولهذا ورد أيضا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم)خاطب عليا يا علي أنت مني وأنا منك ويؤيد هذا الوجه بل يدل عليه قول الإمام الهادي (عليه السلام)في الزيارة الجامعة وإن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض .

• أنه لما كان الحسين متولدا من فاطمة وفاطمة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)صح أن يقول حسين مني ولما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أعظم المرشدين إلى الحق وقوام المرشد بما هو مرشد إنما هو بإعلاء كلمته وإعزاز دعوته وقد علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)بما يؤول إليه أمر الحق في عصر يزيد بن معاوية من الانحطاط والتقهقر ويكون إعلاء كلمته وإعزاز دعوته بسبب قتل ولده الحسين (عليه السلام)صح أن يقول وأنا من حسين . 

• أنه لعله إشارة إلى ما روي أن الحسين (عليه السلام) لما ولد كان يؤتى به إلى رسول (صلى الله عليه وآله وسلم)فيرضعه من ريقه أو إبهامه حتى نبت لحمه من لحم رسول الله وعظمه من عظمه ودمه من دمه فكأنهما نفس واحدة فبملاحظة ذلك صح أن يقول حسين مني وأنا من حسين .

• أنه لعله إشارة إلى شفقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)على الحسين ومحبته له وأن شفقة الحسين على النبي ومحبته قد بلغة شفقة الوالد على الولد فكان كل واحد منهما ولد فصح أن يقول حسين مني وأنا من حسين .

• أنه لعله إشارة لما روي عن أم أيمن (رضي الله عنها ) رأت في منامها كأن بعض أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ملقى في بيتها فهالها ما رأت فقصت الرؤيا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فأجابها أن فاطمة (عليها السلام)تلد الحسين فتربينه وتلينه فيكون بعض أعضائي في بيتك فصح أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حسين مني وهذا لا ينافي ما تقدم من أن الحسن كان يؤتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فيغذيه كما لا يخفى .


وأما قوله وأنا من حسين فيصح على كل وجه من الوجوه السابقة فتدبر ولا يخفى أن الوجه الأول والرابع والخامس غير مختصة بالحسين بخلاف الوجه الثاني والثالث فإنهما مختصان به (عليه السلام). انتهى.
ولعله من المفيد أن نذكر أن بعض العلماء أشاروا في الإجابة عن أنه إذا كان الولد الأكبر للإمام الحسين (عليه السلام)هو علي فلماذا يقال في زيارته [ السلام عليك يا أبا عبد الله ] ولا يقال أبا علي ؟
فالبعض قال أن عبد الله هو ابن الحسين الرضيع المقتول ظلماً العلماء ،  ورجح الآخرون أن عبد الله هو الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)كما سماه الله في كتابه المجيد في آيات عدة منها : [ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ] ، [ وأنه لما قام عبد الله ] وغيرهما من الآيات الكريمة ولكن الملفت للنظر كيف يكون الحسين (عليه السلام)أبا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

ففي الإجابة ينبغي الإشارة إلى ما قاله الراغب في مفرداته في كلمة أب : وأن كل سبب في إيجاد شيء أو استمرار شيء فهو أب له .
فمن هنا واضح أن الحسين (عليه السلام)أب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لأنه السبب في استمرار شريعة النبي ودينه فهو الذي فدّى بمهجته الغالية في سبيل حفظ الدين صلوات الله عليه وآله .

 وهذا المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذاته يشير إلى هذا المعنى في دعائه في حديث الكساء المشهور : [ اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامّتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك عليّ وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ]

ومن هنا فإنه يستفاد من آية المباهلة الشريفة  (وهذه الفائدة مما استفادها الشيخ ناصر مكارم في  نفحات القرآن والأمثل  )أن يقال لأبناء البنت (ابن) على عكس ما كان شائعا في الجاهلية حيث كانوا يعتبرون أبناء الابن أبناءهم وكانوا يقولون :

بنونا بنو أبناءنا وبناتنا            بنوهن أبناء الرجال الأباعد

فهذا النمط من التفكير كان وليدا لتلك السنة الخاطئة حيث إنهم لم يكونوا يرون أن الأنثى عضو في المجتمع البشري ويعدونهن أوعية للحمل فقط كما يقول شاعرهم :

وإنما أمهات الناس أوعية          مستودعات وللأنساب آباء

بيد أن الإسلام قضى على هذا النوع من التفكير الخاطئ وأجرى حكم الابن على أبناء الابن وأبناء البنت وقد ذكر القرطبي في تفسيره ( أحكام القرآن ) أن ( أبناءنا ) دليل على أن أبناء البنات يسمّون أبناء ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء بالحسن والحسين وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم ( إن أنا دعوت فأمنوا ) .

ولكن القرطبي نقل قولاً عن كثير من العلماء ( علماء السنة ) ( وهو لا يخلو من تأمل ) ما نصه : ( إن قوله عليه السلام في الحسن والحسين لما باهل ( ندع أبناءنا وأبناءكم ) وقوله في الحسن : ( إن ابني هذا سيد ) مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دون غيرهما ، لقوله عليه السلام : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) ولهذا قال بعض أصحاب الشافعي فيمن أوصى لولد فلان ولم يكن له ولد لصلبه  وله ولد ابنٍ وولد ابنة : إن الوصية لولد الابن دون ولد الابنة وهو قول الشافعي ) انتهى وهو كما هو واضح قول واهن أن يقيّد إطلاق الأبناء على الحسنين لا على كل ولد الابنة .  

وأضيف أن الآية أجرت حكم البنوة لأبناء البنت كما أن الابن والبنت كلاهما ولد (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) فالولد يشمل الذكر والأنثى كما أن أولاد الذكر وأولاد الأنثى أيضا أبناء .

وأخيراً أهدي هذه الوريقات إليك يا سفينة النجاة وعين الحياة راجيا منك أن تسمح لي في ركوب السفينة فإن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك يا سيدي.

 

 

﴿