القافلة تسير رغم أنف الكلباني!

قال تعالى : ﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ آل عمران/140

الأيام كالأسهم التي تتداول بين الناس فما تملكه اليوم ينتقل إلى غيرك في الغد ولا غرابة فالوجدان أفضل برهان.

هذا النظام يشمل جميع ما خوّل الله الإنسان من ملكٍ أو تخصصٍ أو مكانةٍ أو وظيفة أو نحوها فهانحن نرى الملك وانتقاله إلى الآخر بموت أو طرد أو غدر أو هزيمة أو غير ذلك، وكذلك نرى انتقال الأموال بضياع أو موت أو خسارة أو نحو ذلك فلا بد من التداول والانتقال.

من هذا المنطلق لابد للإنسان أن يدرك هذه الحقيقة ويتعامل على أساسها مع ما خوله الله عز وجل على أنها ليس دائمة له بل هي صائرة لغيره لئلا يأخذه الغرور والتعالي فلا يكون لعنة وهو متقلدها ولعنة بعدما يأتي دور الآخر من بعده.

هاهو الكلباني الذي نراه كيف يتعامل بغرور وكأن لم يسبق للحرم المكي إماماً لصلاة الجماعة غيره فتراه لا يجد حرجاً أن يقارن تعيين الكلباني ذو البشرة السوداء إماماً لصلاة الجماعة بتعيين أوباما صاحب البشرة السوداء رئيساً للولايات المتحدة والإسلام ينص على أن أساس التفاضل بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿الحجرات/13

ها نحن الشيعة نرى علمائنا الأعلام منهم التركي ومنهم اليمني والباكستاني والأفغاني ولم نتعجب يوماً من الأيام ولم نقارن مرجعاً من جنسية غير عربية أو بشرة غريبة بغيره.

لم يكتفِ الكلباني بل تراه وبكل غرور يكفّر المسلمين ممن شهد الشهادتين وكأنه وكيل الله على عباده في أرضه.

يا كلباني لا نحتاج لأمثالك ليشهد لنا بالإسلام وكيف تكون أنت ومن يحمل أفكارك في موقعية إمامة الحرمين الشريفين اللذين يأمهما المسلمون عامة لذلك ندعو المسؤلين ومن هو في موقع الأمر والشأن ألا يسمح لك ولأمثالك بتقلد موقعاً ليس له بأهل وأقول له أن القافلة تسير رغماً عنك وعن أمثالك ولن يكون تكفيرك إلا وبالاً عليك.

نرحب بحوار للأديان يضم المسلمين كافة يستطيع المسلمون فيه أن يتعايشوا ويتزاوجوا ويتراحموا ويتزاوروا ويتحابوا في الله، هذا الإسلام الصحيح الذي كفل لأهل الكتاب حقوقهم وأمنهم فكيف بمن شهد الشهادتين وصلى الصلوات الخمس إلى قبلة واحدة ونبيه محمد وربه الله الواحد فالإسلام من هذا السلوك التكفيري الهمجي براء براءة الذئب من دم يوسف .

وأخيراً أدعو كل من له ضمير حي وصفاء لتقبل الحق أن يرى علماء الشيعة أمثال الإمام السيستاني المعظم دامت بركاته ومن هو في مكانه هل كفروا أحداً ممن خالفهم من إخوانهم المسلمين وأدعوه أن يقارن بين دعوات علماء الشيعة وعلماء التيار التكفيري لذا أقول حقاً نتشرف أن ننتسب إلى مذهب السلم والسلام مذهب الإسلام الخالص الذي يعيش به الفرد مع المخالف والمآلف ولا تأثر علينا دعوات التكفيريين وأرى الحل الأمثل ما قالته البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها : ( وطاعتنا نظاماً للملة وإمامتنا أماناً عن الفرقة).

جعلنا الله من المتمسكين بإمامتهم والمطبقين نهجهم وأخلاقهم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعن أعدائهم وعجل فرجهم إنه رحيم كريم.

 

 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ياسر محمد
[ القطيف ]: 13 / 5 / 2009م - 6:44 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتاباتك موفقة جداً.. وإلى الأمام

يرجى التواصل معي على الإيميل الظاهر لديك.

تحياتي

ياسر محمد

y.a.s.e.r.m@hotmail.com