قراءة في سياسة راصد الداخلية: العلامة النمر أنموذجاً
لا يرتاب اثنان في العصر الراهن حيال تأثير وسائل الإعلام الكبير والمتعاظم، وأنها باتت تتبوأ موقعاً محورياً في بلورة الرؤى السياسية والثقافية للأفراد والمجتمعات، وفي تشكيل آرائها الحاسمة إزاء قضاياها المصيرية والحساسة. فاليوم غدت وسائل الإعلام تخوض سباقاً فيما بينها إزاء إتقان فن الصياغة المُغلفة والمبرمجة والتي تبث سمومها من أجل الهيمنة على عقول الأفراد والمجتمعات والأمم، فأصبحت أمانة الإعلام بضاعة بيد الساسة والمتنفذين تباع وتشترى بحسب العرض والطلب.
ومما يدمي القلب، أنه في الوقت الذي تتأكد فيه حاجة المجتمع القطيفي للاندماج بين سائر الأطياف والألوان من أجل العمل المشترك، وفي ظل الظروف السياسية الحرجة التي تمر بها المنطقة بعد أحداث البقيع الدامية والتي شدد فيها العقلاء على ضرورة التمسك بكافة الرموز الدينية والسياسية التي اتسمت بالإخلاص والجهاد لرص الصفوف الداخلية، لا تزال أحدى الشبكات الإعلامية المحلية المغرضة تواصل حملات الكيد والتضليل المبرمجة للنيل من بعض الرموز الدينية التي أجمع البعيد والقريب على إخلاصها وجهادها ونزاهتها .
وقد كان هناك جدلٌ كبيرٌ واسع النطاق بين الأطياف الاجتماعية المختلفة في مجتمعنا الحبيب، حول «شبكة راصد الإخبارية» بالتحديد، وحول مدى مصداقيتها في إدارة كثير من الملفات المرتبطة بالشأن الشيعي الداخلي، ؛وإدارتها لبعض القضايا المرتبطة ببعض الرموز والشخصيات الدينية، والتي أفرزت تصدعاً في البنية الاجتماعية .
ولعل من الإنصاف أن نؤكد على دور هذه الشبكة في التعبير عن بعض هموم المجتمع وقضاياه، وكيف أنها لا تزال تقاوم الحجب الغاشم ضدها بكل قوة وصلابة، إلا أن التداعيات الخطيرة التي أفرزتها سياسة شبكة راصد الإخبارية في إدارة الملفات الداخلية، مضافاً إلى الدور المحوري الذي تبوأته هذه الشبكة من خلال تاريخها العتيد في الساحة الإعلامية، جعل من الضروري أن نقف وقفة تأمل لتقييم مسار هذه الشبكة، وننظر في مدى مصداقيتها.
- سياسة شبكة راصد: العلامة النمر نموذجاً
من الملفات الداخلية البارزة، والتي وقع عليها كثير من اللغط الاجتماعي، هو ملف سماحة العلامة المجاهد الشيخ نمر باقر النمر- أعزه الله وحماه- وكيفية إدارة شبكة راصد لمجمل ما يتعلق به من أخبار، ومحاضرات ومقالات. حيث كثيراً ما أطلقت دعوات تشكك في مصداقية شبكة راصد في إدارة هذا الملف تحديداً.
وقد أكد كثيرٌ من المتابعين بأن الشبكة تتبع سياسات ملتوية من أجل تشويه صورة العلامة النمر وإسقاطه اجتماعياً، بل إنها قد تتعدى ذلك فيصل الأمر إلى الإضرار به من خلال تهييج السلطات ضده. ولهذا شمّرنا عن ساعد البحث من أجل بيان الحقيقة والنظر في صدق هذه الدعوى من عدمه، ولتظهر النتائج للرأي العام ولتشهر على الملأ بعيداً عن الاتهامات العارية من الأدلة.
وبعد التدقيق والنظر في أرشيف راصد مع العلامة النمر، رأينا- ولشديد الأسف- العجب العجاب، حيث اتضح إلينا بالأدلة الواضحة أن الشبكة تتبع سياسة مبرمجة مقننة بعيدة عن الموضوعية والأمانة، وهذه السياسة تمارس حسب الحاجة لإسقاط مخالفيها وخصومها الفكريين، والعلامة النمر منهم بالقطع واليقين.
ولو أردنا أن نرصد كل المخالفات الإعلامية- الخاصة بالعلامة النمر- التي مارستها شبكة راصد بكل حرفية وأن نصنفها ضمن عناوينها العامة لطال بنا المقام، ولذلك سنشير إلى بعض العناوين العامة، مدعمة بالأمثلة والشواهد ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً وهذا ليس إلا غيض من فيض . وهنا نشير إلى العناوين التالية:
- الأمر الأول: تحوير المفاهيم:
حيث تلجأ شبكة راصد إلى التلاعب بالمفاهيم الدينية وليها بأسلوب رخيص من أجل تشويه وتحريف بعض الأحداث، والذي يتابع كثير من الصياغات الخبرية يقف على كفاءة شبكة راصد في التضليل الإعلامي، الذي ما فتأت تمارسه بكل حرفية ضد خصومها.
ويمكن أن نمثل لذلك بما يلي: بعد سلسلة الاعتقالات التي طالت ثلة من شباب العوامية على خلفية الاعتصام السلمي الذي طالب بعدم اعتقال العلامة النمر، كان من الجدير بشبكة راصد أن تؤكد على المطالب المشروعة التي صدح بها العلامة النمر في خطابه، وأن لا تحور مفهوم المطالبة بالحقوق إلى ما سمته«انتقادات لاذعة» حيث نشرت شبكة راصد ما يلي:
«وجاءت سلسلة الإحداث بعد انتقادات لاذعة وجهها الشيخ النمر للسلطات السعودية على خلفية موقفها من أحداث البقيع واعتداء عناصر "الهيئة" وقوات الأمن على الزائرين الشيعة جوار الحرم النبوي الشريف».
وحتى نقف على حجم الفارق بين صياغة شبكة راصد، وبين غيرها من الشبكات، ننقل لكم هذه الصياغة لشبكة التوافق، حيث ذكرت في خبرٍ نشر حديثاَ عن إطلاق سراح معتقلي الكرامة:
«علمت شبكة التوافق الإخبارية من مصادر مقربة من سماحة الشيخ عبدالله الخنيزي أنه سوف يتم إطلاق سراح 19 شخصاً من الموقوفين في مواجهات العوامية يوم غد الثلاثاء والتي نتجت إثر مطاردة السلطات الأمنية لسماحة الشيخ نمر النمر قبل أكثر من 4 شهور تقريباً وبعد إطلاقه لمجموعة من المطالب لصالح المواطنين من الطائفة الشيعية» .
- الأمر الثاني: تحريف الحقائق:
حيث تلجأ شبكة راصد إلى تحريف الحقائق من خلال التلاعب بالألفاظ والعبارات مما يوحي للقارئ صورة مغايرة للحقيقة، أو تعمد إلى ترويج الروايات الكاذبة والمختلقة، وكلا الأمرين سيأتي التمثيل له.
المثال الأول: في الاجتماع الذي جمع العلامة النمر وجمعٌ من أهالي العوامية بالأمير جلوي بن عبد العزيز في 2007م، والتي قدم فيها العلامة النمر عريضة غير مسبوقة للمطالب الشيعية، ذيلت راصد خبر هذا الاجتماع بهذه العبارة:
«الزيارة التي تعد الأولى من نوعها للشيخ النمر على هذا المستوى مثلت "مفاجأة" لبعض المتابعين لكونه من أكثر المنتقدين في خطاباته للانفتاح على الحكومة السعودية». انتهى الاقتباس من راصد.
أقول: هذه العبارة- كما أشار لذلك بعض المعقبين على الخبر- فيها إيهام بعدة أمور لا أساس لها مطلقاً وهي كتالي:
أولاً : أن العلامة النمر ضد الحوار والانفتاح بشكل مطلق .
ثانياً: بأن العلامة النمر قد غير منهجيته مع النظام السعودي بسبب عقم منهجيته السابقة.
ثالثاً : استخدمت كلمة الزيارة بدلاً من الاجتماع، لما فيها من معنى الود والألفة .
رابعاً: تعمدت الشبكة أن تتجاهل الإشارة إلى العريضة الاستثنائية والجريئة التي طرحها سماحته.
المثال الثاني: سوقت راصد للرواية المغرضة لشبكة إسلام أون لاين، من أن العلامة النمر دعا للاستقواء بالخارج، حيث ذيلت راصد خبرها بعد خطاب الكرامة الشهير للعلامة النمر بما يلي:
«ويأتي ظهور الشيخ النمر بعد أكثر من ستة أشهر من فرض السلطات حظرا على إمامته لصلاة الجماعة بعد احتجازه ليوم واحد في أعقاب تصريحات مثيرة دعى فيها للاستقواء بالخارج ضد بلاده الأمر الذي نفاه في تصريحات لاحقة». انتهى.
وهنا يمكن التعليق على هذا الخبر فنقول: بأن راصد نسبت للعلامة النمر أنه دعا للاستقواء بالخارج، واصفة تلك التصريحات بالمثيرة، إلا أنها نسبت النفي له أيضاً، ولو كانت راصد تريد أن تقرر عدم دعوة العلامة النمر للاستقواء بالخارج لما أشارت لذلك من رأس، مضافاً إلى أنه لا مدخلية لهذه التصريحات في هذا السياق إلا التعريض والتحريض، فضلاً من أن دفاع العلامة النمر الجريء عن حقوق الطائفة ينبغي أن يقع موقع الثناء والإشادة.
الأمر الثالث: اختلاق أحداث ما أنزل بها من سلطان:
حيث رُصدت راصد وهي تفبرك أحداث ما أنزل الله بها من سلطان- وهي مدعاة للضحك المجلجل- من أجل تشويه صورة العلامة النمر اجتماعياً.
مثال: ويمكن أن نمثل لذلك بما يلي: بعد استدعاء السلطات السعودية العلامة النمر في أغسطس 2008 والذي بموجبه أبلغ العلامة النمر حضراً رسمياً للخطابة على خلفية بعض التهم المفبركة، جاءت شبكة راصد لتقدم تحليلاً جهنمياً سبب حالة من الضحك الهستيري لكثير من المتابعين والمراقبين لحيثيات القضية، حيث رُبط استدعاء السلطات للعلامة النمر بتهديدات الكترونية مزعومة ومختلقة وجهها أتباع النمر« الميلشيا كما يحلو لراصد أن تصور» للسلطات على خلفية تنفيذ حكم الإعدام على الشاب عبد الله المطرود وهذا لا أساس له، وهذا الربط العجيب والغريب مما أضحك حتى جدران العوامية وأراضيها « مركز تجمع أتباع الشيخ نمر، كما يحلو لراصد أن تقول». فكأن راصد أرادت أن تقرر للرأي العام-من خلال هذه الصياغة الخبرية المفبركة- أن استدعاء السلطات للعلامة النمر ليس لجهاده وشجاعته وتصلبه في الدفاع عن حقوق الطائفة وكرامتها، وإنما من أجل أن يقوم بعملية ضبط الميلشيا التي يشرف عليها، والتي تختبئ داخل أسوار العوامية. وإليك نص التحليل الجهنمي:
«غير أن مصادر مطلعة ذكرت لشبكة راصد الإخبارية أن الاستدعاء الأخير للشيخ النمر في 23 أغسطس لم يجري على خلفية تصريحاته بشأن الحريات الدينية في السعودية فحسب. وإنما ارتبط الاستدعاء بحسب المصدر بتهديدات نسبتها السلطات لمقربين من الشيخ النمر في المنتديات الالكترونية. وذلك على خلفية عزم السلطات تنفيذ حكم الإعدام الوشيك بشاب من بلدة العوامية متهم بقتل شرطي على خلفية جنائية. وتضمنت التهديدات الالكترونية المزعومة محاولة تخليص الشاب القاتل من أيدي الشرطة إن حاولت تنفيذ حكم الإعدام في بلدة العوامية مركز تجمع أتباع الشيخ النمر بمحافظة القطيف. وطالبت السلطات الشيخ النمر بـ "ضبط" أتباعه قبل وبعد إتمام عملية الإعدام الأمر الذي رفضه النمر جملة وتفصيلا كونه غير معني بتلك التهديدات المزعومة وفقا للمصدر». انتهى.
الأمر الرابع: توجيه الأخبار حسب الأهواء والمصالح:
حيث رُصدت شبكة راصد وهي توجه بعض الأخبار المتعلقة بالعلامة النمر بسياسة ملؤها المكر والدهاء، وذلك من أجل تجييش المجتمع ضده. ويمكن أن نمثل لهذا الأمر بالمثال التالي:
المثال الأول: في الخطاب الشهير للعلامة النمر والذي عرف بخطاب الكرامة، أكد سماحته في نهاية خطابه بأن وظيفة الوجهاء هي الدفاع عن حقوق المجتمع والطائفة، وليس المدح والثناء للسلطات، ولهذا رفض سماحته المدح والثناء من الوجهاء للسلطات من أجل إطلاقه في حال اعتقاله.
وقد ذيلت راصد خبرها حول خطاب الكرامة الشهير بما يلي: «ووجه في الوقت نفسه نقدا ضمنيا للوجهاء لتقديمهم "المدح والثناء" على السلطات وأن عليهم عوضا عن ذلك أن يدافعوا عن المجتمع والقيم على حد تعبيره. وكانت أكثر من 100 شخصية شيعية من الأحساء والقطيف والمدينة المنورة اجتمعت مطلع الجاري مع كبار المسئولين السعوديين لتطويق التداعيات التي أعقبت أحداث البقيع.أعقب ذلك مباشرة إطلاق السلطات للمعتقلين على خلفية الأحداث في المدينة المنورة إلى جانب المتهمين بالمشاركة في المسيرات الاحتجاجية في القطيف». انتهى الاقتباس من راصد.
ويلحظ القارئ أن شبكة راصد صورت الرفض الذي أبداه العلامة النمر للمدح والثناء وكأنه هجوم مباشر على الوفد الشيعي الذي شكل للقاء الملك، مما يجعل العلامة النمر في قبال أكثر من 100 شخصية من العلماء والوجهاء، وذلك من أجل إحداث صدام وتجييش اجتماعي ضد العلامة النمر.
- الأمر الخامس: فتح الضوء الأخضر أمام أصحاب المصالح والمغرضين:
حيث وجدنا أن أبواب شبكة راصد دائماً ما تكون مشرعة أمام جميع من يريد النيل من سماحته بقاموس من الألفاظ البذيئة التي لا تتناسب مع أهل العقل والدين، وهذا الأمر- مع شديد الأسف- حوّل شبكة راصد إلى بؤرة للفتن والتشققات الاجتماعية، والتي عادة ما تبدأ مع التعديات السافرة على العلماء، والتي هي أقرب ما تكون إلى التهريج منها إلى النقد الموضوعي، والذي هو محل إقرار أهل العقل والشرع.
وهنا ستقفز علينا شبكة راصد لتؤكد لنا بأن أبواب الشبكة مفتوحة للرأي والرأي الآخر، إلا أننا نرى أنه هذه الشعارات البراقة والمطرزة بشكل بديع لا تصمد على أرض الواقع، بل أنها سرعان ما تتبخر حينما يطال الرأي الآخر بعض الرموز. وإليك أيها القارئ بعض النماذج:
المثال الأول: مشاركة باسم «أبو السادة» حيث يقول: والله الشيخ نمر سياسي محنك وصاحب خطط جهنمية ما تخطر على بال.. ويش يصير اليك تشي قيفارا؟؟!!! الله يساعد مجتمع انت قائد فيه!!.. ثم يقول: هل فكرت ايها السياسي المحنك الذي تملك العمق والرشد الفكري والوعي السياسي عن امكانية وجدوائية هذه الاعمال، بمعنى اخر ماذا ستكون النتائج «الربح والخسارة» من خلال هذه الخطوات، ام سياستك اصرخ ثم اصرخ حتى لو لم تكن هنالك اي نتيجة..
المثال الثاني: مشاركة لرجل المخابرات باسم «إنسان بسيط وليس جبان»- وهو كذلك يسب ويشتم وهو متستر خلف الشاشة- حيث يقول:
هو معروف مكانه لدى السلطات الأمنية وهو أراحهم من مشاكساته وطول لسانه وسجن نفسه بنفسه. كلمة من على المنبر وقالها بانفعال « كم تحتاج إلى ممارسه وفن في العمل السياسي ». والمقولة المشهورة « ليت لي عنق الجمل, حتى أزن الكلمة قبل النطق بها ...» فالرجل وكما قال وكيل الوزارة زارب القحطاني مرصود مكانه ولكن نحن لن ولن نذهب له ونحن مرتاحين من عزله لنفسه وان حب أن يخرج ليسلم نفسه لأقرب مركز شرطة فأهلا وسهلا وان خرج للهروب سوف يتم القبض عليه من اقرب نقطة أمنية ترصده على مدار 24 ساعة ونصيحتي له أن يزن الأمور بميزان العقل وللخروج من المشكلة التي وضع نفسه فيها هي نفس الكلمة التي أدخلته عزلته فللكلمة سحرها وللكلمة عقابها ولبيب بالإشارة يفهم. ومن أراد الاستزادة فليراجع شبكة راصد، حيث نشرت تقريراً متكاملاً لرجل المخابرات هذا.
ولكيلا يتهمنا المتنطعون بأننا نحضر النقد أقول: إن باب النقد البناء مفتوحٌ على مصراعيه، أما الهجوم اللاذع وجلد الضحية بأساليب عفا عليها الزمن، فهو غير مقبول بتاتاً، بل ولا بد من إدانته من قبل جميع أطياف المجتمع، لأن الوقوف مع الجلاد بدل الوقوف مع الضحية ليس إلا من أعمال الانتهازيين.
- الأمر السادس: عدم نشر كثير من التعقيبات:
فإذا أرادت شبكة راصد تحجيم العلامة النمر وتقليص امتداداته الاجتماعية أمام الرأي العام، تعمد إلى أسلوب الحجر الإعلامي لكثير من التعقيبات التي تدافع عن العلامة النمر، أو التي ترد على مخالفيه بالتي هي أحسن، أو التي تكشف سياستها المتهاوية. وهكذا قد تلجأ الشبكة إلى تأخير نشر التعقيبات الإيجابية مدة معينة من أجل قتل التفاعل مع الأخبار والمقالات المرتبطة بسماحته، أو أقفال خاصية التعقيب بعد سلسلة من التعقيبات الخارقة، وهذه السياسة ليست خاصة مع العلامة النمر، وإنما هي سياسة راصدية سارية المفعول في محافل كثيرة، ويمكن أن نمثل لها بما يلي:
المثال الأول: يقول الأخ أبو علي: "ممكن أفهم من القائمين على راصد المبجلين عن السبب في عدم نشر تعقيباتي..!! هل تنشرون فقط التعليقات التي تتوافق مع ارائكم او تحليلاتكم!! اين الامانة والحرية في نقل وعرض جميع الآراء والتعقيبات والتعليقات!!!" انتهى التعقيب. وهذا الأمر يمكن تأكيده أيضاً من خلال تجارب شخصية لكثير من الأخوة تشهد بصحة ما نقول.
مضافاً إلى ذلك بأن هناك زعمٌ وإدعاء أن الشبكة تتلاعب برتيب التعقيبات، فتقدم تعقيبات السُباب وإن جاءت متأخرة زمنياً، وذلك من أجل حرف مسار التعقيبات إلى دوامة من الشجار والعراك بين المُعقبين، بل إن الأمر أعظم من ذلك فهناك من يدعي أن الشبكة تقوم باختلاق تعقيبات بأسماء وهمية لا يوجد ورائها إلا محرري راصد. و الحق يقال أن هذه الدعاوى والمزاعم ليست ببعيدة لو لا أنها مما يصعب إثباته، مع أن الوجدان قد يقضي للقول بذلك.
- الاختلاف في الفكر لا يستدعي التسقيط يا راصد:
إن المتابع للساحة الإعلامية المحلية يدرك بكل وضوح بأن جل الشبكات الإعلامية المحلية لزمت أخلاقيات المهنة في التعاطي مع بقية الفرقاء الذين يختلفون معهم في أساليب العمل السياسي، ومن هذه الشبكات «شبكة الملتقى» والتي ابتعدت عن الأساليب الطفولية في التعريض بالأشخاص، فوجهت النقد إلى مدى أهلية مشروع الحوار والتوصل مع السلطة كخيار أساس تنتهجه الطائفة الشيعية للإصلاح السياسي، دون أن تفتح أبوابها للمهرجين ليصبوا ما تجود به قريحتهم الفذة من صنوف السباب والشتائم كما فعلت شبكة راصد مع العلامة المجاهد النمر، بل إن ما تتمتع به شبكة«الملتقى» من صدق دفعها إلى أن تؤكد في محافل ومناسبات متعددة بأن الاختلاف الفكري لا يسوغ لنا الاعتداء على بقية الرموز التي نختلف معها في أساليب العمل السياسي ، بل حتى الخلافات الشخصية والأحقاد والضغائن ليست مسوغاً لتجاوز الإنصاف والموضوعية، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾».
فهلاَ تأدبت شبكة راصد بهذه الآداب الإعلامية التي سطرتها لها منافستها «الملتقى» وانتشلت نفسها من أوحال الحزبية والأنا المستفحلة إلى أنهار القيم والمصالح الاجتماعية العامة!
ويبدو أن الرصيد الشعبي الكبير لشبكة راصد والذي اكتسبته منذ تأسيسها واستفرادها بالساحة الإعلامية في وسط شيعة المنطقة أصاب القائمين عليها بالغرور، مما أدى إلى سقوطهم في أوحال الحزبية والأنا المستفحلة التي أوصلتهم إلى الاعتقاد أن الشبكة هي العصا الضاربة التي يستطيعون من خلالها إزاحة كل الخصوم الفكريين والسياسيين حتى ولو كان ذلك على حساب القيم والمصالح الاجتماعية العامة.
وأخيراً أذكر راصد بتقوى الله والتوبة عما سلف، ومتى ما قررت راصد أن تتوب إلى الله عما بدر منها من فتن وتحامل على المؤمنين وتلاعب بالحقائق، فعليها أن تصحح من سياستها الداخلية مع مخالفيها الفكريين. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا* إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا﴾
ولتعلم راصد بأن رضا الله أهم من مكاسب الحزب والجماعة، والتي ما هي إلا سراب.