تبا لغسل العار على سطوح العالم!!

علي آل غراش *

مقتل فتاتين على يد شقيقهما رميا بالرصاص أمام نظر والدهما حين استلامهما- من مؤسسة حكومية دار الرعاية الاجتماعية

هل من حق أي إنسان يبتلى ويختبر بقضية أخلاقية ، أن يقوم بعمل شيطاني أحمق، وبجريمة اكبر وأعظم عند الله بالتحول إلى مجرم قاتل؟

بعد القبض عليهما في قضية أخلاقية - في وسط طريق عام في حي المربع بمدينة الرياض، حادثة هزت المجتمع وأصبحت حديث الساعة وتحولت إلى قضية إنسانية عالمية، بسبب بشاعة الجريمة وردة الفعل الشيطانية البعيدة عن الروح الإنسانية والعدالة والقانون، حيث تحول الأخ وبسبب الغيرة والدفاع عن الشرف إلى قاض ومنفذ، والى مجرم مذنب في نظر القانون والشرع حيث تلطخت يداه بالدم وقتل النفس الإنسانية، وأي نفس.. إنهما أختاه من لحمه ودمه.

وإذا كانت الحجة والمبرر لارتكاب جريمة القتل للاختين هي غسل العار والفضيحة والإثبات للآخرين من أهل القبيلة والقبائل الأخرى بان العائلة رافضة لذلك العمل وأنها قامت بغسل العار بالدم، فالحقيقة أن عملية القتل البشعة لم تغسل العار والشرف بل ساهمت في نشر الفضيحة عبر الفضاء على مستوى العالم وليس فقط على سطوح منازل العائلة بسبب بشاعة الجريمة الدموية، وتحول مرتكب عملية غسل الشرف إلى مجرم مذنب قاتل للنفس البشرية ومصيره القتل في الدنيا والعقاب في الآخرة.

هل من حق أي إنسان يبتلى ويختبر بقضية أخلاقية ، أن يقوم بعمل شيطاني أحمق، وبجريمة اكبر وأعظم عند الله بالتحول إلى مجرم قاتل؟

هل المجرم القاتل باسم غسل العار نتاج للفكر الديني والاجتماعي والقبلي القشري الذي صنع منه مجرما لم يحتمل فضيحة شرف تتعلق ببنات عائلته، هل المجتمع والعادات شريكان في الجريمة عندما سمحا وتساهلا بقتل النفس (المرأة) باسم غسل العار؟

 من المؤلم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تتحرك الغيرة عند الرجال بالدفاع عن الشرف بأي طريقة ولو بالقتل ، ولكن هذا الرجل الذي يرتكب جريمة القتل باسم الدفاع عن الشرف لا يكترث أن يرتكب جريمة اعتداء على الشرف مع بنات جيرانه أو مجتمعه، ولا يتحرك دمه عندما يكون مرتكب جريمة الشرف من أخوانه أو أبنائه أو أفراد عائلته، وكأن بنات الجيران والمجتمع لا شرف لهن؟

لماذا الشرف يتعلق فقط بخطأ الفتاة، ولا يتحول جرم الرجل الذي يرتكب الجريمة بالإجبار والإكراه وتحت السلاح (الاغتصاب) لا يصنف بأنه اعتداء على الشرف وانه مجرم يستحق اقسى العقوبة وبحاجة لغسل؟

وما السبب الذي جعل الفتيات يرتكبن هذه الخطيئة وتلويث شرفهن وشرف عائلتهن، هل للأسرة والمجتمع والثقافة والإعلام دور في ذلك، أين دور الأسرة العائلة ودور الوالدين والأخوة والأخوات في التربية الصالحة وبث الثقافة التي تحصن أفراد العائلة جميعا من بنين وبنات وتزرع الثقة والاطمئنان؟

ان المرأة أمانة يجب الاعتناء والاهتمام بها ورعايتها فهي الأم والأخت والزوجة والبنت، وينبغي النظر في حل المشاكل التي تعاني منها المرأة في مجتمعنا بسب الثقافة البعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي الأصيل والتعامل الإنساني النبيل. فهناك بطالة وعنوسة وظلم واستغلال.

وفي الختام هل للجهات القابضة ومنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تتفاخر بعمليات القبض وتنشرها في

ان المرأة أمانة يجب الاعتناء والاهتمام بها ورعايتها فهي الأم والأخت والزوجة والبنت،

الصحف لإثبات قوتها وأهميتها، وكذلك الجهات الأخرى دور في الفضيحة وتصاعد حدة ردة الفعل عند الأهل، وأين ثقافة الستر للعيوب والعورات فرصة للتوبة كما طالب جل وشأنه وهو الستار؟

وعلينا أن نرفع أيدينا نحو السماء بالقول سترك يا رب وبالدعاء: «بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد

 يا من اظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى يا منتهى كل شكوى يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه يا الله يا مولاه ..يا غاية رغبتاه صل على محمد وآله الطاهرين

كاتب سعودي