من الذي جرد المرأة إنسانيتها؟؟
قد ينظر الحضاريون ـ كما يطلقون على أنفسهم ـ إلى كلمات قلمي الداعية إلى طريق الحق الإلهي، إلى العفاف والفضيلة . بأنه قلم مفلس رجعي، ليس له في الحضارة من شيء! شأنه شان بقية الأقلام الإسلامية الظالمة للمرأة. ـ على حد تعبيرهم ـ .
وأنا بدوري أنظر النظرة عينها إلى أقلامهم المكسرة للعفة والطهارة، السالبة للمرأة كرامتها، عزتها وفخرها.و التأريخ خير شاهدا على ما أقول فهو زاخر بمواقفهم السلبية وكلماتهم المحقرة من شأن المرأة ومكانتها.
فها هو سقراط يجردها من إنسانيتها بكل جرأة فيقول:«حيوان بليد أحمق ولكنّه من بواعث الفرح والسرور».
والعبارة تشير إلى حيوانية قائلها ـ الفيلسوف المشهور سقراط ـ ، فهو وصف المرأة بالحيوان البليد الأحمق وجردها من إنسانيتها وعقلها وفي الوقت عينه ذكر بأنها باعثة للفرح والسرور، فكيف يكون ذلك؟؟
أما المؤتمرون الذي شاركوا فرنسا مؤتمرها عام 586 م الباحث عما إذا كانت المرأة إنسانة أم لا ؟؟ اعترفوا بعد مباحثات طويلات بإنسانتيها مشروطاً بأن هدف خلقتها محصوراً لخدمة سيدها الرجل.
أما نحن المسلمون فنظرتنا تختلف تماماً عن هذه النظرات المغلوطة فها هو القرآن الكريم دستور الإسلام يحوي آيات مقدسات ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً ونساءً ﴾ ، وغيرها الكثير من النصوص التشريعية الإلهية التي تنص وتؤكد على وحدوية نظرة الشارع المقدس للجنسين الذكر والأنثى. فلا يوجد طمس لهوية المرأة الإنسانية في ظل الإسلام كما يطبلون بمزاميرهم. فجميع نصوص الإسلام تحترم المرأة وتطهرها من الدنس الذي يرغب جاهلية هذا الزمان بتدنيسها به تحت شعار حرية المرأة، وظلامه المرأة الخ..من كلمات الحق المراد بها باطلاً.
وعندما نقول جاهلية هذا الزمان فإننا نقصد بهم تلك الجماعات المناهضة للدين الإسلامي، الذين تمكنوا من اللعب بعقول العديد من النساء الجاهلات، اللاتي توهمن صدق شعاراتهم ـ المطالبة بحرية المرأة ـ. فنظرنّ إلى الشعار من زاوية واحدة ولم تلمنّ بكل الزوايا كما كان يتوجب عليهنّ فعله. فهن لم يتساءلن عن معنى الحرية المراد أتاحتها لهن؟؟ ولا طبيعتها وماهيتها!
فهل الحرية تعني نزع الحجاب و التخلي عن مبادئ وقيم الدين الإسلامي؟؟
إذا كانت الحرية تعني ظاهرة اللاحجاب فهي حرية كاذبة، فالحجاب ليس مانعاً يمنع المرأة من مزاولة نشاطاتها المختلفة من نشاطات اجتماعية، سياسية، اقتصادية. فكثير من فتيات مجتمعنا الإسلامي تمكنّ من الحصول على الشهادات العالية والأعمال الممتازة وهن يرتدين كامل حجابهن الشرعي.
وإني لأرى أن تجريد المرأة من حجابها يعني تجريدها من إنسانيتها، وحث الرجل على النظر إليها برؤية أنثوية بحته بعيده كل البعد عن الإنسانية والطهارة وبالتالي جرها إلى مصائد الشهوات الحيوانية الرجولية . وهذه من الظلامات الحقيقية للمرأة.
أم هي تعني نزول المرأة إلى سوق العمل؟؟
إن كان كذلك، فلابد أن يكون مشروطاً بنوعية عمل معينه تتلاءم مع طبيعة المرأة، فليس من المعقول أن تقوم المرأة بحمل الأثقال وأداء المهمات الصعبة التي وضعت للفحول .ولا تلك الدعايات التي توظف جسد المرأة خاماً لجلب الأرباح الاقتصادية لشركاتها التجارية.
وفي الختام، أقول لهذه المرأة ..
أنتي من فتح الباب على مصراعيه لهذه الجماعات التافهة، وبيدك غلقه وحكمه، بتمسكك ورجوعك إلى القوانين السماوية التي حفظت إنسانيتك وطهارتك.
لتعودي تبصري النور الرباني، فيشع في قلبك النور السرمدي، وتواصلي المسيرة التي خلقت من اجلها، وتعيشي كما أراد الله لك العيش، معززة مكرمة بالإسلام.