لماذا الاعتداء والتخوين للمواطنين؟
لماذا يحاول البعض صناعة الأزمات بين المواطنين، وتعريض اللحمة الوطنية للخطر، من خلال تخوين بعض المواطنين والتشكيك بولائهم الوطني، وما الموقف .. من ذلك؟.
الحكم في الوطن وحسب ما جاء في «النظام الأساسي للحكم» في المادة 8: «يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية». أي ان جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وجاء في المادة 26: «ان الدولة تحمي حقوق الإنسان..»، وفي المادة 27: «تكفل الدولة حق المواطن وأسرته..»، وجاء في المادة 12: «تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام». ويؤكد قادة الوطن ان «الحكومة لا تفرق بين مواطنيها وان الحكومة لا تستهدف أحدا بسبب مذهبه».
لماذا يحاول البعض صناعة الأزمات بين المواطنين، وتعريض اللحمة الوطنية للخطر، من خلال تخوين بعض المواطنين والتشكيك بولائهم الوطني، وإثارة النعرات الطائفية والطعن في معتقدهم، وإدخال الوطن والمواطنين في دوامة التصعيد الخطير، كما يفعل بعض المتشددين؛ وفي ذلك مخالفة صريحة لجهود الدولة التي تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومنع الفرقة والفتنة والانقسام؟.
ما الموقف ممن يخالف المادة 12 من «النظام الأساسي للحكم» عبر تعريض اللحمة الوطنية للخطر والدعوة للفرقة والفتنة والانقسام بين المواطنين، وتضييع جهود الحكومة برعايتها ودعمها لمؤتمرات حوار الأديان والحوار بين المسلمين والحوار الوطني؟
إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسعى من خلال رعايتها للمؤتمرات العالمية منها «مؤتمر حوار الأديان» الذي عقد بمدينة نيويورك في شهر نوفمبر 2008م، اثناء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ63، بحضور العديد من الزعماء والشخصيات أتباع الديانات المختلفة، حيث اقترح الملك بإنشاء مؤسسة عالمية للسلام والحوار الإنساني تنبثق من الأمم المتحدة. وقال جلالة الملك: «نقول اليوم بصوت واحد ان الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم».
وقبل ذلك شهدت اسبانيا أعمال «المؤتمر الدولي حول الحوار بين الأديان» برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وبحضور الملك الإسباني خوان كارلوس، وبحضور مئتي شخصية من جميع الأديان منها اليهودية، وألقى الملك عبد الله كلمة شدد فيها على القواسم المشتركة بين الأديان السماوية، ودعا إلى «حوار بناء لإطلاق صفحة من المصالحة بين الأديان بعد خلافات كثيرة». وقال: «القواسم المشتركة بين الأديان السماوية الكبرى هي الإيمان بالله الواحد».، وأشار إلى أن غالبية الحوارات أخفقت لأنها ركزت على الخلافات وأنه كي يتحقق النجاح لهذا المؤتمر يجب التشديد على القواسم المشتركة.
وشهدت مكة المكرمة في عام 2008م انعقاد «المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين المذاهب الإسلامية» حضره المئات من العلماء المسلمين شيعة وسنة، اذ أكد خادم الحرمين الشريفين على «ردم الفوارق ونبذ الخلاف بين أتباع الديانات».
ولترسيخ ثقافة الحوار بين المواطنين السعوديين وتقوية اللحمة الوطنية، دشنت الحكومة في عام 2003م. اللقاءات الفكرية للحوار الوطني السعودي شارك فيها شخصيات من جميع الأطياف والتيارات الدينية والحداثية والليبرالية ومنها شخصيات دينية شيعية وسنية.
إذا كان خادم الحرمين الشريفين يدعو لردم الفوارق ونبذ الخلاف بين أتباع الديانات، وعدم التركيز على الخلافات وأنه يجب التشديد على القواسم المشتركة وهي الإيمان بالله الواحد، وان الأديان فرضت لإسعاد البشر ولا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم. فلماذا لم تتحول هذه الأفكار إلى منهج يطبق على ارض الواقع داخل الوطن؟ ولماذا بين الفينة والأخرى تبرز في السعودية دعوات متشددة ومتطرفة وتكفيرية تخالف جهود الحكومة في نشر ثقافة الحوار والتعددية بين الأديان والمذاهب والتسامح والتعايش بين المواطنين السعوديين، والعمل على إثارة الطائفية والتشكيك في معتقد وولاء المواطنين السعوديين نتيجة الاختلاف المذهبي والفكري، وإدخال المواطنين في دوامة التوتر والغليان؟!
اننا مع الدولة بضرورة تطبيق الأفكار التي طرحت خلال المؤتمرات التي ترعاها الحكومة بين المواطنين أولا. وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم التعددية والحرية ومنها حرية ممارسة التعبد، ومعاقبة كل من يعتدي على معتقد الآخر أو تخوينه لمجرد الاختلاف وان مرجعيته الدينية والفكرية بالخارج، ونرفض أي عمل يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام بين أبناء الوطن من أي جهة أو جماعة أو تيار، بدواعي دينية أو مذهبية أو فكرية أو قبلية أو مناطقية، واننا ضد كل من يعتدي على الوطن والمواطنين من الداخل والخارج وعلى أتم الاستعداد للدفاع عن تراب الوطن الغالي من قبل أي جهة معتدية، وليس من حق أي طرف أو جماعة أو تيار أو شخص مهما كان أن يشكك في ولاء أي مواطن، والتشكيك في وطنيته وإثارة النعرات الطائفية البغيضة.
ياجماعة؛ لكي تسود ثقافة الحوار والتعددية والتسامح والتعايش بين المواطنين، يجب أولا القضاء على وباء التعصب والتطرف والتكفير والجهل المركب، والأهم نشر ثقافة الحرية والتعددية والعدالة والمساواة، وان الوطن لجميع المواطنين. حفظ الله الوطن