معاناة بنغالي
كعادتي اليومية في احتساء فنجان من القهوة بداية دخولي غرفة المعلمين وكعادته هو يقوم بتنظيف مكاتبنا.
ذات يوم دار بيني وبينه حوار صغير:
مااسمك : بدر الدجى
كم سنة وانت تعمل في السعوية: 3 سنوات
هل تعمل هنا فقط : انا اعمل في الصباح في المدرسة وفي الظهر في غسيل السيارات وفي المساء في تنظيف المنازل
مازحته قالاً : ما شاء الله في فلوس واجد.
نظر في وجهي وعيناه تقارب على ذرف الدموع وتحتها تخبئ معاناة كبيره، سألته لماذا هذا الحزن في عينيك : تردد اولآ وبعد اصراري عليه. قال دفعت 16 الف ريال لدخول السعودية سوف اسددها من راتبي الذي يبلغ 800 ريال فقط اسدد منها 600 ريال لمن اعانني على ذلك وكفيلي يأخذ 150 ريال لقاء عملي في الخارج وانا اعيش على غسيل السيارات وتنظيف المنزال واحتاج الى سكن ولقمة عيش ومصروف لأهلي شهرياً.
دخولي للسعودية كان من احلامي الكبيره واحلام الكثير من ابناء بلدي لتحسين مستوى المعيشة ولكنني اعيش لقوت يومي فقط، انتم تجبروننا على سرقتكم وهتك اعراضكم ونشر الفساد في بلدكم لأنكم لا تملكون الرحمة وتعاملوننا كأننا حشرات.
كلماته اوفقتني وندائته افزعتني وتحذذيرته اخافتني!!
اين نحن من كل هذا، جلست بين نفسي احدثها بعد أن برد فنجان القهوه واصبح بلا طعم وانا اقلبه بين يدي واقول ان كان فعلاً ما يروج عبر وسائل الإعلام من ان غالبيه المستقدمين من العماله الوافده هم من ارباب السوابق فكم نسبتهم من هولاء المساكين وهل نحن نساهم بشكل كبير في افساد البقيه ونجعل منهم ارباب سوابق ايضا... الم يحن الوقت المناسب لدراسة اوضاعهم وقرع جرس ألإنذار.لأن لا يكونوا بمثابة القنابل الموقوته والتي تنفجر تمرداً على الحال المئساوي الذي تعيشه... كلها اسئله جعلنتي حائراً... في معاناة هذا البنغالي!!.