معا ضد الطائفية

أ . بدر الشبيب *


نصف الكأس الآخر ، الذي يجب أن لا نغفل عنه بعد تصريحات العريفي المسيئة، هو الأصوات التي تعالت من خارج الطائفة الشيعية منددة بتلك التصريحات وداعية إلى نبذ التكفير والخطاب الطائفي المقيت.

الأسماء كثيرة، وهذا دليل عافية وطنية، برغم الأربعين باصما الذين أيدوا العريفي، و" خرجوا لنا ببيان ينضح عنصرية ويفيض بقيح طائفي مقيت" كما يقول عبد الرحمن اللاحم في مقاله ( فتنة وأربعون باصما ).

حكاية الحكواتي وفضيحة خطاب التكفير، أزمة الخطاب الطائفي، انزعوا فتيل الفتنة بين السنة والشيعة، قطار التعايش متى ينطلق لإخماد شرارة الطائفية، السفه الطائفي والحراك القاعدي، كفانا فرقة، تهافت معطيات الخطاب الطائفي في السعودية،... الخ، عناوين لمقالات مناهضة للفكر الطائفي نشرها مؤخرا سعوديون هم على الترتيب: محمد علي المحمود، عبد العزيز السماري، الشيخ عائض القرني، عبد العزيز محمد قاسم، عبد الله بن بجاد العتيبي، زينب حفني، عبد الرحمن الوابلي.

هذه الأصوات وغيرها كثير من مثل سمر المقرن وحمزة قبلان المزيني ومخلف بن دهام الشمري وعبد الله فراج الشريف وخلف الحربي، يمكن أن تشكل في الواقع نواة لجمعية وطنية لمناهضة الطائفية تضم إليها مختلف مكونات المجتمع السعودي وتقوم بالدور الأهم في المرحلة الحاضرة المتمثل في التصدي المنهجي لكافة الممارسات الطائفية أيا كان مصدرها، وتحويل مشروع ميثاق التعايش الطائفي الذي يتضمن وقف التكفير وتجريم الإساءات الطائفية ورفع التمييز وتعزيز وحدة الأمة إلى وثيقة وطنية رسمية تقرها الدولة وتتبنى تطبيقها.

أما نحن المنتمين للطائفة الشيعية في السعودية فعلينا أن نقف مع هذه الأسماء وأمثالها بالتواصل معها وتشجيعها والثناء على رؤاها الخيرة ودعواتها المستنيرة، فكما ندين المسيئين يجب أن نشكر المحسنين، وهذا أقل الواجبات تجاههم، كما إن علينا أيضا أن نتصدى لكل صوت نشاز يخرج من بيننا يمكن أن يتسبب في إيقاد نار الطائفية البغيضة التي إن اشتعلت – لا سمح الله – فإنها لن تستثني أحدا.

 

أديب وكاتب وباحث في علوم اهل البيت عليهم السلام