الشيخ حسن الصفار في فمه ماء
الشيخ حسن الصفار في فمه ماءمحمد رضا العبدالوهابأمتدح الشيخ العبيكان الشيخ حسن الصفار بأنه يحرم سب الصحابة ، وهكذا فعل الشيخ سعد البريك خلال برنامج (البيان التالي) الذي يقدمه الصحفي عبدالعزيز القاسم ، ومقتضى سكوت الشيخ الصفار قبوله تحقق تهمة سب الشيعة للصحابة ، ولكن حسن ظني بالشيخ الصفار يجعلني أظن أن في فمه ماء وهل ينطق من في فمه ماء؟إذ توجد ملاحظات مهمة لا أظنها تغيب عن فهمه وهي كالتالي:
أولا/ يحتج القوم على تحريم سب الصحابة تارة بالروايات وأخرى بأن لازم سب الصحابة تكذيب النبي صلى الله عليه واله لأنهم الطريق لوصول القران وساير ما أتى به النبي
.
ولكن الروايات هي حجة لمن تثبت عنده فقط ، واما لزوم تكذيب النبي فهو وجداني البطلان إذ مع فرض ثبوت تهمة سب الصحابة فالشيعة تؤمن بقرآن المسلمين وتؤمن بالله وكتبه ورسله وبيوم الجزاء وبالقدر و القضاء ولا تنكر ضروريا كالصلاة والصوم والحج والزكاة وغيرها فاللازم المزعوم لا يحتاج نفيه إلى برهان.
ثانيا/ كلمة الصحابة جمع محلى بأل وهي تفيد العموم أي جميع الصحابة وعددهم يربو عن مائة الف على أقل تقدير فهل الشيعة يسبون جميع الصحابة وهل سمعتم شيعيا يقول اللهم العن جميع الصحابة؟.
فهذا واضح الفساد خصوصا مع كون علي وأبنائه ومناصريه من الصحابة ، فالشيعة على فرض ثبوت التهمه يسبون بعض الصحابة ولو طلبت من شيعي من عامة الشيعة أن يعدد لك أسماء بعض أصحاب النبي فلا أظنه يعرف أكثر من عشرة أو عشرين، فكيف يسب جميع الصحابة ؟. فالتهمه فيها تعميم وإيهام مقصود والمراد عدد محدود من الصحابة أشير إليهم في بعض رواياتهم صراحة او تلميحا، ومن الواضح ان سب هذا العدد المحدود - فرضا - لا يلزم منه تكذيب النبي .
ثالثا / ان لعن بعض الصحابة- فرضا -على فرض ثبوت نفاقهم وعدم إسلامهم حقيقة او ارتكابهم ما يخرجهم عن الإسلام ليس فيه محذور وقد لعن الله المنافقين في سورة ( الأحزاب)، ووجود سورة كاملة بالقران الكريم باسم (المنافقون) وفيها تحذير وتنبيه للرسول منهم، وهكذا رسول الله كما هو ثابت عند الفريقين.رابعا/ هناك فرق بين السب واللعن فالسب يرادف الشتم راجع صحاح الجوهري و تاج العروس للزبيدي، وأما اللعن فهو الطرد والإبعاد عن الخير أو عن رحمة الله، فاستعمال احد اللفظين محل الآخر فيه تلبيس.
