مساجد وسجناء "الخبر" قضية يجب أن تحل
أهالي المنطقة الشرقية بشكل خاص وكافة المواطنين بشكل عام كانوا يأملون أن لا تصل تداعيات قضية إغلاق مساجد الخبر، ومنع إقامة صلاة الجماعة في منازل الأهالي من المواطنين المخلصين للوطن الغالي، المحبين والمنتمين لمدرسة آل البيت، إلى هذا المستوى - بسجن عدد من المواطنين بذريعة إقامة الصلاة جماعة في منازلهم - وان تبقى هذه القضية الحساسة والمزعجة لجميع المواطنين بدون حل جذري إلى هذا اليوم الذي يشهد زيارة خادم الحرمين الشريفين لأبنائه في المنطقة، ليتفقد أحوالهم والاطمئنان عليهم والعمل على راحتهم.
وبمناسبة هذه الزيارة الغالية على أبناء الوطن والمنطقة، بعث المواطنون السعوديون الشيعة في المنطقة وبالخصوص في مدينة الخبر، برقية إلى والدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، يناشدونه بإصدار أوامره الكريمة لإطلاق سراح أخوانهم السجناء بسبب إقامة الصلاة جماعة في منازلهم، وان يصدر قراراته بان يتم السماح لأبنائه أهالي الخبر بإقامة الصلاة جماعة في مساجدهم الخاصة المغلقة، وان يسمح لهم ببناء مساجد لإقامة شعيرة الصلاة الواجبة على كل مسلم، وذلك حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها في الوطن مع الطوائف.
بلا شك ان قضية إغلاق مساجد الخبر ومنع بناء مساجد للمواطنين من أبناء الطائفة الشيعية في الدمام والخبر والظهران وبعض المدن الحديثة في المنطقة الشرقية التي تمثل المنطقة الحاضنة للشيعة في الوطن، عمل لا يتناسب مع مكانة بلاد الحرمين الشريفين التي تحتضن أكبر عدد من المساجد في العالم وتعتني بها عناية خاصة. لاسيما إن الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين تدعم بناء المساجد في كل مكان في العالم، وتدعم حوار الأديان والتعددية المذهبية، وتدعو للتسامح الديني والمحبة بين البشر من خلال رعايته للعديد من المؤتمرات حول ذلك داخل الوطن وخارجه.
إننا نأمل من خلال زيارة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية، أن يتم وضع حد نهائي لهذه القضية عبر حلها بشكل جذري عبر الجهات الرسمية المسؤولة، لكي تعود البسمة والسعادة إلى قلب كل أم وزوجة، والى قلوب أبناء وبنات وأهالي وأصدقاء المواطنين المسجونين بالإفراج السريع عنهم، وان تكتمل الفرحة بالسماح لأبناء الوطن الشيعة ببناء دور العبادة لهم وممارستهم حريتهم الدينية والسماح لهم بدفن أمواتهم في المقابر أو السماح لهم ببناء مقبرة خاصة بهم. فالقضية لا تستحق التصعيد والتشدد، بل ينبغي التعامل معها بأنها قضية حقوقية وبسعة صدر وعقلانية ومسؤولية من قبل جميع الجهات بدون تصعيد امني..، وللمعلومية فأهالي الخبر من المواطنين الشيعة المخلصين للوطن، والتاريخ يشهد لهم بأنهم ومنذ تأسيس مدينة الخبر الحديثة بعد الطفرة النفطية لهم دور في تطورها وعمرانها، وهم يشكلون جزءا هاما من التركيبة السكانية، وكانوا يمارسون حريتهم التعبدية بحرية ومنها الصلوات في مساجدهم بدون إزعاج.
إن الوطن الغالي يواجه تحديات كبيرة ومنها المواجهات مع أعداء الوطن من الإرهابيين؛ فحرام أن يتم اشغال قيادة الوطن والجهات المهمة ومنها الأمنية في الوطن بملف المساجد وتأدية الصلوات اليومية جماعة، الذي هو في الحقيقة حق من حقوق كل إنسان وبالخصوص المسلم حسب الشريعة، ولكل مواطن حسب نظام الحكم. وان قضية مساجد وسجناء "الخبر" قضية حقوقية وطنية يجب الإسراع بحلها من الجذور وإغلاق هذا الملف الذي سبب صداع لكافة المواطنين؛ وحل معاناة أهالي المدن الأخرى برفع المنع ببناء دور للعبادة وممارستهم حريتهم الدينية. وقيادة الوطن قادرة على حل هذه القضية من جذورها، ونشر روح السعادة والفرح إلى قلب كل مواطن بالساحل الشرقي وفي جميع ارجاء الوطن.المواطنون في بلادنا يريدون أن يعيشوا في ظل الامن والامان والعدل والاحترام والحرية ومنها حرية العبادة بهدوء، وخدمة الوطن.