إحياء المصيبة العظمى... إصرار على إحياء الصلاة

و رفض للظلم و الاستبداد

منتظر الشيخ أحمد
من يخفى عليه شجاعة علي ؟! و بطولات علي ؟! ذلك الضرغام التي عجزت الكتب و المنابر أن تحصي شجاعته و بطولاته التي يعترف بها العدو و الصديق، و المخالف و الموالي، و لم ولن يوازي أحد في العالمين بطولة و شجاعة علي(عليه السلام).
لا عجب أن ذلك البطل الضرغام الذي جعل الله الدنيا و ما فيها خاضعة بين يديه و جعله قسيم الجنة و النار قد كسرهُ دفن الناموس الإلهي وبضعة أشرف الأنبياء وأُمُّ الأئمة النجباء فتراه يخاطب أخاه رسول الله بعد رحيل الحبيب و الزوجة و الشريك قائلاً "أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ ، وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ"
 
رحلت مولاتنا أُمِّ الأئمة النقباء و هي تحمل همَّ الأمة الإسلامية، رحلت و هي قلقة على مصير الأمة المشؤوم و المؤلم بعد شهادة رسول الله و الانقلاب السياسي على الإسلام.
 
لقد صرخت الزهراء في وجه المتآمرين تحت سقيفة بني ساعدة محتجاً على زحزحة الوصي عن زعامة الامّة بعد الرسول الاعظم، نافية شرعية المنقلبين.
لقد دافعت مولاتنا الزهراء عن حجة الله على خلقه و خليفته في أرضه لتسطر درساً مهماً لكل الأمة الإسلامية في ضرورة عدم الاستخفاف في الأمور التي تخص القيادة الإسلامية، و لا يناصروا مَن هم ليسوا أهلا لها، و لا يتعاملوا مع هذه المسألة تعاملا سطحياً، و لا يقدّموا المرجوح على الراجح في اختيار المتصدّين لقيادة الإسلام، و إن هم لم يُراعوا تلك النقاط فعليهم أن يترقّبوا نتيجة أعمالهم المشؤومة، و ليعلموا أنهم سيعيشون العواقب الوخيمة للحكومات الفاسدة المستبدة الطاغوتيّة.
 
"لقد واراها الأمير في  نصف الليل غريبةً! وكان أن عُفِّي قبرها ـ  الذي هو مخزن الأسرار الإلهيَّة  ـ وأُخفي ، فكانت شهادتها سند إحقاق حق أول مظلومي العالم"[1]
 
إنَّ تخليد ذكرى مظلومية مولاتنا الزهراء هو إصرار من كل أحرار العالم على رفض الظلم و الركوع و الخضوع للحُكامِ الظلمة و المُستبدين، هو إصرار على التوحيد، إصرار على البيعة الحقة لزعيم الأمة بعد رسول الله و رفضٍ للانقلاب السياسي على العقيدة، إصرار على إقامة الصلاة، إصرار على بناء المساجد،  إصرار على إحياء الشعائر.
 
فالمأمول ممَّن يأمل أن يحضى بشفاعة أبيها يوم القيامة، ويتمنى لقاء بعلها عند خروج الروح، وأن يأمن من وحشة القبر ووحدة ليلة الدفن بدعاء الصديقة الكبرى . . أن يجدَّ في إقامة مراسم العزاء بما يتناسب مع عظمتها سلام الله عليها، فتغلق المحال، و تعطل الأسواق، و تتشح قطيفنا و أحسائنا و كل مدننا و قرانا و بيوتنا بالسواد حزناً على مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء.
 
[1] كتيب على أعتاب ذكرى المصيبة – آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني(مد ظله)