الموقف التركي والحرية.. خطر!
تركيا بدعمها لأسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة وإصرارها بمواجهة الكيان الصهيوني المعتدي، ورفضها للقرارات الدولية ضد إيران، وارتفاع أسهم شعبيتها بين الشعوب العربية، يشكل خطرا على دولة الاحتلال الإسرائيلية عدوة السلام، وتهديدا للأنظمة المستسلمة التي تسير عكس رغبة شعوب المنطقة العاشقة للعدالة والحرية والعزة والسلام.
موقف تركيا الإنساني بالعمل على كسر الحصار على غزة، ودعمها لقوافل المساعدات الإنسانية إلى هناك، ومنها حملة قافلة الحرية التي تعرضت للاعتداء الإسرائيلي وسقوط ضحايا، وضع تركيا في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني بسبب الدم الذي تحول إلى فاصل بينهما ومواجهة وان كانت حاليا مواجهة إعلامية وسياسية أدت مؤقتا لإيقاف التعاون العسكري والتهديد من قبل أنقرة بقطع العلاقات مع تل أبيب.
هذا الموقف الشجاع من قبل الحكومة التركية التي اتحدت واندمجت مع شعبها بدعم الحق الفلسطيني والمقاومة وكسر الحصار الفلسطيني، أحيا القضية الفلسطينية من جديد وسلط الإعلام العالمي حولها، وبالذات لمعاناة أهل غزة نتيجة الحصار اللانساني، مما أدى إلى تفاعل الشعوب الحية في العالم مع تلك القضية، واحراج الشعوب العربية المغلوبة على أمرها التي عجزت عن تقديم أي شيء يساهم في رفع الحصار أو التظاهر المؤثر والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولكنه حتما بث فيهم روح الحرية والثقة والقدرة على مواجهة العدو، ومن جهة أخرى ساهم الموقف التركي بالكشف عن المزيد من عورات الدول العربية الفاقدة للشهامة والشرف والعزة، والمصرة على عدم التحرك لرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، الأنظمة التي تعيش حالة انفصال وعزلة مع شعوبها التي ترفض سياسة الاستسلام للكيان الصهيوني وللسياسة الأميركية، وكشف كذلك عن فشل معظم الإعلام العربي الرسمي بشتى أنواعه من دعم الحق الفلسطيني وفضح الكيان الصهيوني واعتدائه على أسطول الحرية.
موقف تركيا هذا ليس بسيطا بل هناك تضحيات كبيرة وربما تركيا ستتعرض لضغوط كبيرة من قبل أميركا والغرب والكيان الصهيوني، وربما من بعض الدول العربية التي أصيبت بالصدمة والعجز والحرج أمام العالم وشعوبها التي تفاعلت مع الشعب التركي وقيادته، فقد شنت إسرائيل وبعض الدول الغربية حملات إعلامية ضد تركيا وللأسف هناك أبواق عربية تدعم الإعلام الصهيوني.
الموقف التركي الشجاع جعل الشعوب العربية تتمنى اردوغان بمواصفات عربية، وزاد من حالة الفجوة بين تلك الشعوب وأنظمتها المعتلة الخائبة، تركيا تعود للمنطقة من جديد وهي ترفع راية الحرية وتحرير العرب من قيود الهزيمة النفسية والروحية، مما يعني أن تركيا ومشروع الحرية، وإيران ومشروع المقاومة خطر على أنظمة المنطقة.
هل سنرى قريبا حملات إعلامية رسمية مسمومة تشكك بالدور التركي لإبعاده عن الشعوب العربية المتأثرة به وبخطاباته الداعية لكسر الحصار ومواجهة التحديات والعدو الإسرائيلي باسم الحرية والعزة والمقاومة؟.