التوعية الفكرية للأبناء

من المسؤوليات الكبرى التي جعلها الإسلام أمانة في عنق الآباء والمربين جميعاً توعية الولد فكرياً منذ حداثة سنّه ، ونعومة أظفاره ، إلى أن يصل سن الرشد والنضج .

والتوعية الفكرية تعني ارتباط الولد بالإسلام ديناً ، وبالقرآن العظيم نظاماً وتشريعاً ، وبمحمد المصطفى وأهل بيته الطاهرين عقيدة وولاء ، وبالثقافة الإسلامية العامة روحاً وفكراً ، وذلك من خلال التلقين الواعي بحقيقة الإسلام المحمدي الأصيل ، وما ينطوي عليه من مبادئ وتشريعات وأحكام ، وأنه الدين الوحيد الذي له ملكة الخلود ومقومات البقاء وطبيعة الاستمرار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

ولكي يتربى الولد فكرياً فهو بحاجة إلى القدوة الواعية التي تسعى إلى تكوين فكره بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية ، والثقافة العلمية والعصرية ، والتوعية الفكرية والحضارية حتى ينضج فكرياً ويتكون علمياً وثقافياً .

ولا شك أن على الآباء والمربين مسؤولية كبرى في تعليم أبنائهم وتنشئتهم على الإغتراف من معين الثقافة والعلم ، وتركيز أذهانهم على الفهم المستوعب ، حتى تتفتح المواهب ، ويبرز النبوغ ، وتنضج العقول ، وتظهر العبقرية ؛ ومن المعلوم أن أول آية نزلت على قلب رسولنا الكريم محمد : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥ ، وما ذاك إلاّ تمجيداً لحقيقة القراءة والعلم ، وإيذاناً لرفع منار الفكر والعقل .

لذا فإن من القواعد التي وضعها إسلامنا العزيز في تعليم الأبناء هو البدء بتعليمهم في مراحل الطفولة الأولى ، حيث يكون الولد أصفى ذهناً ، وأقوى ذاكرة ، وأنشط تعليماً ، وبالتالي يصبح أكثر وعياً ، وأنضج فكراً .